الامارات اليوم- دشن أطباء قلب الامارات أول عيادة قلب افتراضية ذكية في إقليم اسفي المغربي تزامنا مع اليوم العالمي للقلب للكشف المبكر والحد من انتشار الأمراض القلبية، من خلال تقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية والوقائية والتوعية لمختلف فئات المجتمع بإشراف نخبة من كبار الأطباء والجراحين المختصين في الطب والجراحة من الامارات والمغرب، من المتطوعين في برنامج القيادات الانسانية الشابة، وذلك في إطار حملة زايد الانسانية العالمية والتي استطاعت أن تصل برسالتها الانسانية للملايين في مختلف دول العالم تحت شعار علي خطى زايد
وتأتي أهمية المبادرة من أن أمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية، تأتي في المرتبة الأولى بين أسباب الوفيات في العالم حيث يحصد سنويا أرواح نحو 3.17 مليون إنسان ويعتبر السبب وراء 30% من حالات الوفاة حول العالم ويعتبر السبب الرئيسي للوفاة في الدول العربية، و25% من السكان معرضون للإصابة بأمراض القلب.

كما أن حالة وفاة من بين كل أربع حالات سببها أمراض القلب والأوعية الدموية، ما يعني أن 25% من أسباب الوفاة تقف وراءها أمراض القلب، نتيجة ارتفاع معدل انتشار عوامل الخطر في المجتمع، مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وارتفاع الكوليسترول، وأنماط الحياة غير الصحية.
وتتكون عيادة القلب الافتراضية من مجسم عملاق للقلب، يتضمن وحدة للقلب الافتراضي، ووحدة متنقلة للتشخيص، ووحدة كشف ذكية للقلب تقدم الاستشارة عن بعد مع أبرز المراكز الطبية العالمية بإشراف عامل إقليم اسفي وبمبادرة مشتركة من زايد العطاء وجمعية الأيادي البيضاء المغربية، وجمعية دار البر ومؤسسة بيت الشارقة الخيري ومجموعة المستشفيات السعودية الألمانية والمجلس الاماراتي للإنعاش، وبالتنسيق مع وزارة الصحة المغربية وسفارة الامارات لدى المملكة المغربية في نموذج مميز ومبتكر في مجال العمل الطبي المجتمعي التخصصي.
وتقدم عيادة القلب الذكية نقلة في نوعية الخدمات التشخيصية والعلاجية والوقائية، للحد من انتشار السكتة القلبية والموت المفاجئ، من خلال برامج تشخيصية وعلاجية وتوعوية ووقائية مدروسة في العيادة القلبية الافتراضية، وفق أفضل المعايير العالمية، إضافة إلى إجراء العمليات الجراحية للحالات المرضية بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية والخاصة، وتنظيم العديد من ورش العمل والملتقيات والمؤتمرات لبناء قدرات الكوادر الطبية في تخصص الأمراض القلبية.
واستطاعت عيادة القلب الافتراضية من علاج المئات من الأطفال والنساء المغاربة في اليوم التشغيلي الأول في إطار خطة للوصول إلى الآلاف من المرضى في مختلف القرى المغربية وفق برنامج إماراتي مغربية يستمر لمدة سنة.
وقال جراح القلب الاماراتي الدكتور عادل الشامري الرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء رئيس أطباء الامارات، أن مبادرة زايد العطاء تتبنى الأفكار المبتكرة وتستقطب المبادرات المميـزة لرواد الاعمال الاجتماعيون من الشباب، وتوفر منصة لاستقطاب العقول وتحفيزها على توليد الأفكار المبتكرة، واستكشاف المواهب الواعدة، لتبنيها ودعمها في تصميم حلول مبتكرة للتحديات الصحية الحالية والمستقبلية.
وأضاف أن عيادة القلب الافتراضية هي أحد مبادرات رواد الأعمال الاجتماعيون وهي عبارة عن مجسم عملاق للقلب، يتضمن وحدة للقلب الافتراضي، ووحدة للتشخيص، ووحدة كشف ذكية للقلب، صممت بالتعاون مع أبرز المؤسسات الأميركية، وتم تطويرها محلياً كأول عيادة قلب افتراضية، تعمل بإشراف نخبة من الأطباء والاستشاريين، ومجهزة بأحدث المعدات والأجهزة الطبية التشخيصية والعلاجية والمستلزمات الطبية وغيرها من الخدمات المساندة، مثل المختبرات لإجراء الفحوص والتحاليل اللازمة، إلى جانب وحدة متكاملة لفحوص وتخطيط القلب.
وأشار الشامري، إلى أن مبادرة زايد العطاء دشنت في السنوات الماضية العديد من المبادرات الصحية العالمية والتي أبرزها إطلاق حملة عالمية لعلاج مرض القلب وتدشين مستشفى ميداني للقلب، وإطلاق برنامج لتطوير مهارات الكوادر الطبية في طب وجراحة القلب وتأسيس مجلس الإنعاش القلبي وجمعية الامارات للإنعاش، إضافة إلى التنظيم الدوري للعديد من المؤتمرات الوطنية والإقليمية.
وذكر المدير التنفيذي لأطباء الإمارات استشاري الأمراض القلبية رئيس جمعية الإمارات للقلب، الدكتور عبدالله شهاب، أن من الخدمات التشخيصية التي ستقدم من خلال عيادة القلب الافتراضية فحوص القلب، التي تشمل فحصاً تلفزيونياً ثلاثي الأبعاد، واختبار الجهد وتخطيط القلب، إضافة إلى توافر صيدلية مجهزة بالأدوية والمستحضرات الطبية، التي سيتم توفيرها للمرضى والمراجعين، وفقاً للوصفات الصادرة عن الأطباء المعالجين.
وأوضح أن برنامج عمل عيادة القلب الافتراضية يتضمن جولات ميدانية لمختلف القرى المغربية لاستقبال الحالات المرضية والمراجعين، وتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية والتثقيفية، وسيتم إجراء العمليات الجراحية من قبل الفريق الجراحي التطوعي في المستشفيات المشاركة في المبادرة الانسانية.
وأكدت مديرة أطباء الإنسانية، الدكتورة شمسة العور، أن العيادات المتحركة سيعمل فيها أطباء مختصون في طب وجراحة أمراض القلب، مشددة على أهمية المشاركة الفعالة للكوادر الطبية في البرامج التطوعية المجتمعية، التي تهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي بأهم الأمراض القلبية، وأفضل سبل الوقاية والعلاج.

وأكدت أن الأمراض القلبية تعد من الأمراض المزمنة التي يمكن التحكم بها من خلال تغييرات فورية وحقيقية في أنماط الحياة اليومية تشمل الالتزام بحمية غذائية صحية وتمرينات رياضية منتظمة، إضافة إلى الامتثال للمنهجية العلاجية التي يقررها الأطباء الأمر الذي يغفله غالباً المرضى.

وقالت إن “العيادة الافتراضية للقلب ستقدم فحوصات إضافية تشمل ضغط الدم والسكر والدهون ومراقبة المؤشرات الحيوية إضافة إلى فحص تخطيط القلب الكهربائي والفحص التخصصي للقلب بالموجات الصوتية في بادرة غير مسبوقة كخدمات تخصصية تقدم خارج المستشفى للمستفيدين من خلال الحلول التشخيصية والعلاجية المتنقلة”.
تهدف الحملة إلى رفع مستوى الوعي عند شرائح المجتمع، والتعرف على عوامل الخطر المؤدية لأمراض القلب والشرايين، وأهمية إجراء الفحوصات الطبية الدورية.
وأشارت إلى أن مبادرة زايد العطاء تنظم بشكل دوري ورش تدريبية للكوادر الطبية والتمريضية وأخصائي التغذية، حول الفحوصات الطبية والاستشارات، وفق أحدث التقنيات الإلكترونية والذكية وذلك بالتزامن مع احتفال العالم باليوم العالمي للقلب، للتركيز على أهمية الوقاية من أمراض القلب والشرايين، وخفض انتشارها حول العالم.
ونوهت إلى أن مبادرة عيادة القلب الافتراضية تندرج ضمن الخطة التشغيلية لاستراتيجية لمبادرة زايد العطاء نحو تقديم الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة بطرق مبتكرة ومستدامة تضمن وقاية المجتمع من الأمراض، وتعزيز الوعي بأنماط الحياة الصحية في المجتمع وبأهمية الفحص المبكر لعوامل الخطورة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية محلياً ودولياً.
وأكدت أن مبادرة زايد العطاء تنسدم مع التزامات منظمة الصحة العالمية بخصوص بذل الجهود اللازمة للحد من الوفيات العالمية الناجمة عن الأمراض غير المعدية، بنسبة تصل حتى 25% بحلول عام 2025، وذلك كون الأمراض القلبية الوعائية تعتبر المسؤولة عن ما يقارب ثلث الوفيات.