من الإمارات إلى الكويت إلى مصر، تواصلت ردود الفعل الغاضبة تجاه إساءات كان قد أطلقها برلماني كويتي سابق، معروف بانتمائه لجماعة الإخوان المحظورة، ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وكان لافتاً، أن يبدأ الاستنكار من الكويت الشقيقة، مروراً بدولة الإمارات، ومنها إلى مصر وسائر المنطقة العربية، في الوقت الذي أعربت فيه الكثير من الفعاليات الشعبية والرسمية والدينية، في المنطقة العربية والخليجية، عن استيائها الشديد تجاه تلك التصريحات.

إلى ذلك، أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن استنكارها واستيائها الشديدين لما جاء على لسان عضو مجلس الأمة السابق مبارك الدويلة من إساءة لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وقياداتها.
وأوضح مصدر مسؤول في الوزارة، رداً على سؤال لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) حول إن كانت الوزارة قد اتخذت أي إجراء حيال ما ورد على لسان مبارك الدويلة، «أن الوزارة قد باشرت في اتخاذ الإجراءات القانونية عبر مخاطبة النائب العام». وقال المصدر إن ذلك جاء في أعقاب الاتصالات التي تلقاها المسؤولون في الدولة من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي عبروا خلالها عن استنكارهم واستيائهم لما جاء في المقابلة المشار إليها.

وكرر المصدر استياء واستنكار دولة الكويت الشديدين لما جاء على لسان عضو مجلس الأمة السابق مؤكداً «حرصها على علاقاتها الأخوية والتاريخية المتجذرة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وعدم السماح لأي كان المساس أو الطعن في رموزها». واختتم المصدر تصريحه بأن الوزارة التي عهد إليها تعزيز وتوطيد علاقات دولة الكويت بالدول الشقيقة والصديقة ستقوم على الفور باتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة ضد كل من يحاول المساس بتلك العلاقات، وذلك وفق الدستور والقوانين المعمول بها.

في سياق متصل، أعرب الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر عن استيائه تجاه تلك التصريحات، واصفاً الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وأبناءه، بأنهم فخر، مشيراً إلى مبادرات الإمارات في لم شمل الأمة، ونبذ الخلاف والتعصب، ودعواتها ورعايتها الدائمة للوسطية والاعتدال.

في السياق ذاته، أعرب مرزوق علي الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي أن العلاقات التاريخية مع دولة الإمارات العربية المتحدة بلغت من التكامل والتماثل السياسي والاجتماعي مبلغاً أصبحت معها تلك العلاقات مثلاً يضرب في العالم، مضيفاً، أن «الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رمز عربي وخليجي وكويتي قبل أن يكون رمزاً إماراتياً، ومواقفه الرجولية، ومواقف أهل الإمارات إبان الغزو الصدامي وقبله وبعده لا ينكرها إلا جاحد»، الأمر نفسه أعربت عنه الصحف الكويتية الصادرة أمس، والتي دعت إلى إخضاع القناة التي أطل منها مطلق هذه التصريحات، مستذكرة مواقف الإمارات تجاه الإشقاء في الكويت.

ومحلياً، توعدت جمعية الإمارات للقانونيين والمحامين برفع دعوى قضائية ضد مطلق التصريحات المسيئة، في الوقت الذي ضجت فيه ساحة «تويتر» بالتغريدات الناقمة على صاحب الإساءة لرموز دولة الإمارات. في هذه الأثناء، شدد إعلاميون على ضرورة تقنين ما يتم بثه في وسائل الإعلام لجماعة الإخوان التي تستغل الإسلام لتحقيق مآربها السياسية، والوصول إلى مقاعد السلطة، فالمنابر الإعلامية تستغل لبث رسائل مشوهة ومسمومة، حيث بات 90% من أسباب الإرهاب هو الإعلام الذي سمح بتطاول شخص من أية طائفة، سواء كانت شيعية، أو سنية في الفضائيات.

الاتحاد