فضيلة المعيني

في الفجيرة يقول الخبر : » أيدت محكمة الاستئناف الحكم الصادر من محكمة أول درجة في مواجهة أستاذة جامعية، تعمل في إحدى جامعات الفجيرة، بالغرامة 1000 درهم، في أعقاب إدانتها بسب طالبة بألفاظ خادشة للحياء وغير لائقة«.
وترجع التفاصيل إلى وقت سابق، عندما تقدمت طالبة جامعية تدرس في إحدى كليات الفجيرة ببلاغ، اتهمت فيه أستاذة جامعية بسبها بألفاظ خادشة للحياء، مشيرة في بلاغها إلى أنها كانت في إحدى المحاضرات وطلبت من أستاذتها شرح المادة التي يتم تدريسها لهن بطريقة معينة، فردت عليها الأخيرة بالقول »أنت أهلك ما ربوك«.
على ضوء ذلك، تم فتح تحقيق في الواقعة واستدعاء الأستاذة الجامعية، التي أنكرت تماماً تلفظها بألفاظ خادشة للحياء في حق الشاكية، وعليه تمت إحالة القضية إلى النيابة العامة التي أصرت على إدانة المتهمة وفقاً لتحريات الواقعة، وأمرت بإحالة ملف القضية إلى المحكمة، التي قضت بالغرامة السابقة، واستأنفت المتهمة، وأيدت محكمة الاستئناف حكم سابقتها.
حقيقة أعجبت لتصرف الطالبة الجامعية حيال موقف تعرضت له ، فلم تلجأ إلى أسلوب المعاملة بالمثل ولم يفعل ذووها ما تفعل الأسر في مثل هذه الحالة بأخذ حق ابنتهم بأيديهم، بل كان القانون هو ملاذهم وهو الفيصل الذي أعاد للطالبة حقها من الأستاذة التي لم يكن يجدر بها أن تتلفظ بألفاظ غير لائقة في قاعة محاضرات وفي مكان ينبغي أن يكون الرقي سائداً في التعامل، لكن يبدو أن الطالبة كانت أكثر تحضراً ولم تكن كما نعتتها معلمتها بأن أهلها لم يربوها، بل أحسنوا تربيتها، فسلكت في استعادة حقها طريق الحق والعدالة .
مبعث الإعجاب ليس سلوك الطالبة في عدم الإساءة لمعلمتها بالرد الخادش مقابل ردها، بل لمعرفة هذه الطالبة بحقوقها المصانة وتمسكها بألا تضيع.
عين العقل والحق في مقاضاة الطالبة لمعلمتها إزاء موقف تعرضت له، لعل هذه السابقة تكون رادعاً ليس لمعلمة في الحرم الجامعي فحسب بل في مختلف مؤسسات التعليم، فكما ننادي بضرورة احترام المعلم، وليس الطالب، فعلى الطرف الآخر أن يراعي كذلك العلاقة المبنية على الاحترام والمحبة والطالب الذي نطالبه بواجبات ملزمة تقابله حقوق مصانة ايضاً.
– البيان