أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن دبي رسّخت مكانتها مركزاً عالمياً لتنظيم واستضافة أبرز الفعاليات الدولية من خلال خبراتها المتراكمة، وابتكاراتها الاستثنائية في تنظيم المؤتمرات والمعارض والمسابقات والقمم العالمية، وما توفره من بنى تحتية متطورة أسهمت في تجسيد الرؤى المستقبلية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتحويل دبي إلى مركز عالمي لاستقطاب المواهب، ومنصة لتمكين الكوادر الشابة من تطوير الحلول المبتكرة، القائمة على التكنولوجيا الحديثة، وأدوات الثورة الصناعية الرابعة لصناعة المستقبل.
جاء ذلك، خلال افتتاح سموه بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست غلوبال»، التي ستنطلق منافساتها صباح اليوم، وتتواصل حتى مساء الأحد المقبل، في أجواء تنافسية غير مسبوقة للفرق المشاركة، التي عملت على تطوير حلول مبتكرة لحماية المحيطات من الملوثات والنفايات، بما يسهم في جهود تحقيق الاستدامة لكوكب الأرض.
وقال سموه إن «تنظيم بطولة (فيرست غلوبال) في دبي يجسّد الرؤى المستقبلية، الهادفة إلى جعل دبي بين أفضل مدن العالم، وأكثرها تأثيراً في الحراك الإنساني لتطوير الحلول المبتكرة لتحديات القطاعات الأكثر ارتباطاً بحياة المجتمعات، واليوم نحتضن أفضل المواهب الشابة الواعدة في مختلف القطاعات المستقبلية، لتحفيز الجيل الجديد على تشكيل ملامح عالم مستقبلي مستدام».
وأضاف سموه: «نواصل مسيرة تمكين الكوادر الوطنية من مهارات وأدوات المستقبل، ودعم أصحاب المواهب والأفكار الاستثنائية حول العالم، ليبدعوا حلولاً تخدم المجتمعات وترتقي بحياة الإنسان»، مشيراً سموه إلى أن تبني وتطوير التكنولوجيا المتقدمة يمثل محوراً لتوجهات دبي، ودولة الإمارات، في صناعة المستقبل وتحفيز الشباب لصقل مهاراتهم وقدراتهم في تطوير استخدامات الروبوتات وحلول الذكاء الاصطناعي، لتحقيق إنجازات جديدة.
وأعرب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم عن أمنياته بالتوفيق للمشاركين في البطولة، مرحّباً بهم في دبي ودولة الإمارات، حاضنة المواهب والعقول العالمية، مؤكداً سموه أن «هذا الحدث يحمل أهمية خاصة، كونه يضم نخبة من العقول الشابة في هذه المنافسة العالمية، التي تمثل نواة مجتمع علمي عالمي، سيحمل على عاتقه في المستقبل مسؤوليات كبيرة في دعم جهود البشرية للحفاظ على مواردها، وإيجاد الحلول للمشكلات والتحديات التي تحيط بكوكبنا على مختلف الأصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وغيرها».
حضر حفل افتتاح بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست غلوبال» وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، محمد بن عبدالله القرقاوي، ووزير الدولة للذكاء الاصطناعي، عمر بن سلطان العلماء، وعدد من الوزراء والمسؤولين وسفراء الدول المشاركة في البطولة، وعدد من المسؤولين الحكوميين وكبار الشخصيات من مختلف أنحاء العالم.
جدير بالذكر أن منافسات بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست غلوبال»، ستنطلق بمشاركة أكثر من 1500 متنافس من 191 دولة، في حدث هو الأكبر عالمياً في مجال الروبوتات ينظم للمرة الأولى في المنطقة في أجواء تنافسية غير مسبوقة بين الفرق المشاركة التي عملت على تطوير حلول مبتكرة لحماية المحيطات من الملوثات والنفايات، بما يسهم في جهود تحقيق الاستدامة لكوكب الأرض، ما يعكس الموقع الريادي لدولة الإمارات في تعزيز الجهود الدولية لتوظيف التكنولوجيا المستقبلية، لإيجاد أفضل الحلول للتحديات التي يواجهها العالم في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية.
وسيشهد يوم الأحد المقبل تنظيم المنافسات الإقصائية بين الفرق التي نجحت في العبور إلى المرحلة النهائية، ليتم بعدها إعلان الفائزين وتوزيع الجوائز، لتختتم البطولة فعالياتها.
وتم اختيار الفرق المشاركة في البطولة العالمية بناء على نتائجها في سلسلة من الفعاليات استمرت طوال العام في مختلف دول العالم، وتم خلالها توزيع مجموعة من الصناديق تضم أجزاء وقطعاً إلكترونية لتصميم وتجميع روبوت بإمكانه إيجاد حلول ناجحة للعديد من التحديات والمهام المتنوعة التي تصممها هيئات ومؤسسات أكاديمية عالمية.
وأكد وزير الدولة للذكاء الاصطناعي نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، عمر سلطان العلماء، ومؤسس «فيرست غلوبال»، دين كامين، أن بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست غلوبال»، تمثل محطة عالمية للاحتفاء بأكثر من 1500 من صنّاع التغيير المستقبليين وأصحاب العقول النابهة والمواهب المتميزة الذين جمعهم حب العلم والإحساس العالي بمسؤوليتهم تجاه مستقبل دولهم والعالم.
وقال العلماء خلال افتتاح فعاليات البطولة إن دولة الإمارات تتبنى منهج عمل يقوم على استباق خططها المتغيرات والمستجدات العالمية من خلال استشراف علمي لتوجهات المستقبل، وصولاً إلى إطلاق «استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2031، وغيرها من إنجازات تتكامل لتعزيز الريادة في صنع التغيير».
وأضاف أن دولة الإمارات تمكنت برؤى وتوجيهات القيادة من أن تصبح مركزاً للفعاليات والمؤتمرات العالمية الكبرى، وحاضنة متقدمة لتكنولوجيا المعلومات في المنطقة، مرحباً بالمشاركين في البطولة من فرق طلابية وأعضاء لجان تحكيم ومشرفين، ومتمنياً لهم التوفيق في منافسات البطولة.
وأشار إلى أن تنظيم بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست غلوبال» يتزامن مع تحقيق دولة الإمارات المزيد من الإنجازات التي تعزز تنافسيتها العالمية، من خلال البداية القوية التي دشنت مسيرة الدولة في استكشاف الفضاء والرحلة العلمية التي شارك بها بنجاح هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي وأول عربي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، محققاً طموح زايد الذي حلم بأن تكون دولة الإمارات من الدول المشاركة والمؤثرة في هذا المجال.
من جهته، قال كامين إن الهدف الرئيس للحدث أن يطور الطلاب مهاراتهم في مجالات الروبوتات والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والذكاء الاصطناعي في أجواء تعاونية وجماعية خلال عملهم مع أعضاء فرقهم ومع بقية الطلاب من دول أخرى.
وتابع الحضور في الحفل مجموعة من قصص نجاح الفرق المشاركة أبرزت روح الشباب المفعمة بالطاقة وحب العلم والابتكار، وأوصلت للعالم أجمع أن التكنولوجيا وسيلة إيجابية لتقدم الشعوب وبناء الحضارة الإنسانية.
وتركز المنافسات التأهيلية على نجاح الفرق المشاركة في تطوير روبوتات قادرة على أداء مجموعة من المهام المطلوبة، التي تخدم الجهود العالمية الهادفة إلى حماية المحيطات وتنظيفها من ملايين الأطنان التي تؤثر سلباً على الحياة البحرية، وعلى صحة سكان العالم.
قوة تغيير إيجابي
قدم الفنان الأميركي العالمي ويل.آي.آم، الحائز سبع جوائز غرامي، عرضاً فنياً متميزاً خلال افتتاح بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست غلوبال»، التي تقام في فستيفال أرينا بدبي.
وتأتي مشاركته في إطار اهتمامه بتشجيع الشباب وإلهامهم الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا، وتحفيزهم عن طريق الفن بالالتزام بمواصلة التحصيل المعرفي كي يكونوا قوة تغيير إيجابي في مجتمعاتهم.
وتركز رسائل الفنان الأميركي على إبراز قوة التعليم في إحداث التغيير الإيجابي في حياة الناس، وتعزيز فرصهم في غد أفضل.
الامارات اليوم