شغفها بالمسرح جعلها تفتش في روحها عن فضاءات أخرى، تلمس فيها رحيقه فكانت الدراسة الجامعية جزءاً من التدريب النظري والعلمي، وعلى الرغم من هذا الشغف الذي يحركها بقوة نحو الإبداع مع صغر سنها، إلا أن نبيهة المري التي تدرس الأدب الإنجليزي والفنون المسرحية في جامعة نيويورك أبوظبي، استطاعت أن تؤلف مسرحيات تنوي في المستقبل نشرها في كتاب ومن ثم إخراجها، بما اكتسبته من فنون الإخراج والتأليف والتمثيل، فقد أشاد بموهبتها أساتذتها الأكاديميون خاصة وأنها نجحت في أداء أدوار مركبة في مسرحية بعنوان «دائرة الطباشير القوقازية» التي عرضت مؤخراً على خشبة مسرح «الصندوق الأسود» في مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي، واستطاعت نبيهة أن تحلق بمهارة مع الشخصيات التي تجسدها فحصدت الإعجاب في واحدة من المحطات المهمة في بداياتها المسرحية.

التمثيل والشعر
تقول نبيهة المري: «منذ طفولتي وأنا أعشق التمثيل وكتابة الشعر وهذا ما جعلني أهتم بالفنون في كل المراحل الدراسية، وعلى الرغم من أن أسرتي لم تكن على قناعة بالمسار الذي أحببته ونويت المضي فيه، إلا أنني في النهاية نجحت في إقناع الأهل بمساندتي، عندما تبين لهم حجم موهبتي وإصراري على أن أحقق طموحاتي في هذا المجال، موضحة أنها اختارت أن تدرس المجال الذي تحبه وأنها استطاعت خلال ثلاث سنوات من الدراسة في جامعة نيويورك أبوظبي أن تكتسب الخبرات وتسابق الزمن، وتشارك في الأعمال المسرحية التي تتبناها الجامعة، وتحرص على أن يكون أداؤها مميزاً من خلال التعايش مع النص المسرحي وقراءته بروح منطلقة.

تجربة خاصة
وتذكر المري أنها تواصل الكتابة بكل أشكالها، حيث ألفت العديد من النصوص الشعرية التي عبّرت من خلالها بنضج عن نظرتها للمجتمع، ومدى إيمانها بقدرات المرأة على التفوق في المجالات كافة، مشيرة إلى أنها شاركت في العديد من الأمسيات التي أقامتها الجامعة واستفادت كثيراً من القراءات الشعرية المتنوعة، ما جعلها تخوض تجربة خاصة مع الشعر، حيث أصبح لها طريقة خاصة في الكتابة، مبينة أنها استفادت من الشعر في الكتابة للمسرح حيث قامت بتأليف ثلاث مسرحيات، وتفكر في نشرها في كتاب، ومن ثم الشروع في إخراجها والمشاركة في تمثيلها حتى تشبع رغبتها في هذا المجال.

مسرح شبابي
وعن دورها في مسرحية «دائرة الطباشير القوقازية» للكاتب الألماني الشهير برتولت بريخت، تورد المري أنها قدمت عدداً من الشخصيات المركبة والتي من خلالها أظهرت موهبتها التمثيلية وسط زملائها بالجامعة، خاصة وأنها الطالبة الإماراتية الوحيدة المشاركة في هذا العمل، لافتة إلى أنها على قناعة بأن الكثيرين من (شباب وفتيات) لديهم مواهب كثيرة في عالم المسرح، وأنها تطمح في المستقبل لأن يكون لها مسرح شبابي خاص في الإمارات تنفذ من خلاله مشروعاتها الفنية، من أجل تقديم أعمال مسرحية تعبر عن طموحات الشباب.

الاتحاد