شهدت النسخة 26 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر، تقديم العرض المسرحي الإماراتي «الساعة الرابعة»، والذي يؤديه مجموعة من الممثلين الشباب تحت قيادة المخرج إبراهيم سالم.
العرض يتحدث عن مجموعة من الشخصيات التي تعيش في أزمات اجتماعية متعددة الأنواع، تؤدي بهم إلى تصرفات تجعل المجتمع من حولهم يميلون إلى سوء فهمهم وإدانتهم وتجريمهم ومحاولة عقابهم دون فهم كامل لحالتهم.
وقال إبراهيم سالم لـ«الاتحاد» إن مضمون العرض يقدم إلى الجمهور مجموعة من القيم الإنسانية الجميلة، مثل التسامح والتعايش مع الآخر وقبوله مهما كان نوع الاختلاف، سواء في الفكر أو الشكل أو الجنس أو المذهب، مضيفا أن تلك القيم هي التي تمنح المجتمعات الإنسانية والحب.
وأوضح سالم أنه مقتنع تماماً بأن دولة الإمارات بقيادتها الرشيدة تعتبر نموذجاً للتعايش بين الجميع، وتقدم دروساً في التسامح خاصة ما تم تقديمه خلال عام التسامح، لذلك جاء العمل بمثابة التعبير عن حال الإمارات وهو رسالة إماراتية إلى شعوب العالم عن تلك القيم.
الصعوبة التي واجهها المخرج كانت العثور على مجموعة من الممثلين المناسبين لتقديم تلك المسرحية، حتى تمكن من تجميع توليفة شابة مكونة من فيصل علي، نور، علي جمعة، آلاء شاكر، عبد الكريم صالح وبسمة.
أما عن كيفية تحويل الرسائل المراد توصيلها إلى الجمهور من خلال النص وأداء الممثلين، فيوضح مخرج العرض أنه في البداية عمد إلى نشر المحب بين فريق العمل حتى يظهر على أدائهم بشكل تلقائي، وبعد ذلك تمكن من توصيل الرسائل التي بين السطور إلى الممثلين، لأن الممثل إذا لم يكن على علم بالرسائل والمعاني بين سطور النص، حينها لن يقدم أداءً مقنعاً.
ويأتي الدور على الأداء الحركي للممثلين على خشبة المسرح، والذي له دور كبير في توصيل المراد من النص، يقول سالم: «دائما أقول للممثل إن فهمك للجملة وللنص هو ما سينعكس على الأداء الحركي لك، لأنه لا يمكن أن تكون الحركة بشكل عشوائي، بل تقدم الحركات على المسرح مدلولا يتكامل مع النص».
وقال الممثل سعيد سالم، إن المسرح من الفنون التي بإمكانها تغيير الأفكار، لذلك لابد من استغلال هذا النوع من الفن في الحرب الشاملة التي يخوضها العالم العربي ضد الإرهاب، وخاصة الحرب الفكرية التي وصفها بأنها أخطر من الحرب بالسلاح. ويضيف الممثل القدير والذي كان قد افتتح النسخة الأولى من مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر، أنه عندما يتم الترويج للقيم الإنسانية مثل التسامح وتقبل الآخر من خلال مسرحية «الساعة الرابعة»، حينها تحل تلك القيم محل الأفكار الخبيثة في عقول الشباب.
وتمنى سعيد في حديثه لـ«الاتحاد» بأن يهتم منتجو العروض المسرحية بتلك النوعية من العروض، وإنتاج أعمال أخرى تسير على نفس النهج، لأن المسرح بإمكانه أن يصبح أداة أقوى في مواجهة الفكر المتطرف الذي يتغلغل إلى عقول الشباب في الوطن العربي.

الاتحاد