يتأثّر طول الإنسان بالعديد من العوامل أهمّها الوراثة، فإذا كان الآباء قِصار القامة فإنّ من المُرجّح أن يكون الأطفال كذلك، ويؤثّر الجنس أيضاً في الطول، ففي العادة ما يكون طول النساء الكلّي أقلّ من الرجال، كما يمكن للإصابة ببعض الحالات المرضيّة أن تؤثّر في طول الإنسان؛ مثل العملقة، وداء التقزُّم، ومرض حساسية القمح غير المُعالج، والتهاب المفاصل، والسرطان، ومتلازمة داون، وغيرها، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ النشاط البدني يلعب دوراً مهمّاً في نموّ الأطفال وطولهم، إذ إنّه يساهم في تحفيز إفراز هرمونات النمو، كما تُعدّ التغذية من العوامل المؤثّرة في الطول أيضاً؛ إذ إنّ التغذية السليمة التي تتضمّن المصادر الغذائيّة للفيتامينات والمعادن المُختلفة تساعد الجسم على النمو.

ومن الجدير بالذكر أنّه حتى في حال اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ فإنّ الطول لن يزيد عند معظم الناس الذين تبلغ أعمارهم بين 18-20 سنة، وذلك بسبب انغلاق صفائح النمو في أواخر سنّ البلوغ الناتج عن التغيُّرات الهرمونية، ممّا يؤدي إلى توقُّف عملية استطالة العظام، وعادةً ما تُغلق هذه الصفائح عند الإناث في عمر 16 سنة، وبين عمر 14-19 سنة عند الذكور، وقد تحصل اختلافات بسيطة في الطول على مدار اليوم؛ حيث تؤثّر الأنشطة اليومية في الغضاريف والسائل الموجود في العمود الفقري، ممّا يسبّب نقصاً بسيطاً في الطول، موفقا لموقع موضوع.

الغذاء الذي يساعد على الطول
يُنصح باتّباع نظامٍ غذائيٍّ متوازن لزيادة الطول، وخاصةً في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل وخلال مرحلة البلوغ؛ حيث إنّهما المرحلتان الأساسيّتان لزيادة الطول، كما يُنصح بتجنُّب تناول الوجبات السريعة؛ وذلك لأنها تتداخل مع امتصاص العناصر الغذائية المهمّة، ومن العناصر التي يجب التركيز عليها يومياً في هذه المراحل ما يأتي:

البروتينات:
حيث يُعدّ البروتين عنصراً ضرورياً لمختلف أعضاء الجسم، والهرمونات، والعضلات، والعظام؛ حيث تتكوّن هذه البروتينات من الأحماض الأمينية، ومن الجدير بالذكر أنّ هرمون النموّ يتكوّن ممّا يُقارب 191 حمضاً أمينيّاً، ممّا يعني أنّ نقص البروتين قد يؤدي إلى إعاقة النمو، وانخفاض الكتلة العضليّة، والتقليل من نموّ العظام، إذ يؤدي نقصه إلى ضعف إنتاج عامل النمو شبيه الأنسولين الذي يلعب دوراً في النموّ الطوليّ للعظام، ولذلك يُنصح بإضافة الأطعمة الغنية بالبروتين إلى النظام الغذائي؛ مثل منتجات الألبان، والأسماك، والبيض، والدجاج، وفول الصويا.

الكربوهيدرات:
حيث تزيد احتياجات الجسم من الطاقة خلال فترة النموّ السريع، وتتحلّل الكربوهيدرات بعد تناولها إلى الجلوكوز الذي يزوّد الجسم بالطاقة، ممّا يضمن عدم تحلُّل البروتينات للحصول على الطاقة، ويذكر أن الكربوهيدرات البسيطة؛ مثل الطحين المُكرّر، والحلويات، والسكر؛ تُسبّب ارتفاعاً مفاجئاً في مستويات السكر في الدم، ممّا يؤدي إلى إفراز هرمون الإنسولين؛ حيث تؤدي المستويات العالية منه في الدم إلى تثبيط نشاط هرمونات النمو.

الكالسيوم:
حيث يُعدّ الكالسيوم معدناً أساسياً لتكوين العظام، ويكون ترسيب هذا المعدن خلال فترة النمو في أعلى درجاته، حيث تخزّن العظام كمياتٍ أكبر منه، ممّا يؤدي إلى نموّها بشكلٍ أقوى، وزيادة طولها، وتُعدّ منتجات الحليب، وبذور السمسم، والخضراوات الورقية الخضراء من المصادر الغنيّة بالكالسيوم.

فيتامين أ:
حيث يساهم فيتامين أ في عملية تشكُّل العظام، كما أنّه يساهم في الحفاظ على مستويات الكالسيوم في العظام، ممّا يساهم في تقويتها، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ نقص هذا الفيتامين يُضعِف نموّ العظام، ممّا يؤدي إلى قصر القامة، وهناك العديد من المصادر الغذائيّة لفيتامين أ؛ ومنها البيض، ومنتجات الألبان، والبطاطا الحلوة، والجزر، والخضراوات الورقية الخضراء، والمانجا.

فيتامين د:
إذ إنّ فيتامين د يُعدّ من العناصر المهمّة لتطوّر الهيكل العظميّ، ونموّ العظام والعضلات، كما أنّ له دوراً أساسياً في امتصاص الكالسيوم، والفسفور؛ وهما عنصران مهمّان لنمو وقوة العظام، وقد يؤدي نقصه إلى ضعف نموّ العظام، ونقص في زيادة الطول، كما أنّه يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، والكسور، ويمكن الحصول على فيتامين د من خلال التعرُّض لأشعة الشمس، أو من خلال المصادر الغذائية؛ مثل الفطر، والبيض، والأطعمة المُدعّمة، والسمك؛ كالتونة، والسلمون.

الزنك:
حيث يُعدّ الزنك من العناصر المهمّة للنموّ والتطور في مراحل الحياة المختلفة، كما أنّ له دوراً في تصنيع البروتين، وانقسام الخلايا، بالإضافة إلى أنّه ضروريٌ لإنتاج وإفراز هرمون النمو، ويساهم هذا المعدن بالتعاون مع البروتين في نموّ العظام بشكلٍ سليم، وقد ارتبط نقصه بإعاقة النمو، ومن مصادره الغذائية؛ المحار، والبيض، والدجاج، والمكسّرات، والبذور الزيتية، والبقوليات.

خطوات أخرى لزيادة الطول
تُعدّ زيادة الطول للشخص البالغ بعيدة الاحتمال، ولكن هناك بعض الخطوات التي قد تساعد على تحقيق أقصى حدٍّ للنمو خلال مرحلة المراهقة، ويمكن الاستمرار باتّباع هذه الخطوات بعد هذه المرحلة؛ وذلك من أجل الحفاظ على الطول، وتعزيز الصحّة العامة، وفيما يأتي أهمّ هذه الخطوات:

استخدام المكمّلات الغذائية:
حيث توجد بعض الحالات القليلة التي يمكن فيها استخدام لمكمّلات لزيادة الطول عند الأطفال، أو منع نقص الطول عند كبار السنّ، إذ يمكن أن يوصي الطبيب بمكمّلات هرمون النمو الصناعيّ في حال كان هناك مشكلةٌ تؤثر في إنتاجه، كما يمكن أن يُوصى بمكمّلات الكالسيوم، أو فيتامين د؛ لتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام عند كبار السنّ، ولكن يُنصح في الحالات الأخرى بتجنُّب استخدام المكمّلات التي تدّعي أنّها تزيد الطول.

الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم:
إذ يمكن لقلّة النوم خلال فترة المراهقة أن تؤثر في الطول؛ حيث إنّ الجسم يفرز هرمون النموّ أثناء النوم، ويمكن أن تؤدي قلّة النوم إلى تقليل إنتاجه.

زيادة النشاط البدني:
حيث يساعد ذلك على تقوية العضلات والعظام، ويُعزّز إنتاج هرمون النموّ، بالإضافة إلى المحافظة على الوزن الطبيعيّ، ويحتاج الأطفال في عمر المدرسة إلى ساعةٍ على الأقلّ من التمارين الرياضية في اليوم، ويمكن التركيز على تمارين القوة، والمرونة، والتمارين الهوائية، ومن جهةٍ أخرى فإنّ ممارسة التمارين تساعد البالغين على تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام، والتي يمكن أن تُسبّب نقص الطول، ولذلك يمكن ممارسة المشي، أو اليوغا، أو كرة المضرب عدّة مرات في الأسبوع.

المحافظة على الوضعيّة الصحيحة خلال الجلوس والنوم والوقوف:
إذ إنّ الوضعيّة غير الصحيحة تجعل الشخص يبدو أقصر من طوله الحقيقي، ومعروف أنّ الظهر ينحني بشكلٍ طبيعيٍّ في ثلاث مناطق، لكنّ التحدّب والتراخي بشكل مستمر قد يغيّر هذه الانحناءات، ممّا يمكن أن يُسبّب آلاماً في الرقبة والظهر، ويمكن استشارة الطبيب لمعرفة خطوات الوصول إلى الوضعيّة الصحيحة، كما يمكن لبعض التمارين أن تساعد على ذلك.

 

 

البيان