توفي فجر أمس، رئيس الحكومة اللبناني الأسبق عمر كرامي أحد السياسيين الذين عاصروا أحداثاً بارزة في تاريخ لبنان الحديث، عن ثمانين عاماً نتيجة مضاعفات مرض السرطان .
وأعلنت عائلة الراحل في بيان صدر صباح أمس “بكثير من التسليم بمشيئة الله عز وجل، وبكثير من الأسى على لوعة الفراق، تنعى لكم عائلة كرامي فقيدها وكبيرها الرئيس عمر عبد الحميد كرامي، الذي وافته المنية أمس” .
ونعى رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام ومفتي البلاد عبد اللطيف دريان رئيس الوزراء الأسبق مستذكرين دوره الوطني في السياسة اللبنانية . وأعلن سلام حالة حداد رسمي على الفقيد، وقالت رئاسة الوزراء اللبنانية في بيان إن الأعلام ستنكس حداداً لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من صباح اليوم على الدوائر الرسمية والمؤسسات العامة والبلديات . وبدأت حالة عمر كرامي الصحية بالتدهور منذ نحو سنتين . وكان نقل إلى المستشفى منذ شهر ودخل، بحسب أوساط قريبة منه، في شبه غيبوبة منذ أيام .
ولد عمر كرامي الذي ينقسم اللبنانيون بشكل حاد حول شخصه وخطه السياسي، في السابع من سبتمبر/ايلول 1934 في مدينة طرابلس في شمالي لبنان . دخل ميدان السياسة بعد اغتيال شقيقه رشيد كرامي، رئيس الحكومة الأسبق، في عز الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) . وسقطت الحكومتان اللتان ترأسهما في المرتين تحت ضغط الشارع، وكان آخرها في 2005 بعد توجيه أصابع الاتهام إلى دمشق باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وتصنيف كرامي كرجل سوريا في لبنان آنذاك . وعمر كرامي هو نجل عبد الحميد كرامي، أحد رجال الاستقلال اللبناني . وهو متزوج من مريم قبطان ولهما أربعة أولاد، أحدهم فيصل كرامي وزير الشباب والرياضة السابق . وأعلنت عائلته أن جثمانه سينقل اليوم (الجمعة) في الصباح الباكر من مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت إلى مسقط رأسه في طرابلس، ويشيع ظهراً في مأتم رسمي .