ضمن فعاليات نادي القصة، نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، في مقره بالشارقة، أمس، ندوة حول كتاب «القصة اليتيمة في الإمارات» شارك فيها عبد الفتاح صبري، موزة حميد، الهنوف محمد، علي العبدان، إسلام بوشكير، أحمد العسم. وأدارها القاص محسن سليمان، بحضور عدد من الكتّاب والمثقفين.
في البداية، أشار سليمان إلى أن كتاب “القصة اليتيمة في الإمارات”، يلفت انتباه المهتمين بتاريخ الساحة الأدبية الإماراتية، بتحولاتها السردية، إذ يعنى بالناتج القصصي في جنس القصة لرعيلها الأول، ممن برزت أسماؤهم في عوالم الشعر والذين هم اليوم في مجملهم من الرموز الثقافية في المشهد الإماراتي.
من جانبه، وصف عبد الفتاح صبري الكاتب الإماراتي بالواحد المتعدد، الساعي أبداً إلى تنويع مناخاته، وتصريف طاقته الإبداعية في أنحاء شتى، بما يكشف عن إيمانه بالكتابة مفهوماً جامعاً، وعن وعيه بما بين الأجناس الأدبية من تفاعل خلاق.
وتساءل صبري عن أسباب ارتيادهم لجنس آخر من الكتابة الأدبية، في الوقت الذي يمثل فيه الشعر هاجسهم الفني الأول، وهل يعود الأمر إلى قلق المبدع ورغبته في ارتياد آفاق أرحب في الكتابة؟ أم هو استجابة إلى فتنة القص وإلى عوالمه المغرية؟.
وأوضحت الشاعرة موزة حميد، التي نشرت لها قصة بعنوان «الانغلاق بعد الذبح» عام 1989م، أن القصة القصيرة في الإمارات مزدهرة على مستوى الكيف والتجريب واقتراح فضاءات جمالية جديدة، لكنها لا تحظى بالاهتمام اللائق إعلامياً ونقدياً، مما يؤثر على تلقيها.
وأشارت الشاعرة الهنوف إلى أنها تمتلك روحاً هائمة بسحر الأدب وأجناسه، وأن كتابة القصة كانت مرتبطة بانطباعات الطفولة وذكرياتها، وأنها تدرجت في اهتماماتها من عشق للرواية ثم الشعر والقصة القصيرة ثم إلى المسرح، لتعود في النهاية إلى الشعر.
وقال بوشكير “الكتاب توثيقي يدفعنا للعديد من التساؤلات، ومصطلح القصة اليتيمة يفتقر للدقة وكان من الأفضل أن نقول هوامش على التجارب القصصية. فالقصة كانت بالنسبة لهم تجربة على هامش تجربتهم الشعرية. الأمر الآخر بعض القصص ليست قصصاً ولا تنطبق عليها معايير القص، هي أقرب إلى التأملات أو الكتابات المفتوحة، ويجب إعادة النظر في تجنيس هذه النصوص”.
من جانبه، قال الكاتب والناقد الإماراتي علي العبدان إن قصته المنشورة ضمن مجموع (القصة اليتيمة في الإمارات) هي فعلاً أول قصةٍ تُنشَرُ له، ولكنها ليست أول قصةٍ يكتبها، فقد كتب قصصاً كثيرة ضاعت ولم تُنشر.
وأكد العبدان ضرورة الاهتمام النقدي بالقصة القصيرة التي يراها أهمَّ من الرواية في بعض الأحيان.
وقال العسم “التجربة القصصية كانت اندفاعاً عاطفياً واجتماعياً ناتجاً عن التفاعل مع بعض الأحداث المجتمعية والعلاقات الدراسية. وأنا لست نادماً على ترك القصة. فقد حولتها إلى كتابات شعرية. فكل قصيدة بالنسبة لي تحمل في طياتها قصة، وانطباع القصة القصيرة عاش في مخيلتي وكياني وانعكس ذلك في كتاباتي الشعرية”.

الاتحاد