قال رئيس الوزراء السوداني، الدكتور عبدالله حمدوك: إن الشعب السوداني انتصر على المتلاعبين بالمشاعر الدينية، لضمان تمكنهم والإطالة في عمر نظامهم، في إشارة إلى نظام «الإخوان» البائد، مضيفاً: «هذا العهد انتهى».
وقالت وكالة السودان للأنباء (سونا)، في تقرير من واشنطن: إن حمدوك التقى سفير الولايات المتحدة المتجول للحريات الدينية، السفير صمويل براون باك، في حضور المبعوث الخاص للسودان، السفير دونالد بوث، وتناول اللقاء التطورات التي حدثت في السودان بعد الثورة، وتكوين الحكومة الجديدة، وأكد حمدوك، خلال اللقاء، أن السودان بلد معروف بالتسامح الديني، والتعايش بين المواطنين كافة دون تمييز، كما أوضح أن كل محاولات النظام البائد لإحداث شرخ بين المواطنين على أساس المعتقد والدين قد باءت بالفشل، وأكد أن الشعب السوداني انتصر على من يتلاعبون بالمشاعر الدينية، وأضاف: النظام البائد كان يستخدم ذلك، ليتمكن ويطيل من عمره، لكن هذا العهد قد انتهى.
من ناحية أخرى، استعرض وزير العدل، نصر الدين عبدالباري، المرافق لحمدوك، التطورات القانونية في هذا الاتجاه، وأكد أن هناك المزيد من التعديلات في القوانين، التي ستجعل من السودان بلداً مهيأً للعودة لمصاف الدول، التي تحترم الحقوق وتراعي العدالة، وأكد نصر الدين أن الحكومة السودانية تعمل بجدية، لتحسين صورة السودان التي شوّهها النظام البائد، وذلك عبر اتباع سياسات تحترم التنوع والتعدد الذي يفخر به السودان، وسيؤم وزير الشؤون الدينية والأوقاف، اليوم، المصلين في مسجد برنسس آن، وستحمل خطبته عنوان «الاعتدال والتسامح الديني، ودوره في السلام والاستقرار والتنمية»، ورحب السفير صمويل براون، بالوفد السوداني، وعبّر عن سعادته بالتقدم الذي يشهده السودان، ووعد بتقديم كل الدعم الممكن للحكومة الجديدة، لا سيما في المحافل الدولية، خصوصاً مجلس حقوق الإنسان والآليات، المخصصة لقضايا الحريات، خصوصاً الحريات الدينية.
وفي سياق متصل، التقى حمدوك، والوفد المرافق له، برئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جيمس رسش، بحضور كبار الأعضاء بالمجلس، وقدَّم حمدوك سرداً لتطورات الأوضاع في السودان، مركزاً على الوضع الاقتصادي، ملقياً الضوء على الأولويات التي وضعتها حكومته، وقال: إنه وبعد سقوط النظام البائد، فإن مبررات بقاء اسم السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب «قد انتفت»، مطالباً أعضاء اللجنة بمضاعفة جهودهم، في سبيل حذف بلاده من هذه اللائحة، وأقرَّ رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بالتغيير الذي حدث في الخرطوم، معرباً عن استعداده لدفع الجهود الرامية لإزالة اسم السودان من القائمة، ولأجل العمل على استمرار دعم الحكومة الانتقالية عقب ذلك.
كما عقد حمدوك، اجتماعاً مهماً مع مجلس محافظي البنك الدولي، وقالت مصادر سودانية مطلعة، لـ«الاتحاد»: إن ممثلي الدول الكبرى أكدوا استعداد البنك تقديم الدعم للحكومة السودانية والشعب السوداني، من أجل دعم الاستقرار الاقتصادي، والتحول الديمقراطي، كما التقى حمدوك والوفد المرافق له، أمس، بجينا هاسل، المدير العام لوكالة الاستخبارات الأميركية، وقالت مصادر سودانية، لـ«الاتحاد»: إن مصادر أميركية أكدت ضرورة تعاون الخرطوم مع واشنطن بشفافية مالية، فيما يخص القطاعين العسكري والأمني، وأن واشنطن قد تكون لديها تخوفات من بقايا النظام السابق، التي ربما ما تزال تدعم الإرهاب الدولي.
ويوم الأربعاء، أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن بلاده قررت تبادل السفراء مع السودان، بترفيع التمثيل الدبلوماسي من قائم بالأعمال إلى درجة سفير، وساد الارتياح والترحيب الأوساط السودانية، بعد إعلان الإدارة الأميركية عن رفع التمثيل الدبلوماسي مع السودان وتبادل السفراء، وأبدت أطراف وشخصيات سودانية عديدة، تفاؤلها بالتغيير الذي حدث في العلاقة مع واشنطن، وأعربت عن أملها أن يفتح ذلك صفحة جديدة في العلاقات، تطوي عقوداً من التوتر، وأن يكون ذلك تمهيداً نحو رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، محمد المكي، لـ«الاتحاد»: إنه تطور نوعي، ومؤشر على أهمية المباحثات التي يجريها رئيس الوزراء في واشنطن، وأضاف: أن أي موقف أميركي إيجابي ستظهر أصداؤه الإيجابية، في تفعيل تعامل دول الإقليم والعالم مع السودان، لأن واشنطن تمسك بخيوط العلاقات الإقليمية والدولية، وتؤثر إيجاباً أو سلباً على مدى الانفتاح، أو التردد في العلاقات مع السودان.
وأوضح المكي، أن تبادل السفيرين يفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين، وسيساهم في بلورة موقف أصدقاء السودان، الذين اجتمعوا في واشنطن، مؤخراً، ووضع لبنات لشراكات مع السودان الغني بموارده، وقال الناشط السوداني، عباس الفكي، لـ«الاتحاد»: إنه خبر عظيم يستحق الاحتفاء، نسير في الطريق الصحيح، وقال الصحفي السوداني، صلاح حمد: «مبروك لبلادنا، تعيين سفير أميركي، بعد انقطاع 23 عاماً».

الاتحاد