تعهد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف حسان دياب بالسعي إلى تشكيل حكومة من اختصاصيين ومستقلين، يطالب بها المتظاهرون في الشوارع منذ شهرين.
وكلّف رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس الخميس، الأستاذ الجامعي دياب (60 عاماً) بتشكيل حكومة جديدة، إثر إنهاء استشارات نال فيها تأييد أغلبية من نواب البرلمان.
وقال دياب، في مقابلة مع قناة “دوتشيه فيليه عربية” التلفزيونية الألمانية، إن “الهدف أن تكون هناك حكومة اختصاصيين وفي الوقت ذاته مستقلين لكي يعالجوا الأمور الحياتية والمعيشية”، مضيفا “الحكومات السابقة في العقد الأخير استغرقت سنة لتشكيلها، وأنا أسعى لتأليف حكومة في غضون أربعة أسابيع أو في فترة لا تتجاوز ستة أسابيع كحد أقصى”.
وأوضح “الجميع راغب في التعاون لكي يكون للبنان حكومة مميزة لا تشبه الحكومة السابقة، إن كانت بنسبة الاختصاصيين الموجودين في الحكومة أو على صعيد نسبة النساء”.
وغالباً ما يستغرق تأليف الحكومة في لبنان، البلد الذي يقوم نظامه على المحاصصة الطائفية والسياسية، أشهراً عدة جراء الخلاف بين القوى الرئيسية على توزيع الحقائب والحصص.

ولن تكون مهمة دياب في تشكيل الحكومة سهلة على وقع تدهور اقتصادي متسارع وحركة احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بحكومة اختصاصيين غير مرتبطة بالطبقة السياسية. ومن جهة أخرى، المجتمع الدولي الذي يربط تقديم دعم مالي للبنان بتشكيل حكومة إصلاحية.
وقال دياب إنه يتوقّع “الدعم الكامل من الأوروبيين والولايات المتحدة”، مضيفاً “أعتقد أن الأميركيين، عند تأليف حكومة بهذا الشكل، سيدعمونها لأن هدفها إنقاذ الوضع في لبنان، إن كان في ما يختص بالوضع الاقتصادي أو الاجتماعي”.
وقال “هذه الحكومة ستكون وجه لبنان، ولن تكون حكومة فئة سياسية معينة”.
وسيجري دياب مشاورات مع الكتل النيابية ولقاءات مع رؤساء الحكومات السابقين، وفق ما يقتضي البروتوكول.
وإثر تكليفه بتشكيل الحكومة، قطعت مجموعات طرقات رئيسية في مدن طرابلس وعكار والعاصمة بيروت احتجاجاً على تسميته.
ورغم دعوة الحريري مناصريه ليلاً إلى “رفض أي دعوة للنزول إلى الشارع أو قطع الطرقات”، تجددت التحركات الجمعة مع قطع محتجين طرقات رئيسية في طرابلس وعكار وفي أحياء عدة في بيروت تعد معاقل تيار المستقبل. وحصل تدافع في محلة كورنيش المزرعة بين محتجين غاضبين وعناصر الجيش الذين حاولوا منعهم من إقفال طريق رئيسي بالأتربة والحجارة.

الاتحاد