«أنا بدي أعيش بأمان، بدي أعيش بسلام»، «هي أمك، هي أختك، هي أغلى ما عندك»، كانت هذه الكلمات مكتوبة على يافطات حملها الأطفال في فعالية للمشي، للنساء المعنفات والمريضات جنوب قطاع غزة، ضمن فعاليات داعمة للمرأة الفلسطينية، مطالبة بإنهاء العنف الواقع على المرأة. أكثر من 50 سيدة تتراوح أعمارهن بين 16 و45 عاماً، ارتدين شارات برتقالية، وأعلن الانطلاق مشياً على الأقدام ما يقارب ثلاثة كيلومترات على شاطئ خان يونس، هرباً من واقعهن المعيشي الصعب، وظروفهن النفسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية الصعبة.
البداية
فجميعهن انطلقن من نقطة البداية التي حددها القائمون على مؤسسة الثقافة والفكر الحر في خان يونس، لتتويج الفائزات بمسابقة المشي، مشتركات جميعهن بالمسابقة، ومشتركات أيضاً في واقعهن المعيشي الصعب، في رغبة منهن لتفريغ ما بداخلهن من خلال رياضة المشي، وهي واحدة من سلسلة فعاليات نظمتها المؤسسة للنساء المعنفات.
وعلى مقربة من خط النهاية، انتظرت مديرة الجمعية مريم زقوت الفائزات، لتستقبلهن بابتسامة، وتعطيهن هدية شرف الوصول في زمن قياسي مشياً على الأقدام لمسافة ثلاثة كيلومترات، وانطلقت بعدها فعالية المؤسسة بتنشيط النساء الناجيات من العنف في المجتمع الفلسطيني.
هويدة الدريملي مسؤولة وحدة الدعم في شبكة وصال، قالت إن هذا النشاط كان ضمن أنشطة شبكة وصال وهو اليوم البرتقالي، وسيتسمر تنظيمه كل عام في حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف، حيث تم استهداف النساء اللواتي تحدين السرطان والعنف، والظروف المجتمعية والاقتصادية خلال هذا العام.
وتم تنظيم هذا النشاط كتتويج لهذه الفعاليات التي استمرت لعام كامل معهن، ضمن خدمة صحية ونفسية وقانونية، لإيصال رسالة للسيدات المعنفات أن الجميع معهن.
مسابقة
شارك في المسابقة 50 سيدة تلقين الدعم النفسي والاقتصادي، معظمهن مريضات سرطان وناجيات من العنف وجميعهن شاركن خلال الأشهر الثلاثة الماضية في عدة أنشطة.
أسماء شكشك ( 40 عاماً)، وهي إحدى المشاركات في الماراثون، تحدت مرض التهابات العظام الذي أصابها ودمر حياتها، لكنها لم تحظَ بالمراتب العشر الأولى في المسابقة، ومع ذلك فقد شعرت بفرحة كبيرة بمشاركتها.
وأضافت خلال حديثها لـ«البيان»: «تحديت المرض وظروفي النفسية من أجل الفوز، لكن الحظ لم يحالفني، وفرحتي كبيرة بتغيير نمط حياتي، فأنا مريضة بالتهابات العظام أدى لشل حركتي، لم أكن قادرة على المشي والتحرك، ولم يهتم أحد بي، وعندما لجأت للرياضة تغلبت على المرض».
أما غادة قنديل ( 45 عاماً)، فقد عانت لأكثر من ثلاث سنوات من مرض السرطان، وانقطع علاجها لأكثر من سنة ونصف من مستشفيات قطاع غزة، ولم تتمكن من شراء العلاج من الصيدليات لثمنه الباهظ، لعدم وجود مصدر دخل يساعدها في ذلك.
وتمكنت قنديل من الحصول على جزء من الدواء من خلال المؤسسة الراعية للفعالية، ودخلت بعدها في برنامج الدعم النفسي، وتغيرت حياتها بشكل ملموس للأفضل، وتمكنت من استعادة قوتها بسبب انقطاع العلاج، وأصبح معنوياتها مرتفعة بإرادتها.
البيان