استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي عقد في فندق قصر الإمارات مساء أمس محاضرة «تحسين الصحة النفسية» التي قدمها البروفيسور نايف المطوع، الأستاذ بجامعة الكويت واختصاصي في الطب النفسي السريري، شهد المحاضرة معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، وكبار المسؤولين والشخصيات العامة.
وكشف المحاضر عن وجود انعكاسات للأمراض النفسية على الاقتصاد، لافتاً إلى أنه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الاكتئاب والقلق سيكلفان الاقتصاد العالمي حوالي 1 تريليون دولار أميركي في صورة خسائر إنتاجية. وبحلول سنة 2030، ستبلغ التكلفة التقديرية لمشكلات الصحة النفسية على الاقتصاد العالمي 16 تريليون دولار. وفي الوقت الحاضر، لا يوجد بلد قادر على معالجة أزمة الصحة النفسية على نحو فعّال.
وأكد المطوع أن معدلات الإصابة بالأمراض النفسية وخاصة الاكتئاب السريري في دولة الإمارات تأتي حسب المعدلات العالمية ووفقاً لمؤشرات منظمة الصحة العالمية، والتي تعد من الدول الأقل تعرضاً للاكتئاب، مدللاً على ذلك بنتائج لاستطلاع آراء أجرته مؤخراً مؤسسة YouGov البريطانية المتخصصة في أبحاث السوق وتحليل البيانات، التي أظهرت أن نحو 4% من سكان الإمارات يعانون من الاكتئاب السريري.
ولفت إلى أن الإحصائيات تبين أن الاكتئاب شكّل ما نسبته 44.6% من إجمالي الأمراض النفسية في شرق البحر المتوسط، كما تم تشخيص أكثر من 615 مليون حالة في العالم، تعاني من القلق والاكتئاب.
ودعا المطوع إلى تجنب المؤثرات والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالقلق أو التوتر والاكتئاب، ونصح بضرورة تجاوز العوامل المحبطة واتخاذ إجراءات أكثر مرونة عند التعاطي مع العوامل المحيطة، والتعامل بعقلانية، والبعد عن العصبية، موضحاً أن إدمان المخدرات من أهم العوامل المؤدية إلى الإصابة بالأمراض النفسية.
وقال البروفيسور المطوع: «تشكل «ثقافة العار» أو الوصمة، المرتبطة بالأمراض النفسية عائقاً كبيراً أمام علاجها على مستوى العالم، ولا سيما في هذه المنطقة، فالذين يعانون من مثل هذه الأمراض قد يترددون في طلب المساعدة لأسباب اجتماعية. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي «ثقافة العار» إلى عدم تغطية شركات التأمين الصحي علاج هذه الأمراض، كما يمكن أن تؤدي إلى تقليل فرص العمل، وعدم تقبل الأسرة والمجتمع، وكذلك التنمر والمضايقات.
وأشار المحاضر «المطوع»، إلى أنه من خلال العلاج الإدراكي السلوكي، يتعلم الفرد كيف يصبح أكثر وعياً وتقبلاً، ويغير أفكاره إلى شيء أكثر عقلانية وإيجابية خلال المواقف الصعبة، وهذا بدوره يؤدي إلى ردود فعل عاطفية وسلوكية أكثر صحة مما يحسن من الصحية النفسية للشخص. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد العلاج الإدراكي السلوكي الشخص على معالجة غضبه وتحويله إلى مشاعر الانزعاج الصحية نسبياً.

وام