رصدت «الإمارات اليوم» إعلانات لمعلمين على موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«واتس أب»، عن خصومات على الدروس الخصوصية، بمناسبة «الجمعة البيضاء»، التي صادفت الجمعة الأخيرة من الشهر الماضي. كما استغلت حضانات ومراكز تروّج لدورات تدريبية، وبرامج دراسية عبر الإنترنت، المناسبة نفسها، للإعلان عن خصومات مغرية على برامجها.
ويطلق البعض على هذه المناسبة اسم «وايت فرايدي»، التي تعني الجمعة البيضاء بالعربية. وهي عبارة عن خصومات هائلة في فترة الأعياد، إذ تتاح للناس فيها فرصة شراء الهدايا وغيرها من المنتجات بأسعار زهيدة. كما تمدد كثير من المتاجر العروض، لتتاح الفرصة لمن لم يتمكنوا من الشراء في الموعد المحدد. وتساءل قراء ما إذا كان التعليم قد أصبح سلعة بالمعنى الحرفي للكلمة، حتى تدرج خصوماته في إطار الخصومات الترويجية.
وتفصيلاً، كثّف معلمون ومزاولون لمهنة التدريس كعمل إضافي، إعلانات عرض خدماتهم التعليمية الخاصة بالدروس الخصوصية للطلبة، في المراحل الدراسية، ومختلف المناهج التربوية، مستغلين تخفيضات «الجمعة البيضاء» للإعلان عن خدماتهم، وعمل تخفيضات للمشتركين حتى 30 نوفمبر الماضي، وتنوعت العروض بين خصومات تبدأ من 25% وتصل إلى 50%.
ونشر حساب باسم «معلمون متخصصون» إعلاناً عن توافر معلمين من الجنسين، في جميع المواد الدراسية لجميع المناهج والصفوف، مع إمكان تقديم الدروس في شكل مجموعات أو بصورة فردية، بتخفيضات تصل إلى 50%، مشيرين إلى إمكان تغيير المعلم في حال لم يحقق الطالب تقدماً أكاديمياً.
كما نشر معلم إعلاناً على أحد مجموعات المعلمين والطلبة، أكد فيه أنه متخصص بتدريس الفيزياء والرياضيات والكيمياء والأحياء والعلوم، ويمتلك خبرة في تدريس المنهاج الوزاري والأميركي والبريطاني، مشيراً إلى وجود تخفيض 40% على الحجز خلال هذه الفترة بمناسبة «الجمعة البيضاء».
وقدمت معلمة خصماً تبلغ نسبته 30% بالمناسبة نفسها، للطلبة من الصف الأول حتى السادس، وتقوية الطلاب ومتابعة الواجبات، مع إمكان استقبال الطلاب في منزلها.
وأكد ذوو طلبة في مراحل دراسية مختلفة، تلقيهم رسائل بشكل شبه يومي، عبر مجموعات «الواتس أب»، و«فيس بوك»، من معلمين يعرضون خدماتهم في إعطاء دروس خصوصية للطلبة، لافتين إلى أن الرسائل توجه عشوائياً، إذ يكون كثير منها خاصاً بصفوف دراسية، أو مناهج مختلفة عن الصف الدراسي الخاص بالمجموعة.
وقدمت حضانات، عبر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، عروضاً على التسجيل خلال فترة «الجمعة البيضاء»، تراوح بين 20 و30% على تسجيل الطلبة، مع الإعفاء من رسوم التسجيل الأولى، البالغة 500 درهم، مشيرة إلى وجود خصومات استثنائية للإخوة.
كما أعلنت مراكز تعليمية عن توافر دورات تدريبية، بنظام التعليم «عن بعد»، عبر إعلانات ممولة على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت الإعلان عن وجود تخفيضات على برامجها في مجالات إدارة الأعمال، واللغات، وإدارة المستشفيات، والغرافيك، والتصميم الهندسي، والتنمية البشرية، في خطوة وصفوها بالاستباقية، بحكم اقتراب موعد «الجمعة البيضاء».
وأشارت المواقع إلى أن الخصومات لفترة محدودة، خصوصاً أنها الأكبر سنوياً، لتتماشى مع الحدث السنوي العالمي.
وأعرب ذوو طلبة عن استغرابهم من إدراج التعليم في قائمة المنتجات التي تحتاج إلى تسويق، لافتين إلى إمكان تقديم هذا النوع من الخصومات في أي وقت خلال العام، لمساعدة الطلاب على اجتياز مصاعبهم الدراسية. وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن تقديم الخصومات أمر جيد بالنسبة إليهم، إلا أنه يؤكد الفكرة التي يحملها كثيرون عن وضعية التعليم حالياً، حيث يأتي تحقيق الأرباح في صدارة قائمة الأهداف.
وعزا معلمون تواصلت معهم «الإمارات اليوم» فكرة الخصومات إلى الرغبة في مساعدة ذوي الطلبة من أصحاب الدخل المحدود على توفير مساعدة أكاديمية لأبنائهم، لافتين إلى وجود حاجة بين كثير من الطلاب لتحسين مستواهم الدراسي، ما يتطلب حصولهم على دروس تقوية، ويدفع ذويهم إلى الاستعانة بمدرسين خصوصيين، إلا أن بعضهم يقف عاجزاً أمام الأسعار، ودخول خدمات التعليم ضمن خصومات «الجمعة البيضاء» يساعد هذه الشريحة.
وذكرت مايا العطية، وهي مسؤولة أحد مكاتب خدمات «الدراسة عن بعد»، أن فكرة التخفيضات على البرامج الدراسية خلال «الجمعة البيضاء» ليست جديدة، فهي منتشرة في معظم دول العالم، مشيرة إلى أن مكتبهم ينفذها منذ سنوات عدة، وترتفع الخصومات خلال هذه الفترة بنسبة تصل إلى 50%، خصوصاً أن الدارسين يمكنهم الحجز وتحديد موعد الدورة بعد ذلك وفقاً لظروفهم.
وكانت نتائج دراسة «الدروس الخصوصية مدفوعة الأجر في الإمارات من وجهة نظر الوالدين»، التي أعدها المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، كشفت أن أبناء 27% من المشاركين في الدراسة تلقوا دروساً خصوصية مدفوعة الأجر خلال الأعوام الدراسية من 2016 حتى 2018، وأن مادة الرياضيات هي التي تلقى فيها معظم الطلبة دروساً خصوصية، بنسبة 83%، تلتها مادة العلوم بنسبة 58%، ثم اللغة الإنجليزية بنسبة 50%، واللغة العربية بنسبة 44%.
وبينت الدراسة أن 27% من الطلبة حصلوا على دروس خصوصية في المواد الأربع، فيما بلغ معدل ساعات الدروس الخصوصية في كل مادة ساعتين أسبوعياً.
ولفتت الدراسة إلى أن 18% من الطلبة الحاصلين على دروس خصوصية، وجدوا مدرسيهم من خلال الإعلانات والبحث عبر الإنترنت.
الإمارات اليوم