تعتبر أحذية التدريب مريحة وكاجوال، لكنها يمكن أن تتسبب في أضرار طويلة المدى لمفصل الكاحل، بحسب ما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

مرونة أقل لعظام الكاحل

قارن الباحثون بين عظام أشخاص معاصرين وبين عظام هياكل عظمية، ترجع إلى العصر الحجري، لقدماء كانوا يعملون في مجال الصيد والقنص وجمع الثمار.

وتوصل الباحثون إلى أن مفاصل الكاحل حاليا أقل مرونة وقوة من أسلافهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للكسور.

أضرار الأحذية الرياضية

وألقى العلماء باللوم على الأحذية الرياضية الحديثة “الصلبة” وقلة ممارسة التمرينات الرياضية في التغير التطوري في شكل وحالة مفاصل الكاحل.
وقال الباحثون إن شكل وتكوين عظام الكاحل يعتمد على التمرينات الرياضية، وما يتم ارتداؤه من أحذية، وأنه يمكن أن يتغير عبر الحياة.

الحفاء صحي أكثر

يميل أفراد مجتمعات ما قبل التاريخ، وكذلك المعاصرون، ممن يعملون بالقنص وجمع المحاصيل والثمار، إلى المشي حفاة القدمين، أو استخدام الحد الأدنى من الأحذية، حتى أثناء السير لمسافات طويلة من التضاريس غير المستوية.

أما في المجتمعات الحديثة، أو المناطق الصناعية، فيكون من النادر أن يكون هناك الحفاء، إذ إن الغالبية من السكان يمتلكون دوما أحذية “قاسية” تغطي أقدامهم.

عظام ما قبل التاريخ

قام الباحثون من جامعة بولونيا في إيطاليا، بدراسة عظمة الكاحل، وهي عظمة مركزية بين القدم والساق السفلى.
وابتكر الباحثون صوراً ثلاثية الأبعاد لـ 142 من عظام الكاحل المحفوظة من مختلف المراحل في التاريخ، بما في ذلك من المجموعات الحديثة وتلك الموجودة في عصور ما قبل التاريخ.

كما تم أخذ عظام من مجموعات حديثة في المرحلة من القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين، بما في ذلك السكان ممن يرتدون الأحذية في نيويورك، وعمال المصانع في بولونيا، الذين كانوا يفضّلون انتعال أحذية البوت الجلدية المتينة.

كواحل الصيادين والمزارعين

تضمنت مجموعات عظام الكاحل ما قبل التاريخ مزارعي قبائل نغوني، الذين كانوا يرتدون الصندل في جنوب إفريقيا، والصيادين وجامعي الثمار حفاة الأقدام من أهل العصر الحجري.

كانت عظام الكاحل للصيادين وجامعي الثمار أقصر بكثير من عظام الذين يعيشون في المدن الحديثة، وفقًا للتقرير الذي نشرته مجلة “نيو ساينتست”.

وتقول ريتا سورينتينو، الباحثة الرئيسية في الدراسة: “نعلم أن هناك بعض الاختلافات في أقدام البشر المعاصرين، بسبب استخدام الأحذية”.
كانت عظام الكاحل لدى الصيادين وجامعي الثمار مرنة وقوية نسبياً، وقد نسب الباحثون ذلك إلى المشي لمسافات طويلة بدون أحذية.

افتقار للمرونة

وبالمقارنة، فإن الأشخاص المعاصرين، الذين عاشوا في المدن الكبرى، وكانوا يرتدون أحذية ضيقة ولم يمشوا مسافات طويلة، فكانت عظام الكاحل لديهم أقل قوة.

وتضيف سورينتينو أن شكل عظام الكاحل من شأنه أن يجعل الحركة أكثر صلابة وأن “هناك افتقاراً للمرونة”.

ويوضح الباحثون أن الحذاء الثقيل القاسي ربما يقيد المساحة، التي يمكن أن تتحرك فيها القدم.

كما ألقوا باللوم على السلوك المستقر، أي قلة الحركة أو ممارسة الرياضة، في الاختلافات في شكل العظام.

التضاريس الوعرة

وتشير الأبحاث إلى أن السكان، الذين يمشون لمسافات طويلة على أرض غير مستوية، لديهم كتلة عظمية أكبر وأقوى في منطقة الكاحل.
وعادة فإن عظم الكاحل لا ينكسر إلا إذا كانت هناك إصابة قوية مؤلمة مثل حادث سيارة أو سقوط الشخص من ارتفاع. ولكن، فإذا كان يضعف أو ينكسر، فإنه يستغرق وقتاً أطول للشفاء لأنه لا يوجد إمداد دموي كافٍ لهذه المنطقة.

تحسين المشية الطبيعية

ولقد شكك معلمو الصحة والعافية في مدى فاعلية الأحذية الحديثة لسنوات، ودعوا إلى السير حفاة القدمين في كثير من الأحيان لتحسين المشية الطبيعية، والحد من الإصابات – وخاصة أثناء ممارسة الألعاب الرياضية.

لكنه موضوع مثير للجدل بسبب عدم وجود أبحاث تدعم مثل هذه الادعاءات، ويمكن أن يكون السير بدون أحذية خطيراً بسبب الجروح وإصابات الاحتكاك.

 

العربية.نت