توفر «المدرسة المهنية لشباب الإمارات» إحدى مبادرات المؤسسة الاتحادية للشباب، التي تشرف المؤسسة على إدارتها وتطويرها وتحقيق رؤيتها، دراسات مهنية مجانية متقدمة، من خلال الاستعانة بالخبراء والمحترفين، لتقديم تجربة تعليمية تنفيذية متميزة لهم، تتيح الحصول على دورات مهنية وبرامج تنفيذية تصقل مهاراتهم، ومن ثم الاحتراف في مجالات عملهم، فضلاً عن سد فجوة المهارات بين الشباب في المدارس والجامعات وسوق العمل.
دورات مجانية
ويمكن للشباب بين 15-35 التسجيل للانتساب في أي من البرامج المهنية، والمشاركة في الدورات التعليمية التنفيذية على مدار العام مجاناً، التي تقدمها المؤسسات والخبراء والمتخصصون، والتي تأتي نوعاً من الخدمة المجتمعية لهم ومشاركتهم مسؤوليتهم في بناء قدرات الشباب الإماراتي، فيما يجب على الشباب مراجعة التفاصيل المعنية بالبرامج المتاحة، من حيث اللغة والمستوى والالتزامات المطلوبة، وإكمال جميع متطلبات البرامج أو الدورات أو ورش العمل، للحصول على شهادة مهنية، كما يجب على المشاركين الالتزام بالمواعيد المحددة لبدء البرامج، والدورات، وورش العمل.
ويمكن لمختلف المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص تقديم برامج مهنية، ودورات تدريبية، ودراسات تنفيذية للشباب، كما يمكن للأفراد من الخبراء والمختصين تقديم ورش عمل حول مجالات اختصاصهم، وذلك بعد تقديم مستندات تؤكد خبرتهم، وموافقة مؤسستهم، فيما يجب أن تكون البرامج، والدورات، وورش العمل مرتبطة بمجال اختصاص المؤسسات والخبراء.
تجربة نوعية
من جهتهم أكد بعض من الشباب الإماراتي أهمية هذه المبادرة، حيث ذكر خالد الرميثي خريج برنامج خبراء الإمارات، إن المبادرة توفر بيئة تعليمية تعتمد على التجارب العملية، التي يوفرها الخبراء في كل المجالات التي يحتاجها الشباب، فضلاً عن أنها تهدف إلى سد فجوة المهارات بين الشباب في المدارس والجامعات وسوق العمل، مشيراً إلى أنها تجربة نوعية تهيئ الجيل الجديد للعمل بشكل محترف ومتكامل.
وقال إن الشباب خلال المرحلة الجامعية يفتقدون الجانب العملي التطبيقي لما يدرسونه، ولذلك فإن هناك تخصصات نوعية كثيرة، تحتاج مع الجانب الأكاديمي، جانباً عملياً يطبق هذه المعلومات، من خلال الاستفادة من تجارب الخبراء والمتخصصين، الذين يقدمون هذه المحاضرات والورش في المدرسة المهنية، ولذلك فإن هؤلاء الشباب يمكنهم الدخول لسوق العمل بشكل فاعل ومباشر، فضلاً عن أنه من الممكن اكتشاف مواهب مبكرة في هذه التخصصات، يمكن استقطابها وتنميتها للوصول بها لمراتب أفضل.
ولفت إلى أن نقص خبرات الشباب هي التحدي الأكبر الذي يواجههم أثناء البدايات، ولذلك فإن المدرسة تعمل بشكل متوازٍ لدمجهم مهنياً بشكل أسرع، مبيناً أن هناك استفادة أيضاً تحصل عليها الشركات والخبراء، الذين يقدمون هذه الورش والدورات، حيث بإمكانهم الكشف والاستفادة من مواهب بعض الشباب التي تلمع وتظهر خلال هذه الفترة التعليمية المهمة، وأن الخريجين يأخذون خلاصات خبرات المتخصصين، ما ينعكس على إيجاد كفاءات، يمكن معها تسريع التوطين في وظائف نوعية يحتاجها سوق العمل الإماراتي.
وذكرت أروى آل علي الحاصلة على ماجستير إدارة أعمال من بريطانيا وعضوة سابقة ببرنامج قيادات شباب الإمارات أن مبادرة المدرسة المهنية، من شأنها التعرف على احتياجات الشباب واهتماماتهم وتأهيلهم لسوق العمل بشكل كامل، حيث توفر لهم الخبرات المتخصصة اللازمة لهم، كل بحسب تخصصه، خاصة إذا كانت هذه التخصصات لها طابع مهني، يحتاج للخبرات واستخلاصها من أهل الاختصاص الذي يقدمون تجاربهم لهم.
وذكرت أن هناك تخصصات جديدة بدأ سوق العمل يحتاج إليها، ومن بينها التي تعتمد على استخدامات الذكاء الاصطناعي والأخرى الهندسية بمساقاتها الجديدة، حيث يدرس الشباب الجانب النظري الأكاديمي، دونما الحصول بشكل كاف على خبرات هذه القطاعات، والتي يتعذر معها عليهم الولوج بقوة لها، ولذلك جاءت هذه المبادرة لتوفر بيئة مثالية وحاضنة مهمة، توفر لهم الخبرات الكافية عبر ورش العمل والدورات التي تساعدهم للبدء بوظائفهم بشكل محترف ومنتج في الوقت نفسه.
كوادر وطنية
وأفادت سندية إبراهيم عضوة سابقة في مجلس الإمارات للشباب أن إطلاق المدرسة المهنية لشباب الإمارات يأتي ترسيخاً لاستراتيجية الإمارات في الاعتماد على الشباب في شتى المجالات والتخصصات، كما تعمل على إمداد سوق العمل بكوادر وطنية شابة متخصصة، يمتلكون المهارات المهنية اللازمة، لافتة إلى أنها ستشكل نقله نوعية للشباب من جهة، ولسوق العمل من جهة أخرى، خاصة أن المدرسة لا تقل أهمية عن الدراسة الأكاديمية، حيث إنها تؤهل الشباب الواعد إلى الولوج إلى سوق العمل وتأهيله تأهيلاً مهنياً صحيحاً، يكسبه المهارة والدراية الكاملة لسوق العمل واحتياجاته بجميع اختصاصاته.
و ذكرت أن استقطاب الشباب لمثل هذه المبادرة أو المدرسة ليس بالأمر الصعب، لأن الشباب اليوم أصبح واعياً بأهمية هذا النوع من المبادرات ليستطيع معرفة ما هو قادر على تحقيقه في سوق العمل، وما هو الذي يطمح إليه في المستقبل، مشيرة إلى أنها ترى أنه يجب الاهتمام وعدم الابتعاد عن المدارس والجامعات في تثقيفهم أكثر بأهمية هذا النوع من المدارس، وما سوف يصلون إليه بعد التحاقهم بها، والتركيز على نشر هذه المبادرة على مستوى منصات التواصل الاجتماعي بطريقة سلسة مفهومة حتى تصل إلى المجتمع بالطريقة الصحيحة، خاصة أنها أصبح لها تأثير واسع في مجتمعاتنا.
البيان