يخوض فريق الإمارات المشارك في الدورة الثالثة لبطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال»، التي تستضيفها الإمارات في مركز دبي التجاري، معسكرات تدريبية مكثفة لحصد المركز الأول والفوز بلقب هذه البطولة، التي تنطلق غداً وتستمر حتى 27 أكتوبر الجاري، بمشاركة 191 دولة، وتهدف في جوهرها، وفق المنظمين من مؤسسة دبي المستقبل، إلى توظيف الحلول التكنولوجية وأدوات الثورة الصناعية الرابعة، لتحقيق رفاهية المجتمعات وخدمة البشرية في مجالات حياتية عدة، حيث تركز المباريات بالمسابقة على تقديم أفكار جديدة تخدم شعار البطولة «تنظيف المحيطات والبيئة المائية» التي تهدد الثروات السمكية وتعرضها لخطر النفوق والانقراض، وتؤثر على التنوع البيئي المائي، وتسبب انعداماً في مصادر الغذاء، وتهدد مستقبل البيئة البحرية في مختلف أنحاء العالم.

الملوثات والروبوت
معنويات عالية وإرادة قوية لحصد المركز الأول، تشعلان حماسة وشغف الفريق الإماراتي الذي يضم 7 طلاب يمثلون مدارس الدولة، وجميعهم يراهنون على الفوز بهذه البطولة. وفي المعسكر التدريبي بإحدى المدارس في دبي، زارتهم «الاتحاد» وعايشت معهم الاستعدادات والتدريبات قبيل انطلاق البطولة، حيث أكد المشرفون على تدريباتهم أن هذه المسابقة العالمية تقام للمرة الأولى على أرض دولة عربية، مشيرين إلى أن طبيعة المسابقة عبارة عن مباريات بين فرق تمثل 191 دولة من جميع أنحاء العالم، ويبلغ عدد الطلاب المشاركين في البطولة نحو 1500 طالب، وتقام على ملعب مخصص وأرضية مجهزة ضمن مساحة 6 أمتار طولاً و7 أمتار عرضاً، وتجري المباراة بين 6 أجهزة روبوتات، لكل فريق 3 أجهزة يقودها ويديرها 6 طلاب من الفريق الواحد، ويتم إدخال 80 كرة داخل الملعب في المباراة، وترمز تلك الكرات إلى الملوثات البحرية التي تفسد جمال المحيطات وتؤثر على البيئة، وتهدد حياة المخلوقات المائية، ويتسابق الطلاب لالتقاط تلك الكرات ووضعها في زمن قياسي في أماكنها المخصصة، لتجميع أعلى النقاط وضمان التأهل في المباريات، وصولاً إلى مرحلة التصفيات، وتتضمن المباراة الواحدة 3 مستويات، هي مرحلة استعادة الملوثات، ثم إعادة تدويرها، ثم إعادة استخدامها.

حلول ابتكارية
عبدالرحمن عبدالله الكعبي (16 عاماً)، مهمته التواصل مع الفرق الأخرى، لبناء التحالفات وإدارة المحتوى في مواقع السوشيال ميديا، ويطمح إلى التخصص في التصميم الهندسي وتكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وأوضح أنه عند تسجيل الفريق الإماراتي في المسابقة، تم توفير الأدوات اللازمة من المنظمين كالقطع والأجهزة الإلكترونية، لصناعة وبناء روبوتات تخدم أهدافنا، وخلال ذلك تم التعرف على شعار المسابقة وهو «تنظيف البحار وحماية المحيطات من التلوث»، وتم وضع حلول ابتكارية ناجعة، ثم بدأنا بتصميم قاعدة الروبوت بحيث يتحرك بشكل مثالي، واستغرق بناؤه قرابة الشهرين، ثم تم تصميم المصعد الخاص برفع الكرات التي ترمز إلى «الملوثات البيئية»، وبدأنا عملية تصميم الجزء الخاص بتجميع وتوصيل الأجهزة الإلكترونية وربطها بأجهزة تحكم، وبعدها القيام بعملية البرمجة واختبار كفاءة الجهاز في تأدية المهام، وفي المرحلة الأخيرة خضنا تدريبات مكثفة على أساليب قيادة الأجهزة والتحكم بها لجمع أعلى النقاط في أقل وقت ممكن.

تقييم المنافسين
وقال محمد ياسر عبد الحي (17 عاماً)، إنه تم بناء روبوتات خاصة بهدف الحصول على أعلى النقاط، مشيراً إلى أن التتويج باللقب هدف الفريق، لهذا تم تحليل إمكانات الفرق المنافسة بما تملكه من روبوتات لتقييم أدائها ومحاولة التفوق عليها، ووجدنا أن معظم المنافسين يعتمدون على رمي الكرة الصغيرة في المستوى الثالث، وهو ما جعلنا نفكر في ابتكار استراتيجية إبداعية تمكننا من التقاط الكرة الصغيرة مع الكبيرة في نفس الوقت ووضعها في الصندوق المخصص، ويطمح عبد الحي في المستقبل إلى التخصص في هندسة الروبوتات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

450 ساعة تدريبية
وقال غازي سالم الشريف (17 عاماً) الذي يطمح أن يكون مهندس طيران، إن مهمته في الفريق هي تركيب الروبوتات وقيادتها، معتبراً أن الفريق في أتم الجاهزية، سواء من الناحية الذهنية أو المهارات، أو الطريقة التصميمية لأجهزة الروبوتات التي تم بناؤها لتأدية المهام بطريقة تفاجئ الجميع، مشيراً إلى أن الفريق أمضى أوقاتاً طويلة في المعسكرات التي نظمتها وزارة التربية والتعليم، حيث بلغت 450 ساعة تدريبية، استمرت نحو شهرين، ورفدت معنويات الفريق بالمهارات وإمكانية التحكم بها بشكل جيد، وحققت الانسجام والتناغم في قيادة الروبوتات بأداء سلس وتوقيت قياسي.

انتصار وطني
وأوضح أحمد صالح البدواوي (17 عاماً)، وهو مصور صحفي داعم للفريق، أن مهمته تتمثل في توثيق رحلاتهم بالتصوير الضوئي والفيديوهات لنقلها إلى السوشيال ميديا، واستخدامها كمواد أرشيفية في مكتبة الوزارة، ويحلم بدراسة الإعلام وتخصصاته الجديدة، وأضاف أنه متحمس لالتقاط صور وفيديوهات في لحظة تتويج الفريق الإماراتي بلقب هذه البطولة، معتبراً أن تلك اللحظة هي انتصار وطني في عالم الروبوتات والذكاء الاصطناعي، الأمر الذي سيجعل الكثيرين من الطلاب يتجهون إلى هذا التخصص ودراسته، كونه الرهان الحقيقي في صناعة المستقبل.

دعم وتكاتف
استطاع عبدالله جودت أمين (15 عاماً)، من خلال مهمته في برمجة الروبوتات، أن يثبت شغفه وقدرته على الاستيعاب، فقد تعلم فن البحث عن المعلومة، معبراً عن سعادته كونه أحد أعضاء الفريق، وقال إن معنويات الفريق عالية بفضل البيئة التدريبية والدعم الكبير من القيادة الرشيدة والمسؤولين في وزارة التربية والتعليم، موضحاً أن الحماس والإرادة إلى جانب الخبرات المتراكمة وجودة التدريبات وتكاتف الجميع، كلها عوامل ستؤدي إلى منصة التتويج وانتزاع اللقب.

طموحات التتويج
أكد طلاب فريق الإمارات أنهم يتمتعون بقدرات إبداعية في البرمجة وبناء الروبوتات ومهارات قيادتها باحترافية، ولديهم إمكانات كبيرة تؤهلهم للتتويج بلقب البطولة، فضلاً عن كونهم يملكون رصيداً كبيراً من الخبرات بعد خوضهم مشاركات محلية وعالمية من قبل، فقد حصدوا المركز الأول في البطولة الوطنية ومراكز متقدمة في بطولة العالم في هيوستن بأميركا.

الاتحاد