انتشرت مجموعة من الفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، لأشخاص يحذرون فيها من استخدام بعض أنواع حافظات السوائل الساخنة كالشاي والقهوة (الدلّات)، زاعمين أنها تحتوي على مواد كيميائية وأقراص تسبب أمراضاً سرطانية كـ«اسبستوس»، فيما عرض آخرون مقاطع مصورة لهم وهم يحطمون بعض الحافظات، ويستخرجون منها ثلاثة أقراص يصفونها بـ«النقاط المسرطنة».
في المقابل، أبلغت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية «الإمارات اليوم» أن وجود البقع أو النقاط السوداء أو الداكنة، التي تظهر في الأسطح الداخلية لبعض حافظات الحرارة للسوائل الساخنة (كحافظات الشاي والقهوة)، له غايات فيزيائية، كنقاط ارتكاز تتعلق بتحمل الضغط والتباين الحراري.
وتفصيلاً، تداول آلاف النشطاء والمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي عدداً من المقاطع المصورة «فيديوهات» لأشخاص يحطمون حافظات القهوة والشاي (الدلّات)، بزعم احتوائها على مواد كيميائية تسبب أمراضاً سرطانية.
وقام مصورو بعض الفيديوهات بتفكيك «الدلّات»، ثم تهشيم الحافظة الزجاجية لكل دلة أمام الكاميرا، واستخراج ثلاثة أقراص «شبه فحمية» من بين قطع الزجاج، مع التأكيد على أن هذه الأقراص مكوّنة من مادة «الاسبستوس» الخطرة على صحة الإنسان.
فيما اكتفى مصورو فيديوهات أخرى بتصوير بعض «الدلّات» من الداخل، لكشف الأقراص الثلاثة الموجودة في الحافظة الزجاجية لكل دلّة، مع تحذيرات من إعادة استخدام أي نوع من «الدلّات» التي توجد بداخلها النقاط الثلاث.
وتعليقاً على انتشار هذه الفيديوهات بين المواطنين والمقيمين في الدولة، أفادت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بأن وجود البقع أو النقاط السوداء أو الداكنة التي تظهر في الأسطح الداخلية لبعض حافظات الحرارة للسوائل الساخنة (كحافظات الشاي والقهوة)، له غايات فيزيائية، كنقاط ارتكاز تتعلق بتحمل الضغط والتباين الحراري، لافتة إلى أن هذه الحافظات تُصنع من مواد مرنة لتحمل الجهد والشدة، ما يعني أنه ليس بالضرورة أن تحتوي تلك البقع على مادة «اسبستوس».
وأكدت الهيئة، رداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، أنه في حال احتواء بعض «الدلّات» أو الحافظات على مادة «اسبستوس»، فإن احتمالية تأثيرها أو تسببها في خطر على صحة الإنسان تكون ضئيلة، لكون الـ«اسبستوس» لا يشكل أي خطورة على صحة الإنسان مادام متماسكاً، وإنما يصبح خطراً عندما يتفتت وتتطاير «أليافه» في الهواء، ويتم استنشاقه من قبل الإنسان.
وقالت الهيئة: «من الصعب جداً أن تتوافر مجموعة من الظروف مجتمعة حتى يشكل الاسبستوس (في حال وجوده في تلك الحافظات) خطراً على صحة الإنسان، لاسيما أن الخطورة تظهر حين يتم كسر الجزء الداخلي للحافظة، على أن يشمل الكسر طحن تلك البقع المشار إليها، ويكون ذلك في ظروف جوية مغلقة، ويتم استنشاق كميات كبيرة من ألياف الاسبستوس التي ستتطاير»، مؤكدة أن هذه الظروف قد تحدث في المناجم غير الصحية، وليس في البيوت.
وأفادت الهيئة بأن المحتوى الذي قدمته المقاطع المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي لا يستند إلى أسس علمية، وغير مدروس بشكل جيد، منوهة إلى أنها تتحدث عن المسبب المحتمل (في حال وجوده)، وتجزم مباشرة بحصول الخطر من دون الإشارة إلى أن حصول الخطر أو الضرر يتطلب توافر مجموعة من الظروف والعوامل، إضافة إلى وجود المسبب، وهذه الظروف والعوامل لا تتوافر عادة في هذه الحالة.
وأوصت الهيئة بضرورة التخلص بشكل آمن من أية حافظة للشاي أو القهوة (دلّة) عند تعرضها للكسر، وذلك على سبيل الاحتياط، من خلال جمعها في أكياس، وإغلاقها والتخلص منها.
وأكدت الهيئة أن مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة يقوم بالتأكد من جودة أي من هذه المنتجات، والتحقق من مطابقتها، باعتباره الجهة المسؤولة عن مطابقة الأدوات المنزلية الخاصة بتداول الغذاء، ومنها حافظات الشاي والقهوة، داعية المواطنين والمقيمين في الدولة إلى عدم الانسياق أو تداول أية معلومات مجهولة المصدر حول السلامة الغذائية أو الشائعات الغذائية، والرجوع إليها للتحقق من الأمر، من خلال التواصل المباشر مع مركز اتصال حكومة أبوظبي على الرقم المجاني (800555).
بدورها، أكدت إدارة خدمات سلامة المستهلك، التابعة لمجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، أن كل المنتجات المتداولة في المتاجر والمصانع تخضع لأنواع عدة من الرقابة والفحص المعملي، بالتعاون مع هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس في ما يتعلق بالمطابقة الإلزامية، بهدف تعزيز الثقة بالمنتجات المتداولة في الإمارة.
وذكرت الإدارة في الصفحة الرسمية لمجلس أبوظبي للجودة والمطابقة أن عملية مراقبة المنتجات التي تمثل خطورة على الصحة والسلامة والبيئة لضمان مطابقتها للوائح الفنية المعتمدة محلياً، تتم بالتنسيق مع هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس في مجال برامج المطابقة الإلزامية، من خلال خمس خطوات رئيسة، تشمل أخذ عينات عشوائية للمنتجات، وفحصها في مختبرات معتمدة، لضمان سلامتها ومطابقتها لمواصفات السلامة، وإصدار علامة شهادة السلامة للمنتجات الخاضعة للرقابة، التي تتيح للمستهلك التمييز بين المنتجات المطابقة للوائح الفنية وغير المطابقة لها، وكذلك نشر الوعي لدى المستهلكين للحد من استخدامهم أو استهلاكهم للسلع الرديئة ذات الجودة المنخفضة، من خلال مختلف الوسائل الإعلامية والإعلانية (المواقع الإلكترونية، الكتيبات، المشاركة في الندوات والمؤتمرات ذات الصلة).
ووفقاً لإدارة خدمات سلامة المستهلك، تضمنت الخطوات الخمس لمراقبة المنتجات كذلك، تطوير قاعدة بيانات بالإصابات والحوادث الناتجة عن المنتجات الاستهلاكية، ما يساعد في تعزيز برامج المطابقة والتفاعل المباشر مع المستهلكين، وتتبع عمليات استرجاع (استرداد) المنتجات المحلية والدولية والاستجابة لها.
حظر تداول «دلات الاسبستوس»
تداول مؤثرون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لنشرة أخبار تلفزيون سلطنة عمان، أعلنت خلاله المذيعة قراراً للهيئة العامة لحماية المستهلك في السلطنة بحظر تداول أنواع من حافظات الشاي والقهوة، بعدما أثبتت التحاليل المخبرية والفحوص احتواءها على مادة «الاسبستوس» الضارة بالصحة، والمحذر منها عالمياً.
تسخين «النقاط السوداء»
أكد مدير مؤسسة الغذاء والدواء في الأردن، هايل عبيدات، أن النقاط السوداء الموجودة في «دلات القهوة السادة» قد تكون مسرطنة، وفق التقارير الفنية والمراجع العالمية، مشدداً في تصريحات إذاعية متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي على أن «اسبستوس» تسبب مرض السرطان في حال تعرضها للحرارة وانتقالها إلى جسم الإنسان.
الامارات اليوم