شهدت مدينة حمص المحاصرة من قوات الرئيس السوري بشار الأسد أمس، بوادر انفراج بعد الحديث عن اتفاق لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين المحاصرين، إلا أن النظام لم يذكر أن الاتفاق تم تنسيقه مع المعارضة كما ذكرت روسيا، بل اكتفى بذكر الأمم المتحدة من دون تفاصيل، في وقت تستمر مجازر البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام على حلب، وبلغت حصيلة الضحايا خلال ستة أيام نحو 300 قتيل، في وقت شنت فصائل المعارضة هجوماً مضاداً في حلب على مناطق النظام وأسفرت عن تحرير سجن حلب المركزي، الذي يضم نحو أربعة آلاف سجين.

ونقلت وسائل إعلام سورية رسمية عن محافظ حمص طلال البرازي قوله إنه تم التوصل لاتفاق مع الأمم المتحدة لإجلاء المدنيين من مدينة حمص القديمة المحاصرة منذ اكثر من 600 يوم من قوات بشار الأسد.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن البرازي تأكيده «انجاز اتفاق مع الأمم المتحدة لتأمين خروج المدنيين من احياء المدينة القديمة في حمص في وقت قريب جدا».

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن السلطة والمعارضة السورية اتفقتا على إيصال المساعدات الإنسانية إلى حمص.

ونقلت وسائل إعلام روسية، عن الناطق باسم وزارة الخارجية، ألكسندر لوكاشيفيتش، قوله إنه «يتم الآن حلّ قضية دخول المعونات الإنسانية الى أحياء حمص القديمة»، مشيراً الى أن المعطيات الأخيرة تدل على أن الحكومة السورية والمعارضة توصلتا الى اتفاق بهذا الشأن. وحذر لوكاشيفيتش، من محاولات تسييس القضايا الإنسانية «ما قد يكون له آثار سلبية على الحوار الداخلي السوري».

مجازر البراميل

في الأثناء، قتل قرابة 250 شخصاً بينهم 73 طفلاً في الأيام الخمسة الماضية، في قصف الطيران السوري بالبراميل المتفجرة على الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في شرق مدينة حلب، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني انه وثق مقتل «246 بينهم 73 طفلاً دون سن الـ18 وما لا يقل عن 22 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة، قتلوا خلال الأيام الخمسة الفائتة جراء القصف بالبراميل المتفجرة التي القتها الطائرة المروحية على أحياء حلب الشرقية».

وأمس، قتل نحو 40 شخصاً في قصف بالبراميل المتفجرة على أحياء حلب. وأفاد المرصد بأن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في حي مساكن هنانو ومنطقة السكن الشبابي في حي المعصرانية. وأضاف أن الطيران المروحي ألقى برميلا متفجراً على مناطق في حي الزبدية ترافق مع فتح الطيران نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في حي المشهد في حلب.

حملة عسكرية

ميدانياً، أعلن مقاتلو المعارضة شن حملة عسكرية جديدة على محافظة حلب بعد أيام من تصعيد القوات النظامية لهجماتها الجوية في محاولة لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة وطرد السكان منها.

وانضم أكبر تحالف لقوات المعارضة السورية والمعروف باسم الجبهة الإسلامية إلى جبهة النصرة في سوريا لشن هجوم اطلقوا عليه اسم «واقترب الوعد الحق».

وفي اولى النتائج، تمكنت قوات المعارضة من تحرير سجن حلب المركزي الذي يضم نحو أربعة آلاف معتقل غالبيتهم من السياسيين. وأعلنت فصائل معارضة عن إطلاق سراح مئات المعتقلين، وسط عمليات قصف جوي من النظام.

معارك «داعش»

ودرات اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الكتائب المعارضة من جهة ومقاتلي دولة العراق والشام (داعش) من جهة أخرى في محيط منطقة الراعي وقرية الكعيبة بحلب.

كما درات اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «داعش» من جهة ومقاتلي لواء جبهة الأكراد ومقاتلي الكتائب المعارضة من جهة اخرى في منطقة جبال الحمام وجسر قره قوزاق قرب مدينة منبج بحلب.

وأفادت معلومات بسيطرة الكتائب الاسلامية والكتائب المقاتلة ولواء جبهة الاكراد على المنطقة في حين طردت هيئة مدنية مقرها في ريف حلب الغربي الشبان الذين يعملون بها من مدينة بانياس بسبب رفضهم المشاركة في قتال داعش بريف حلب.

– البيان