استعرض هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، الكاميرا الروبوتية التي تم تصميمها من قبل وكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاسكا”، وذلك في اليوم الخامس من وجوده على متن محطة الفضاء الدولية، عبر بث مباشر جرى مع مركز محمد بن راشد للفضاء والوكالة اليابانية اليوم، حيث طلب من الطلبة الإماراتيين المبتعثين إلى اليابان إعطاء الأوامر للروبوت، كما قدّم شرحا مستفيضا عن الروبوت الياباني «Int-Ball» وكيفية التحكم به من على الأرض وكيفية استخدام الكاميرا الخاصة به.

وبين المنصوري أن هناك العديد من الأجهزة في المحطة، وهي تتبع لعدد من الوكالات الفضائية مثل الأوروبية واليابانية والأميركية، إذ إنه يسهل التحكم بحركة المحطة بالاتجاه المعاكس للروبوت الياباني على سبيل المثال.

وتحدث عن الجهاز الخاص بوكالة ناسا الأميركية الذي يطفو في أقسام المحطة الدولية، ويساعد الرواد على معرفة محتوياتها، وجهاز آخر يقوم بعرض الإجراءات التي تساعد الرواد على اتخاذ القرار بسرعة ومرونة أكثر.

ورداً على سؤال أحد الطلبة الإماراتيين المبتعثين إلى وكالة الفضاء اليابانية بطوكيو ما هو الروبوت الذي يتمنى وجوده معه على متن المحطة الدولية؟، قال المنصوري “أتمنى أن يكون معي روبوت يمتلك 4 أذرع، يستطيع الإمساك بأشياء محددة على متن المحطة”. وقد عانى هزاع، في بداية وصوله للمحطة، من عدم استيعاب المكان.

وبين المنصوري للطلبة مدى الصعوبة التي واجهها في بداية رحلته وذلك في التعرف على الاتجاهات في المحطة، مبيناً أن وجود كتابة على الأطراف «الجدران»، وإلى الأعلى، مكنته من معرفة توجهه، حتى لو كان رأسا على عقب.

وأضاف أن الحركة على متن المحطة وفي ظروف منعدمة الجاذبية تمنح الرواد حرية في الحركة بالاتجاه الذي يرغبون به، ويستطيعون الدوران كما يشاؤون، مع معرفتهم بالأرض والسقف، إلا أنهم يشعرون بمتعة خاصة في ظل مرونة الحركة.

ورداً على السؤال حول طريقة نومه على محطة الفضاء الدولية، قال المنصوري “في المحطة، يستطيع رائد الفضاء النوم في أي اتجاه، إذ إن طبيعة الأجواء في المحطة مختلفة عن مثيلتها على سطح الأرض”.

وقال المنصوري “لابد أن يتمتع رواد الفضاء ببنية صحية جيدة جداً، لأنهم عند إقلاع الصاروخ الذي يحملهم إلى الفضاء تتعرض أجسامهم إلى ضغط عال جداً، يصل بين 4.5 إلى خمسة أميال. وفي وقت الهبوط أو في الحالات الطارئة، فإن أجسام رواد الفضاء تتعرض إلى ضغط أعلى من ذلك”.

ورداً على سؤال أحد الطلبة حول التغيرات التي طرأت على جسمه خلال هذه الرحلة، أوضح المنصوري أنه طرأ كثير من التغيرات، خصوصاً خلال الأيام الأولى من الرحلة، إذ عندما وصل إلى المحطة أصبح رأسه ضخما جداً بسبب انتقال السوائل من أسفل الجسم إلى الأعلى، وشعر في أول يوم برغبة في التقيؤ، مؤكداً أنه مع مرور الوقت تعود على هذه التغيرات.

وبين المنصوري أنه زار الأقسام المختلفة من المحطة الأرضية، موضحاً أنه أجرى تجربة كل يوم في قسم من الأقسام على متن محطة الفضاء الدولية، سواء في القسم الياباني، أو القسم الأوروبي، أو القسم الأميركي، وكل تجربة تختص بموضوع علمي معين، مؤكداً أن حاسة الشم تتغير في الفضاء عنها في الأرض، ورائحة المحطة أشبه برائحة المعدن المحترق.

من جهته، قال خالد العامري سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليابان إن دولة الإمارات حققت مكانتها بكل اقتدار على خريطة الدول الريادية عالميا في استثمارات قطاع الفضاء، وذلك بعد انطلاق أول رائد فضاء إماراتي، بالإضافة إلى إطلاق القمر الصناعي “خليفة سات”.

وقال العامري “ننتظر إطلاق مشروع مسبار الأمل”، مبيناً أن الإمارات حققت جهودها في بلوغ هدفها المنشود ضمن برنامجها للصناعة الفضائية والذي اعتمد على رؤية قيادية ثاقبة تتمثل في عدم انتظار المستقبل.

الاتحاد