نعت جمعية الصحفيين الإماراتيين ليل أمس، القاصة والكاتبة الصحفية مريم جمعة فرج، وذكر بيان الجمعية أن الفقيدة سوف تشيع إلى مثواها الأخير اليوم، الثلاثاء، بعد صلاة العصر في مقبرة القصيص بدبي.
ومريم جمعة الفرج إحدى أهم كاتبات وكتاب القصة القصيرة في الإمارات، وصاحبة صوت خاص في الكتابة القصصية. وهي إذ ترحل عنا، لا تكتب قصتها الأخيرة.. بل تبدأ قصصها في الحياة…
علاقتها بالكتابة بدأت بكتابة الشعر، وفي مرحلة الصبا نشرت بعض القصائد، لتنتقل بعدها إلى القصة القصيرة، التي برزت فيها، وأبرزت من خلالها قضايا الأنوثة وهمومها، وهواجس المجتمع التي كانت طاغية على كتابات العدد الأكبر من جيل الثمانينيات الإماراتي.
ومن ميزات مريم جمعة الفرج قدرتها على الترجمة بجماليات عالية، وبروح مبدعة، ذلك أنها تحمل شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة الإمارات عام1980 ما مكنها من الإطلالة المباشرة على الأدب الأجنبي من نبعه الأصلي، وكثيراً ما كانت أعمدتها الصحفية في جريدة «الاتحاد» والزميلة «البيان» قيمة جمالية وثقافية تعرف بهذا الأدب وروائعه. كما ترجمت مجموعة مميزة من القصص العالمية عن الإنجليزية.
عرفت مريم جمعة الفرج برشاقة جملتها الكتابية، وبسردها العالي في حميميته وقدرته على تصوير مشاعر النفس الداخلية. كما كانت تستدعي كثيراً من مفردات الواقع، ومفردات اللهجة المحلية لكي ترسم لبطلاتها صورة واقعية. وتعتمد كتابتها على التكثيف والاقتصاد اللغوي. ومثل كثيرين من جيل الثمانينيات توقفت مريم جمعة الفرج عن كتابة القصة.. ربما عن نشرها بعبارة أدق.. ولقد صرحت في غير حوار لها أنها ليست نادمة على ذلك. قصصها لا تعكس فقط هموم الناس وحاجات الروح المتعطشة إلى الحكي الصميمي، بل تعكس شخصية كاتبة واعية، ذلك الوعي النفاذ، والصميمي الذي يهتم بكل ما تعنيه الكلمة من مسؤولية وقدرة على التغيير.
مريم في كلمات، هي امرأة إماراتية مبدعة بحق، مثقفة بحق، كاتبة بحق، ومؤمنة بحق بدور المثقف في التعبير عن الناس والحياة.
أصدرت الراحلة مجموعتين قصصيتين هما: فيروز عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات 1988م، وماء عن دار الجديد في بيروت عام 1994م، والنشيد بالاشتراك مع سلمى مطر سيف وأمينة عبد الله 1987م.
وستظل إبداعات مريم نموذجاً مشرقاً للقصة في الإمارات.
الاتحاد