أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تقدم دولة الإمارات 8 نقاط في مهارات الرياضيات، وفق نتائج دراسة تقييم “بيسا” PISA 2018 الدولي في دورتها الأخيرة لعام 2018، والتي تم الإعلان عنها ضمن الإعلان الرسمي، لنتائج الدول المشاركة في مقر منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية “OECD” في العاصمة الفرنسية باريس يوم أمس، وحققت الدولة نتائج ملفتة، حيث تقدمت بشكل ملحوظ في نتائج العلوم والقراءة والرياضيات.

وتفيد عملية المشاركة في هذا التقييم الدولي، صناع القرار التربوي في تقدير البيانات الناتجة عن التقييم، بغية الاستفادة منها في رسم السياسات والتخطيط الملائم المرتبط بالمواد المشار إليها، وإجراء التصحيح المستمر في المنهجية التعليمية المتعلقة بها.

ويعد تقييم PISA، غير مرتبط بمنهج دراسي محدد، كون طبيعة التقييم وهدفة يتمثلان في قياس جاهزية الطلبة ليكونوا فعالين في الحياة العملية عبر اكتساب مهارات حياتية عديدة منها مهارات التفكير العليا، وأن يكونوا متمكنين من تطبيقها ضمن سيناريوهات الحياة المتنوعة ليصبحوا عناصر فاعلة في المجتمع.

ويكتسب التقييم أهمية خاصة، نظراً لأنه يدخل ضمن قائمة الأجندة الوطنية، التي ترسم ملامح مستقبل الدولة، وتضع الخطوط العريضة للمستهدفات العامة، ومن ضمنها أن تكون الدولة ضمن أفضل 20 دولة على مستوى العالم في تقييم PISA بحلول عام 2021.

وحرصت الدولة على المشاركة في هذه الدراسة الدولية منذ العام 2009، وفي عام 2018 كانت ضمن تسع وسبعين دولة مشاركة في دراسة “بيسا”، حيث شاركت بعينة من الطلبة والطالبات من المدارس الحكومية جميعها، ومن المدارس الخاصة ذات الغالبية العظمى من الطلبة الإماراتيين، مما أدى إلى زيادة نسبة عدد المدارس المشاركة إلى نحو 65%، وزيادة نسبة الطلبة المشاركين إلى ما يقارب 25% وذلك مقارنة بالأعداد المشاركة في الدورة السابقة، في 2015.

وبلغ عدد المدارس المشاركة في الدراسة 647 مدرسة، شملت مختلف المناهج الدراسية المطبَّقة في الدولة، وبلغ عدد الطلبة 19,277 طالب وطالبة.

وأظهرت النتائج تقدمًا ملحوظًا لطلبة دولة الإمارات في كلّ من المدارس الحكومية والخاصة في مهارات الرياضيات، بمقدار بلغ 8 نقاط على مقياس التقييم مقارنة بالدورة السابقة على مستوى الدولة، حيث حققت دولة الإمارات معدل 435 في مهارات الرياضيات، و432 في مهارات القراءة، و434 في مهارات العلوم.

وحققت 49% من المدارس تقدمًا في مهارات القراءة، بينما حققت 47% من المدارس تقدمًا في مهارات العلوم، وفي مجال الرياضيات أحرزت المدارس تقدمًا بلغت نسبته 62%.

ويرمز مصطلح”PISA” إلى دراسة البرنامج الدولي لتقييم الطلبة، وهي دراسة دولية تطبقها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية “OECD” كل ثلاث سنوات بالتعاون مع مجموعة من الشركاء العالميين المتخصصين في مجال الاختبارات والإحصاء، وتستهدف هذه الدراسة الطلبة في عمر خمسة عشر عاما، وتقيس مهاراتهم في ثلاثة مجالات رئيسة محددة هي: مجال معرفة الرياضيات، ومجال معرفة العلوم، ومجال معرفة القراءة، إضافة إلى إجراء استبانات مرافقة موجهة لكل من مدير المدرسة والمعلم والطالب.

ويركز تقييم “PISA” على المهارات الأساسية التي تضمن للطالب عملية التعلم المستمر في المواد الدراسية، ويقيس قدرته على تطبيق هذه المهارات في الحياة اليومية، والذي يعتمد على إدراك أوسع للمفاهيم الأساسية، كما يقيس قدرته على استيعاب المفاهيم، وإتقان العمليات، وحل المشكلات، والقدرة على العمل في مواقف متعددة الظروف.

أما في مجال القراءة، فيقيس التقييم -على سبيل المثال- قدرة الطالب على فهم واستخدام واستنتاج واستيعاب النصوص المكتوبة، لتحقيق أهدافه وتطوير معرفته وقدراته، وفي مجال الرياضيات يقيس الاختبار قدرة الفرد على تحديد وفهم الدور الذي تلعبه الرياضيات في العالم، والخروج بأحكام مُبرّرة بطرق حسابية تُلبي الاحتياجات الحياتية للفرد والتي تجعل منه مواطنا منتجا، أما في مجال العلوم فيقيس الاختبار المعرفة العلمية للفرد واستخدامها في الاستدلال العملي، واكتساب معرفة جديدة، والخروج بنتائج مستندة إلى الأدلة والبراهين حول مسائل ذات صلة بالعلوم والبيئة، كما يقيس استعداد الفرد للمُشاركة في المواضيع العلمية بفاعلية.

البيان