تحولت مدينة كلباء والأماكن المحيطة بها إلى نقطة جذب سياحي وبيئي، وأصبحت على مدار السنوات الأخيرة محطة استقطاب عبر مشروع ينتصر للسياحة البيئية، يشمل عدداً من المحميات الطبيعية التي تسهم في صيانة المقدرات النباتية والفطرية والحيوانية بأشكالها ومصنفاتها كافة، من خلال تجربة ريادية على مستوى المنطقة، تستثمر أهم ما تتمتع به من تضاريس وطبيعة غنية.
ويروج المشروع لثقافة السياحة البيئية، استناداً إلى إمكانيات ما تقدمه الطبيعة من مفردات الاستدامة، ويستفيد من ثراء التضاريس والموارد التي تمتلكها وفق أسلوب سياحي معاصر، بحيث يفعّل حراك القطاع السياحي، ويحافظ على التنّوع الحيوي الذي تتميّز به المنطقة من النباتات والحيوانات والطيور.
وقالت هنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة: عمل مركز الطيور الجارحة الفريد في مدينة كلباء منذ يناير عام 2014، على إيجاد أرضية متطورة لبيئة حاضنة لمختلف أنواع الطيور، موفراً ملاذاً آمناً لتكاثرها ورعايتها وتربيتها وتدريبها، ووفق أحدث الأساليب في هذا المجال، حيث يتوافر حالياً في المركز حوالي الـ52 طائراً، يبرز من بينها النسر ذو الوجه المجعد، والعقاب الذهبي، وعقاب السهول، والباز طويل الساق، والبومة البيضاء، والبومة الثلجية، والرخمة الحبشية، والصقر أحمر الذيل، وغيرها الكثير من الأنواع التي تلقى أفضل سبل الرعاية والعناية، وفي ظل ظروف تلائم وتنسجم مع نمط حياتها الطبيعية، متوزعة ما بين الطيور المقيمة بشكل مستمر في المنطقة، إضافة إلى تلك المهاجرة التي تتنقل بين مناطق مختلفة.
بيئة خصبة
وأوضحت أن هذا المركز الخاص برعاية الطيور أحد الاستثمارات للمواقع الاستراتيجية المتميّزة في الإمارة والتي صممت وفق نمط تطويري ذكي وطامح، في سبيل الارتقاء بالقطاعين السياحي والبيئي على حد سواء، عبر استغلال التنوع الجغرافي البديع الذي تتمتع به الشارقة، عاكسة ما تنعم به بيئتها الخصبة من خصوصية وجمال طبيعي، حيث الجبال الوعرة والسهول الخصبة المطلة على شواطئ بحرية زمردية، مشكّلة جميعاً مناظر خلابة وأرضية خصبة لاحتضان مختلف المشاريع السياحية والبيئية والتي يتألق من ضمنها مركز كلباء للطيور الجارحة، مستقطباً وبشكل دوري مختلف فئات المجتمع، إضافة إلى زوار المنطقة من السائحين الأجانب، حيث يقدّم لمرتاديه تجربة فريدة من نوعها، منظماً عروضاً يومية شائقة وحيّة أمام الجمهور، تستعرض فيها مجموعة من الطيور الجارحة المدربة أجمل مهاراتها في التحليق، على أيدي نخبة من الخبراء والمدربين، كما يوفر المركز فرصاً للتعّرف على مختلف فئاتها، وفصائلها عن قرب، وذلك بهدف تثقيف المجتمع وتوعيته بأهمية هذه الأنواع.

حماية الطيور
ويشغل مركز كلباء للطيور مساحة 1800متر مربع في منطقة الغيل التابعة لمدينة كلباء، ويضم العديد من المرافق المهيأة لحماية الطيور وحضانات الإكثار، علاوة على مدرج استعراض يتسع لنحو 250 فرداً، إضافة إلى مزرعة ترفيهية ومحل للهدايا التذكارية.
ولعل أهم أنواع الطيور التي يمكن لرواد المركز وزائريه التمتع بمشاهدتها، هو طائر النسر المعروف بحجمه الكبير وأجنحته الطويلة وقدميه الكبيرتين، مع طائر البيدق ويتميّز بذيله الطويل الذي يساعده على الالتفاف السريع أثناء الطيران، وكذلك العقاب ذو الجسم الكبير والجناحين العريضين، وطير الرخمة التي تتميز برأسها الذي يخلو من الريش، وهناك أيضاً الصقر المتميّز بسرعته في الطيران والالتفاف، إضافة إلى البومة التي تتميز بعينين صفراوين كبيرتين وريش ناعم يمكنّها من الطيران بهدوء كبير.
إلى جانب وجود أنواع مميّزة ونادرة من الطيور الجارحة من النسور والصقور منها الحر، الجير، الوكرى، القرموشة، الشاهين، الرخمة، وعقاب الأسفح والبومة النسرية، وهي أكبر أنواع البوم في العالم، كما يحتضن المركز عدداً كبيراً من طيور العقاب الذي يستوطن بعض مناطق الدولة والسعودية وعمان والخليج العربي، وهو طير مهاجر يُطلق عليه عقاب الأفاعي، حيث إنه متخصص في صيد الزواحف.

الانحاد