يعد سرطان الثدي من أكثر أنواع أمراض السرطان التي تصيب الإناث، لأسباب وراثية أو هرمونية أو لتغير أنماط الحياة، فيما تشكّل حملات التوعية أساساً في التصدي له، كما يعزز الاكتشاف المبكر فرص القضاء على المرض.
وعلى الرغم من الحملات المكثفة التي تنفذها هيئة الصحة بدبي ومختلف الجهات الصحية في الدولة وفتح أبواب المراكز الطبية للكشف المبكر، فإن نسبة انتشار المرض ما زالت في ارتفاع مستمر، إذ وصل انتشار سرطان الثدي العام الماضي إلى نحو 22.4% من نسب حالات السرطان المكتشفة بالدولة، وهي نسبة تعتبر مرتفعة وتتطلب المزيد من الإجراءات والحملات التوعوية للحد من انتشار المرض.
وتخصص صحة دبي سنوياً شهر أكتوبر للتوعية بالمرض في المستشفيات والمراكز الصحية، وتخصّص أياماً لإجراء الفحص المجاني، للتوعية بأعراض المرض، وكيفية التعامل معها منذ بداية ظهوره قبل وصوله إلى مراحل متقدمة.
وقالت الدكتورة موزة الحتاوي، استشارية أمراض سرطان الثدي في مستشفى دبي: «تزامناً مع اليوم العالمي لسرطان الثدي الذي يصادف شهر أكتوبر من كل عام، تقوم هيئة الصحة بدبي في قطاعاتها المختلفة بالتجهيز، كل على حدة ببرنامجه الخاص للتوعية بالمرض، فنحن نمثل قطاع المستشفيات بالهيئة، لدينا برنامج التوعية يبدأ مع بداية شهر أكتوبر، إذ نكثف حملات التوعية على المدارس الحكومية والخاصة منها، وعلى طالبات الجامعات ومختلف الدوائر الحكومية والخاصة بإعطاء المحاضرات الخاصة بالحدث، إضافة إلى عمل فحص مجاني للسيدات الحاضرات والراغبات في إجراء الفحص».
وأضافت: «يوجد لدينا يوم خاص بالحملة تشارك فيه العديد من الجمعيات بالدولة كاتحاد الإمارات للسيارات والدراجات وجمعية أصدقاء الدراجات الهوائية التطوعي واتحاد الرياضة والشباب، إذ تنطلق فعالية كبيرة جداً باسم المسيرة الوردية تطوف شوارع منطقة جميرا بإمارة دبي، وهو حدث سنوي بدأناه عام 2012، وفي كل سنة يزيد عدد المشاركين بالمسيرة إلى أن وصل إلى قرابة ألف مشارك وأكثر».
يوم توعوي
وأوضحت الدكتورة الحتاوي أن «مستشفى دبي يخصص يوماً توعوياً توزع فيه الكتيبات والمنشورات التوعوية بالمرض، ويتم فيه عمل جلسة حوارية مع مرضى تم شفاؤهم، كما نوزّع الهدايا على المرضى في المستشفيات بين قسمي الجراحة والأورام».
وأضافت أن «نسبة الإصابة بالمرض زادت عن السنوات السابقة بنسبة 15%، وأغلب المريضات من الجنسية الفلبينية، ونحن بصدد عمل دراسة ومسح شامل للوقوف على أسباب زيادة عدد المريضات بهذا المرض».
وبينت أنه إذا تم اكتشاف المرض بشكل مبكر بالتأكيد يسهل العلاج، وتكون نسبة الشفاء عالية جداً، وقد تصل إلى 90%، ولكن، مع الأسف، أغلب الحالات لهذه السنة في مراحل متقدمة، مما يدفعنا إلى البدء بالعلاج الكيماوي، ومن ثم التدخل الجراحي.
دور مهم
وأوضحت أن الوراثة تؤدي دوراً مهماً لاعتباره مرضاً جينياً ينتقل من ناحية الجدة والأم والأخوات والخالة وبنات الخالة، وإذا تم اكتشاف المرض عند سيدة وأحد أقاربها يُفضّل عمل دراسة جينية لهما. بالتأكيد، هناك عوامل وقائية، كالزواج المبكر، والحمل في سن مبكرة، وعدم التأخر فيهما، والرضاعة الطبيعية، والأكل الصحي، تقي من الإصابة بالمرض، وكذلك ممارسة الرياضة وعمل الفحص الدوري على الثدي، كلها عوامل مساعدة للوقاية. أما سرطان الثدي عند الرجال فنادر، لكنه قد يحدث، ولدينا إلى الآن 10 حالات تم اكتشافها وعلاجها، وأسبابها تكون وراثية أو حدوث طفرة جينية عند الرجل.
وقالت استشارية أمراض سرطان الثدي في مستشفى دبي: «ننصح بعمل فحص دوري على الثدي يبدأ من عمر العشرين، إلا إذا كان هناك أحد الأقارب قد أصيب بعمر مبكر، فيُنصح بأن يبدأ الفحص بسن أصغر بعشر سنوات لتلك القريبة. أما الفحص بأشعة الماموغرام السنوي بشكل عام فيبدأ من عمر 40 سنة. وهناك أجهزة أخرى للفحص لصغار السن ولحالات خاصة كأشعة الموجات الصوتية وأشعة الرنين المغناطيسي، ويمكن التصدي للمرض كما أسلفت سابقاً بالفحص الدوري، وعمل توعية مستمرة على مدى السنة».
وأضافت: «إلى الآن، لم يصرّح دولياً بوجود تطعيم خاص بسرطان الثدي، وتوجد العديد من الدراسات، ولكنها قيد التجربة، ولم تؤكَّد بعد، لذا أنصح بعمل الفحص، وألّا نخاف أو نخجل من المرض، لأنه إذا تم اكتشافه مبكراً يسهل، بإذن الله، علاجه، ولدينا كادر طبي نسائي يقوم بعمل الفحص والمساعدة».
نسب الإصابة
من جانبها، قالت الدكتورة سعاد هاشم، استشارية طب الأسرة، رئيسة شعبة الوقاية السريرية وتعزيز الصحة: «إن نسبة الإصابة بسرطان الثدي سجلت العام لماضي نسبة 22.4% تراوحت من 20-39 سنة 4%، ومن 40-59 37% ومن 60- 79% نحو 60%، ومن 80 وما فوق 16%».
4 مراكز
وأوضحت أن هيئة الصحة في دبي بدأت بخدمة الفحص المبكر عن سرطان الثدي عام 2014 في 4 مراكز صحية، هي: مركز المزهر وند الحمر وزعبيل والبرشاء، حيث يمكن الحصول على الخدمة عن طريق زيارة طبيب العائلة لإجراء الفحص الدوري الشامل أو طلب خدمة الفحص المبكر عن سرطان الثدي، مشيرةً إلى أن خدمة الفحص بجهاز الماموغرام متوافرة في المراكز الأربعة يومياً في الفترة الصباحية، للسيدات اللواتي تزيد أعمارهن على 40 سنة وما فوق، وتستثنى من الفحص السيدات اللاتي يعانين ألماً أو تورماً أو أي عارض من أعراض سرطان الثدي أو السيدات اللاتي تم تشخيصهن بسرطان الثدي من قبل.
تشخيص
كما أوضحت الدكتورة سعاد هاشم أن عدد النساء اللاتي خضعن للكشف المبكر من عام 2014 حتى عام 2018 وصل إلى 5262 حالة، فيما وصل عدد الحالات التي تم تشخيصها بالخزعة إلى 51 حالة.
وقالت: «إن هناك عوامل يمكن أن تتسبب في سرطان الثدي، منها عوامل اختطار يمكن تغييرها، وتشمل قرار عدم الحمل والولادة، وحبوب منع الحمل، والعلاج بالهرمونات البديلة، والكحول، والتحكم بالوزن، والرياضة والرضاعة الطبيعية».
وأشارت إلى أن عوامل الاختطار التي لا يمكن تغييرها تشمل دورات الحيض والوراثة والجنس (جميع النساء معرضات للخطر)، والتاريخ المرضي (الشخصي والعائلي)، والتعرض للأشعة، والحمل.
وقاية
وأوضحت أن طرائق الوقاية من المرض تشمل تجنب زيادة الوزن، واتباع نظام غذائي صحي مع تجنب الشحوم المشيعة، واتباع نمط حياة رياضي، والمشي لمدة 30 دقيقة يومياً على مدى 5 أيام في الأسبوع، وتجنّب تناول الكحول، والامتناع عن التدخين، والفحص الدوري للثدي، والرضاعة الطبيعية مدة عام على الأقل، وعدم تناول هرمونات الأنوثة بعد سن اليأس.
أعراض
كما بينت أن هناك أعراضاً لبداية اكتشاف المرض، منها ملاحظة وجود كتلة أو تغير أو أي عارض من أعراض سرطان الثدي، والبحث عن أدلة لوجود سرطان الثدي قبل ظهور الأعراض الأولى، باعتبارها المفتاح للكشف المبكر عن سرطان الثدي حين لا يزال في مرحلة يمكن فيها معالجته.
وأوضحت أن 80% من أورام الثدي السرطانية تكتشفها السيدة بنفسها أثناء الفحص الذاتي للثدي أو بظهور الأعراض.
البيان