عند الحديث عن أعظم من أنجبتهم ملاعب التنس العالمية، منذ بدء القرن الحالي، فإن الماتادور الإسباني رفايل نادال هو أول من يتبادر إلى الأذهان، باعتباره المصنف الأول على الصعيد العالمي في الوقت الحالي، والمنتظر أن يطل على جماهير اللعبة في أبوظبي، عندما يشارك للمرة العاشرة في تاريخه، ببطولة مبادلة العالمية للتنس في نسختها الثانية عشرة.
ويرتبط نادال ارتباطاً وثيقاً ببطولة مبادلة التي سبق له الظفر بلقبهما في أربع مناسبات، إذ يطمح إلى الفوز بلقبه الخامس والانفراد في صدارة لائحة شرف البطولة، التي يتقاسمها حالياً مع غريمه الصربي العنيد نوفاك ديوكوفيتش.
وفي تصريحات خاصة لـ «الاتحاد» قال نادال عن البطولة: «شاركت في البطولة 9 مرات وتلك المرة هي العاشرة، وأراها حاسمة لأن الفوز بها يجعلني في صدارة ألقابها، لطالما قضيت أوقاتاً ممتعة في أبوظبي، أنا أعتبرها من البطولات المثالية للاستعداد لبداية الموسم، إذ نشارك في مباريات محتدمة ضد منافسين بارعين لا يمكن الاستهانة بهم. لا شك أن حماس الجمهور للبطولة يجعلها من الفعاليات الرياضية المتميزة التي اعتز للمشاركة بها».
وحول رؤيته لواقع المنافسة على اللقب، أكد نادال أن خوض مباريات على مستوى عالٍ من الإثارة، إلى جانب العلاقة الوطيدة التي تربطه بالمشجعين هنا في أبوظبي، يعتبر المكسب الأكبر من هذا الاستحقاق بالدرجة الأولى، فهذه الأجواء المثالية هي التي تغري اللاعبين عادة للقدوم إلى أبوظبي والمشاركة بحماسة كبيرة في المباريات.
وعن تحضيراته للبطولة وعما إذا كان يشعر بوجود منافسة دائمة مع لاعب بعينه كنوفاك ديوكوفيتش، الذي يقبع خلفه على لائحة التصنيف الدولي، أكد نادال أن المنافسة هي أمر صحي ومتعارف عليه في شتى الاستحقاقات الرياضية، طالما أن الروح الرياضية هي التي تظل سائدة ما بين اللاعبين موضحاً: «لا شك أننا- نحن اللاعبين- في منافسة مستمرة على الدوام، هي منافسة صحية تنبض بالروح الرياضية، أنظر إلى بطولة مبادلة العالمية للتنس بصفتها فعالية رياضية مهمة للغاية، فهي الطريقة المثالية للعب مباريات جدية بعيدة في الوقت نفسه عن ضغوطات حصد النقاط أو خسارتها».
ويعي نادال جيداً أنه بمثابة مثل أعلى للمئات من اللاعبين الصاعدين في شتى أنحاء العالم، فهو ولشدة ارتباطه برياضة التنس، قام بإنشاء أكاديمية خاصة تحمل اسمه يقوم فيها بتدريب العديد من المواهب الإسبانية، في حين أنه لا يشعر بالقلق لازدحام الساحة العالمية في الوقت الراهن بلاعبين صاعدين، يتربصون بالمراكز المتقدمة على لائحة التصنيف الدولي.
ويرفض نادال اعتبار نفسه ناصحاً أو موجهاً للاعبين الشباب الذي بدأوا خطواتهم الأولى في البطولات العالمية، فهو لا يرى نفسه الشخص المناسب لتقديم النصائح، على حد وصفه، ذلك لأن رياضة التنس تتفرد بالعديد من المميزات المختلفة عن الألعاب الرياضية الأخرى، إذ يرى أن لكل لاعب أسلوبه وفريقه واستراتيجيته الخاصة، في حين أن العام القادم سيكون حافلاً بالتحديات والتي سيخوضها كافة اللاعبين بلا استثناء، سواء الشباب أو المخضرمون.
ويعتبر نادال أحد أبرز نجوم المنتخب الإسباني الذي شارك في بطولة كأس ديفيز للتنس، وحصد لقبها عن جدارة واستحقاق مؤخراً، إذ ساهم وجوده مع الفريق في تحقيق هذا الإنجاز اللافت لبلاده.
وأعرب نادال عن سعادته بهذا الإنجاز الفريد في البداية، مؤكداً أنه يشعر بالسعادة الغامرة عندما يمثل وطنه في هذا الاستحقاق المغاير تماماً عن البطولات الأخرى الدولية، كبطولات الجراند سلام، على سبيل المثال، مشيراً إلى أن الشعور بالفخر والاعتزاز بالإنجاز الوطني هو الذي تجسده بطولة كأس ديفيز، والتي لطالما شعر بالاستمتاع والفخر للمشاركة بها على الدوام.
وبعد هذه المسيرة الحافلة مع رياضة التنس والتي تخللها 19 لقباً على صعيد الجراند سلام، كان نادال يؤكد أنه لم يكن يتوقع عندما بدأ مزاولة هذه الرياضة الاستمرار في اللعب حتى الوقت الحالي، مشيراً إلى أنه يشعر بالسعادة لهذا الإنجاز الشخصي الفريد من نوعه، والذي أثرى حياته وجعلها ذات قيمة حقيقية ملموسة من المشجعين والمحبين له على الدوام، متمنياً أن تتواصل علاقته مع اللعب وعلى هذا المنوال لأطول وقت ممكن.
وفي رده على تساؤل عن الذكريات الأجمل التي مرت بها في مسيرته مع التنس الأرض، قال نادال: «لقد بدأت مسيرتي مع رياضة التنس قبل أكثر من 15 عاماً، وشاركت في بطولات مهمة للغاية وكثيرة، كما خضت مباريات ملحمية، من الصعوبة حصر جميع هذه الذكريات في بضعة أسطر. أنا مسرور لمشاركتي الدائمة في البطولات، وسعيد بما حققته، وأسعى للمزيد».
الاتحاد