كان رواد الفنون مساء أمس الأربعاء على موعد مع أيقونة شكسبير الخالدة، مسرحية «كثير من اللغط حول لا شيء»، التي شهدت إقبالاً كثيفاً من مختلف الأجناس والأعراق جمعهم شغف الروائع على خشبة دبي أوبرا، حيث استمتع الجمهور بأجواء الحب والإلهام التي راوحت بين الدراما والفكاهة والرومانسية في عمل مسرحي كبير طاف الحدود والثقافات واللغات ليخاطب ذائقة وأمزجة كل الشعوب.
فضول وشغف
في زيارتها إلى كواليس دبي أوبرا، خلال استعدادات الفرقة لأداء البروفات أمس الأول قبل عرض المسرحية، عايشت «الاتحاد» أجواء العمل ورصدت انطباعات بعض الممثلين عن تجاربهم في العمل، وكانت البداية مع أحد أبطال العمل، وهو الممثل سيمون داروين الذي أعرب عن سعادته لعرض مسرحية «كثير من اللغط حول لاشيء» في دبي، التي يختزن لها انطباعات جيدة مشحونة بالفضول وشغف الاستكشاف.
وأضاف: صحيح أنني لم أر الكثير بعد في هذه المدينة الملهمة، إلا أنني متحمس جداً لكوني متواجدا هنا، وتكمن خصوصية زيارتي لها كونها المرة الأولى التي أقصدها للمشاركة في هذا العمل المسرحي، ولن تكون هي الزيارة الأخيرة بالطبع.
فرصة نادرة
وتابع سيمون: لم أكن أتوقع أن أزور دبي الرائعة، فهي مدينة ساحرة حقاً، تمتلك روحاً ثقافية عريقة وسيرة حضارية تستحق التأمل، واصفاً معلم دبي أوبرا بأنه صرح فني وعبقري يخطف الحواس بطابعه الأخاذ، ويعطي شعوراً بالمتعة والرهبة معاً، واعتبر داروين تواجده على خشبته فرصة نادرة لا يحصل عليها الكثيرون، كما أن الجميل في هذا البلد أنهم يتمتعون بثقافة محلية تميز هويتهم وتخصهم وحدهم، معرباً عن إعجابه بتمسك أبناء المجتمع الإماراتي بعاداتهم وتقاليدهم المشبعة بالاحترام والكرم والنبل. وأضاف: أخطط لقضاء جولة في أرجاء المدينة لأني أحببت هذا المكان، ويكفي أنني متواجد هنا، لتقديم مثل هذا العرض للمرة الأولى للجمهور في الإمارات.
وأشار سيمون أنه يؤدي شخصية «بينديك» وهو إنسان وحيد يميل إلى الانعزال عن الناس، لكن تدخل إحدى الفتيات حياته، لنرى تأثره كثيراً بشخصيتها، مع أنه يخشى الوقوع في الحب، وتحظى علاقتهما بثقة كبيرة، وتأخذ وقتها لتنمو وتكبر.
الإيمان بالحب
وقال سيمون داروين، إنه المضمون الثقافي والإنساني في دوره الذي يؤديه في خيوط العمل المسرحي، يجسد قيمة الإيمان بالحب، وهذا بحد ذاته مصدر إلهام رائع، يجمع الماضي والحاضر، ويعطي طعماً للحياة كي يعيش ويحارب من أجل البقاء.
واعتبر سيمون أن حضوره في ملحمة درامية من تأليف الكاتب الكبير شكسبير، هو بمثابة وسام شرف يعتز به في مسيرته الفنية، مشيراً إلى أن هذا العرض هو الأول له في دبي، واصفاً تقديم مسرحية للكاتب الكبير شكسبير بالإنجاز الكبير، وهذا ما أراد فعله من فترة، خاصة مع تدفق منسوب المتعة المحيطة بالعمل، الذي حقق له ما كان يرنو إليه.
انعطافة ميلودرامية
وقال الممثل جيمس كلايد إن دبي هي مدينة المستقبل بما تملكه من بنية ثقافية ومقومات حضارية وإبداعات معمارية تناطح السحاب، مضيفاً أنه متحمس كثيراً بعد عرض المسرحية، بالقيام بجولة لاستكشاف معالم المدينة والتعرف عن كثب إلى أجوائها وتراثها وعراقتها، كما وصف كلايد دبي أوبرا بأنها مبنى أسطوري يبعث على الدهشة في تصميمه الجمالي الذي يحمل طابعاً تراثياً ورمزية وخصوصية تحتفي بروح الأصالة ونفحات الفخامة العصرية، يضاف إلى ذلك هيبة الخشبة ودقة التفاصيل التي يديرها طاقم فني محترف بأعلى درجات الخبرة والكفاءة وأرقى معايير الأداء في كواليس المسارح العالمية.
وأشار كلايد إلى أن دوره في المسرحية مليء بالعاطفة والأحاسيس الإنسانية، حيث يلعب دور أب البطلة الصغيرة وهو صاحب قلب كبير تحركه المشاعر الرحيمة، إلا أنه يأخذ منحى مختلف مع مسار الأحداث عندما يتم ذبح ابنته، فيشهد انعطافة ميلودرامية في شخصيته ويتبدل سلوكه وينحرف به إلى الطريق الخطأ.
رائعة خالدة للأجيال
جيمس كلايد الذي يعتبر نفسه محظوظاً بمشاركته ضمن فريق عمل ضخم ينتصر للقيم النبيلة ليطوف بها العالم، ويحمل رسالة خاصة تهدف في جوهرها إلى تعريف العالم بمسرحية شكسبير كونها إحدى الروائع الفنية الخالدة في وجدان الأجيال، وهي محطة مهمة أن يشاهدها الجمهور العربي والمحلي في الإمارات، إلى جانب خليط الثقافات والجنسيات التي تعيش على أرض الإمارات.
الاتحاد