أفاد تقرير إخباري عراقي، أمس، باعتذار قصي السهيل عن تكليفه برئاسة الحكومة العراقية، فيما غادر وفد «تحالف البناء» ومعه مرشحه لمنصب رئيس الحكومة محافظ البصرة أسعد العيداني، قصر السلام بعد الاجتماع بالرئيس برهم صالح، دون تكليف، بينما شيع المئات في جنوب العراق، أمس، ناشطاً توفي متأثراً بجروح أصيب بها قبل 10 أيام في انفجار سيارته.
وتفصيلاً، نشر موقع «السومرية نيوز» صورة لوثيقة قال إنها «صادرة من مرشح تحالف البناء لرئاسة الوزراء قصي السهيل تتضمن اعتذاره عن التكليف برئاسة الوزراء».
وجاء في نص الوثيقة: «الإخوة في تحالف البناء. أثمن عالياً ترشيحكم لنا باعتباركم الكتلة الأكبر، ولكون الظروف غير مواتية ومهيأة حسب تقديرنا لمثل هذا التكليف، أرجو تفضلكم بالموافقة على قبول اعتذاري عنه، راجياً لكم التوفيق في اختيار من ترونه مناسباً بديلاً عنا».
وكان مصدر برلماني أفاد بقيام تحالف البناء بإرسال كتاب رسمي بترشيح السهيل لرئاسة الحكومة المقبلة.
وشهد العراق تظاهرات تندد بترشيح السهيل لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وطالب المتظاهرون بسحب ترشيحه وتسمية بديل يحظى بالقبول من قبل الجمهور.
في السياق نفسه، غادر وفد «تحالف البناء» ومعه مرشحه لمنصب رئيس الحكومة أسعد العيداني، قصر السلام بعد الاجتماع بالرئيس برهم صالح، دون تكليف، وذلك عقب الكشف عن ترشيح «تحالف البناء» العيداني لرئاسة الحكومة الجديدة.
وجاء القرار إثر اجتماع عقد فجر أمس، في منزل هادي العامري، الذي يتزعم ميليشيات بدر، كما يتزعم مناصفة مع رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي «تحالف البناء».
وسبق لتقارير إعلامية أن توقعت أن يواجه العيداني، وهو محافظ البصرة، مصير العديد من الأسماء التي استبعدت خلال الأيام الماضية، خصوصاً أنه يرتبط بذهن الكثيرين بمحاولة الاعتداء على متظاهرين في المحافظة الجنوبية خلال احتجاجات شهدتها قبل عام.
وكان «تحالف البناء» قد قدّم في وقت سابق وزير التعليم العالي قصي السهيل مرشحاً لرئاسة الحكومة، خلفاً لعادل عبدالمهدي الذي استقال في مطلع ديسمبر الجاري تحت ضغط الاحتجاجات التي تجتاح العراق منذ أكتوبر الماضي.
لكن اسم السهيل استبعد إثر رفض المتظاهرين ترشيحه، كما أعرب الرئيس العراقي برهم صالح عن رفضه تكليف أي مرشح لا يقبله الشارع.
ودخلت التظاهرات الاحتجاجية في العراق اليوم شهرها الثالث على التوالي، منذ انطلاقها في الأول من شهر أكتوبر الماضي في بغداد وتسع محافظات جنوبية.
وأعلنت ساحات التظاهر صباح أمس، رفضها ترشيح أسعد العيداني من قبل تحالف البناء لتشكيل الحكومة الجديدة.
ويُعد العيداني آخر اسم في قائمة ضمت كلاً من محمد شياع السوداني وعزة الشابندر وإبراهيم بحر العلوم وقصي السهيل وعبد الحسين عبطان الذين تم رفضهم جميعاً من قبل المتظاهرين وتمزيق صورهم في ساحات التظاهر.
ويقول المتظاهرون في العراق إنهم يريدون مرشحاً مستقلاً وبعيداً عن الأحزاب السياسية لتولي الحكومة العراقية، التي ستدير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية قبل الانتخابات المقبلة.
ولايزال المتظاهرون في العراق يواصلون الاحتجاجات ويقطعون الطرق رفضاً لترشيح شخصيات سياسية معينة لمنصب رئيس الحكومة الجديدة، خلفاً لعادل عبدالمهدي.
وأثبت المتظاهرون قدرة كبيرة خلال الأيام الماضية، إذ لم يرضخوا لأي مرشح تقدمه الأحزاب المدعومة من إيران، خصوصاً من عمل بالسابق مع الحكومة العراقية في أي من فتراتها بعد الغزو الأميركي سنة 2003، وأجبروها على استبعادهم.
ويحتدم الصراع السياسي في العراق بين كتلة «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، و«البناء» بزعامة العامري المالكي، فكل واحدة تصر على أنها الكتلة الأكبر، وبالتالي الأحق بترشيح رئيس الوزراء.
وميدانياً، قطع محتجون ثلاثة جسور رئيسة في محافظة ذي قار جنوبي العراق، احتجاجاً على ترشيح شخصيات سياسية لرئاسة الوزراء.
وشيع المئات في جنوب العراق، أمس، ثائر الطيب وهو ناشط توفي متأثراً بجروح أصيب بها قبل 10 أيام في انفجار سيارته، حيث التحق ثائر الطيب الناشط المعروف في الديوانية بالحراك الشعبي قبل ثلاثة أشهر في ساحة التحرير بوسط بغداد، مركز الانتفاضة غير المسبوقة التي اجتاحت العراق.
وفي 15 ديسمبر، وخلال زيارة مع ناشط آخر يدعى علي المدني إلى مدينته التي تبعد 200 كيلومتر إلى جنوب بغداد، أصيب الرجلان بجروح في انفجار سيارة الطيب.
وشارك المئات من المحتجين، أمس، في تشييع الطيب، وحملوا نعشه تحت علم عراقي كبير.
الامارات اليوم