رغم أنه وُلد من دون يدين ولا ساقين، لكن الله منحه عقلاً لا يهدأ وخيالاً لا ينضب، لهذا اختار مجالاً يصفه الكثيرون بأنه من أصعب المجالات، لكنه أراد التحدي فنجح، وتمكن اليوم من بناء سمعة له في الوسط الإعلامي السوري يصفها بأنها مقبولة، ويطمح أن تتطور أكثر وتصل للعالمية.
هو أنس مطاوع، الشاب العشريني، الذي وُلد من غير أطراف، وكان دائماً بين رفاقه وأصحابه صاحب المبادرة، والشخص الاجتماعي. منذ بداية تشكل وعيه تعلم كيف يتكيف مع وضعه الخاص ويتعايش مع ظروفه، واليوم لا يمكن أن تجده في مكان واحد، فهو يتنقل طيلة الوقت ما بين عمله ونشاطاته الاجتماعية أو الدورات التدريبية التي يحرص على الالتحاق بها، فضلاً عن الاهتمام بتلبية حاجة منزله، خاصة أنه متزوج وأب لطفل صغير.
الإعلام
يستخدم في تنقلاته كرسيه الكهربائي ويؤدي كل حاجاته وحده، يضع نقوده في حقيبة صغيرة، يطلب من الباعة فتحها كي يحصلوا على المبلغ المطلوب للشيء الذي اشتراه، وعن يومياته يقول بأنه يستيقظ باكراً في السادسة صباحاً، تساعده زوجته في الاستحمام، وارتداء ملابسه وبعض الأمور البسيطة، وما عدا ذلك هو قادر على تأدية كل مهامه بمفرده، يغادر منزله ليبدأ يومه كأي شاب آخر يحمل مشاريع ومخططات يتمنى أن تجد طريقها ذات يوم على أرض الواقع.
وفي عمله كان الجميع يستغربون من قدرته على العمل بالمكتب، فهو يستخدم الكومبيوتر ويكتب على الموبايل بواسطة يده الصغيرة. وعن دخوله لكلية الإعلام، يقول بأنه بعد الحصول على الثانوية العامة شجعه الجميع على دراسة علم الاجتماع أو الأدب العربي، لكنه كان مصراً على رغبته في دخول الإعلام، فهو يملك شغف البحث عن الحقيقة، ويرى أن صعوبات التنقل يمكن مواجهتها.
على الصعيد الشخصي تمكن أنس من تحقيق حلمه وتزوج من شابة يحبها، هي خريجة أدب إنكليزي وتعمل بمجال الترجمة، وهما يعيشان الآن حياة زوجية هادئة تكللت بطفل جميل أسمياه أحمد، لا ينكر أن مشروعه هذا تعرض للكثير من الانتقادات والضغوط، كما واجهت زوجته عوامل ضغط لدفعها كي تعدل عن فكرتها، ويوضح أنس بحديثه للبيان أن الزواج ليس حقاً للناس الأصحاء فقط، فذوو الإعاقة كذلك يحلمون بهذا الأمر،
حلم
يختم أنس حديثه بالقول بأنه يحلم أن يصبح إعلامياً مشهوراً على المستويين العربي والعالمي، وهو يطور حلمه ويكبره بالصبر والتدريب، فهو واثق من أن قادم الأيام ستحمل له كل ما يحلم به، ولا ينكر أنه يحلم بالسفر والإقامة في بلد مجهز أكثر لذوي الاحتياجات الخاصة، وقادر على توفير فرص عمل ومنحه الاستقرار مع عائلته.
أحلام هذا الشاب رغم كل معطيات اليأس تعانق السماء، فهو يرى أن الحلم قد يتحقق من دون أطراف، ذلك أن الإرادة عندما تمتطي جسداً تصنع المستحيل.
البيان