أظهرت رغبة مايكروسوفت في إنشاء هاتف (Surface Duo) العامل بنظام أندرويد أن الشركة قد غيرت أولوياتها، إذ لم تكن المفاجأة الكبرى التي حصلت أثناء حدث مايكروسوفت هذا الأسبوع مرتبطة بأجهزة (Surface) الجديدة، بل بالهاتف الذكي المصنع من قبلها والعامل بنظام أندرويد.
ويحتوي هاتف (Surface Duo) على شاشتين بحجم 5.6 إنش، ومن المقرر أن يصل أواخر العام المقبل.
وقد تكون الهواتف الذكية القابلة للطي بمثابة مستقبل الهواتف الذكية، لكن على النقيض من منافسيها، مثل سامسونغ وهواوي، فإن هاتف مايكروسوفت يتضمن شاشتين مرتبطتين بمفصل بدلاً من شاشة واحدة قابلة للانحناء.
كما من المحتمل أن تكون هذه خطوة حكيمة من شركة البرمجيات، وذلك بالنظر إلى المشاكل التي واجهتها سامسونغ مع هاتفها القابل للطي (Galaxy Fold).
وقد يجد الجهاز ذو الشاشة المزدوجة تفضيلاً لدى جمهور الأعمال، تبعاً إلى أنه كبير بما يكفي للعمل عليه، وصغير بما يكفي ليناسب في الجيب.
ولدى مايكروسوفت تاريخ طويل فيما يتعلق بالهواتف الذكية، ويمتد إلى بضعة عقود، لكنها لم تنجح في تحقيق تقدم ملموس، إذ اشترت عام 2013 قطاع الهواتف المحمولة في شركة نوكيا مقابل 5.44 مليار يورو، وذلك بهدف العودة إلى سوق الهواتف.
كذلك أدركت مايكروسوفت لاحقاً أنها لا تستطيع الفوز على أندرويد وآي أو إس، وانتهى الأمر بعد عامين فقط عبر تسريح الآلاف من الموظفين وتلقيها خسارة بلغت أكثر من التكلفة الإجمالية للاستحواذ.
ويبدو أن مايكروسوفت لا تستطيع التخلي عن الهواتف الذكية، ويعكس قرار جعل الهاتف الذكي يعمل بنظام أندرويد أولويات الشركة المتغيرة.
وفي ظل تحقيق العلامة التجارية (Surface) لنجاح كبير، فقد يكون هناك طلب على جهاز يحمل علامتها التجارية بحجم الهاتف، حتى لو لم يعمل بواسطة ويندوز مثل بقية أجهزتها.
وقد يعزى السبب الآخر لإصدار هاتف (Surface Duo) هو نجاح استراتيجية التطبيقات بالنسبة لمايكروسوفت، والتي ضمنت بشكل أساسي أنه، حتى لو كنت لا تستخدم جهاز ويندوز، فما يزال بإمكانك الوصول إلى مجموعة واسعة من خدمات ويندوز.
ولدى مايكروسوفت حالياً أكثر من 150 تطبيقاً في متجر تطبيقات غوغل بلاي (Google Play)، وإن فكرة امتلاك هاتف لعرض هذه التطبيقات هو أمر منطقي، وقد يشجع المزيد من المطورين على تجربة الإصدارات الجديدة التي تستفيد من هذه الشاشات المزدوجة.
إلى ذلك، يمثل دعم هاتين الاستراتيجيتين أولوية أكبر لدى مايكروسوفت من محاولة إعادة إحياء هواتف ويندوز الذكية مرة أخرى، وقد تكون أولوية أكبر من الترويج لنظام ويندوز نفسه.
وابتعدت الشركة عن كونها شركة ويندوز فقط، وأصبح من الممكن النظر إليها كشركة لتطبيقات الحوسبة السحابية والإنتاجية أيضاً، وربما لهذا السبب فقد عرضت هاتف (Surface Duo) قبل وقت طويل من إطلاقه، وذلك للتأكيد على أنها تحاول اتباع نهج مختلف.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، إن” نظام التشغيل لم يعد الطبقة الأكثر أهمية بالنسبة لنا، والشيء الأكثر أهمية بالنسبة لنا هو نموذج التطبيق والخبرة”.
يذكر أن ذلك لا يعني نهاية ويندوز قريباً، إذ لا يزال نظام التشغيل يولد عائدات هائلة ويربط جميع أعمال الشركة معاً، لكن رغبة مايكروسوفت في إنشاء هاتف يعمل بنظام أندرويد توضح إلى أي مدى أعادت الشركة التفكير في استراتيجيتها في السنوات القليلة الماضية.
العربية.نت