توعدت الحكومة اليمنية بملاحقة العناصر الإجرامية المتورطة بشن هجمات شهدتها محافظة الضالع خلال الأيام الماضية وطالت مقرات تابعة لمنظمات دولية عاملة في الجانب الإغاثي والتنموي. وشدد رئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك، على سرعة ملاحقة العناصر الإجرامية التي استهدفت مقرات منظمات أوكسفام ومرسي كور وأكتد ولجنة الإنقاذ الدولية ومركز هيا لتنمية المرأة، مؤكداً أن الحكومة لن تتهاون مع مثل هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تؤثر بشكل مباشر على المواطنين وتسعى إلى تعكير أجواء الأمن والاستقرار والسكينة العامة.
ووجه رئيس الحكومة خلال لقائه أمس بالعاصمة المؤقتة عدن، محافظ الضالع اللواء الركن علي صالح مقبل، السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية بتوفير كافة أشكال الحماية اللازمة لتسهيل أعمال وأداء المنظمات الإغاثية لإسناد الجهود الحكومية في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وأكد الدكتور معين عبدالملك، وقوف الحكومة الكامل ودعمها لكل الإجراءات التي تتخذها قيادة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار، بما في ذلك توفير الدعم اللازم لشرطة محافظة الضالع للقيام بواجباتها ومهامها على الوجه الأمثل، معرباً عن ثقته في التفاف أبناء محافظة الضالع مع قيادة السلطة المحلية لنبذ مثل هذه الأعمال الإجرامية ورفض الخطاب التحريضي على المنظمات التي تؤدي واجبها ودورها الإنساني في هذه الظروف الصعبة.
وكانت عناصر متطرفة استهدفت مقرات المنظمات الدولية بعبوات ناسفة جرى تفجيرها بشكل متزامن في مدينة الضالع مركز المحافظة ما أدى إلى أضرار مادية في تلك المقرات من دون أن تخلف خسائر بشرية.
ودفعت الاعتداءات على المقرات إلى تعليق نحو 20 منظمة أممية وعالمية أعمالها وأنشطتها الخدمية والإنسانية والتنموية خشية استمرار الاعتداءات والتعرض للطواقم العاملة في المشاريع الإغاثية في المحافظة.
من جانبها، أكدت منظمة أوكسفام العاملة في اليمن، أمس، تعليق عملياتها الإنسانية في محافظة الضالع (جنوب)، وذلك غداة تعرض مكتبها هناك لهجوم بقذيفتي آر بي جي دون أن يتسبب بوقوع إصابات بشرية. وذكرت المنظمة في بيان على موقعها الإلكتروني أنها قامت «بتعليق جميع تحركات الموظفين والعمليات في المنطقة، ونصحت الموظفين بالبقاء في منازلهم». وقال مدير مكتب مُنظمة أوكسفام في اليمن، محسن صدّيقي «إن أولويتنا الأولى هي سلامة موظفينا، نحنُ نبذل قصارى جهدنا لبقائهم سالمين. ليس من المُفترض أن يكون عاملاً الإغاثة هدفا، من الضروري أن تكون المُنظمات قادرة على العمل بحرية دونما أي تهديد لسلامة الموظفين والمُمتلكات».
وسيؤثر تعليق عمليات المُنظمة في مُحافظة الضالع على نحو 1359 أسرة كانت ستستفيد من المُساعدات النقدية، بالإضافة إلى 5000 شخص كانوا سيستفيدون من مشاريع البنية التحتية، وكذلك 485 شخصاً كانوا سيستفيدون من أنشطة التدريب المهني. وقال مسؤول إغاثي في الضالع، إن تعليق المنظمات الأممية والدولية العاملة في اليمن لبرامجها وأنشطتها سيؤثر سلباً على تنفيذ عدد من المشاريع الإغاثية والخدمية التي تنفذها تلك المنظمات الأممية والدولية وتستهدف تطبيع الأوضاع ومعالجة آثار الحرب.
على صعيد آخر، دشنت منظمتا الصحة العالمية واليونيسيف التابعتان للأمم المتحدة أمس حملة وقائية واسعة ضد مرض شلل الأطفال في اليمن بالتعاون مع السلطات المحلية. ويشارك أكثر من 40 ألف فرد من فرق التحصين في الحملة الوقائية الجارية من منزل إلى منزل للقاح ضد شلل الأطفال وإعطاء فيتامين (أ) للوصول إلى أكثر من 5.5 مليون طفل دون سن الخامسة في عدة محافظات بالبلاد.
الاتحاد