تطرح صالات السينما المحلية أسبوعياً، عناوين لأفلام كثيرة، بعضها مقتبس من روايات لها مكانتها بين الناس، وبمجرد صدورها، استطاعت أن تتربع على عرش الأكثر مبيعاً، فيما تطل علينا أفلام أخرى، ولدت قصصها من رحم الخيال، وبعضها يكون مبنياً على ما جادت به قصص الكوميكس، التي خرج من بين دفتيها «أبطال خارقون»، دائماً ما يكون النصر حليفهم، وهناك أيضاً أفلام الرعب والويسترن والأكشن، وكلها تنتمي لفروع الفن السابع.
ولكن اختيارات البعض تظل تتأرجح بين تلك المقتبسة عن الروايات، وتلك التي نسجت من الخيال.
«البيان»، وفي استطلاعها الأسبوعي، توجهت إلى قرائها لمعرفة نوعية الأفلام التي يفضلون مشاهدتها في الصالات، ليتبين أن الأغلبية العظمى قد صبت رأيها في خانة الأفلام المقتبسة من الروايات، حيث كشفت نتائج الموقع الإلكتروني، أن 58 % من القراء يميلون إلى هذه النوعية من الأفلام، مقابل 42 % صوتوا لصالح أفلام الخيال، الأمر انسحب كذلك على رواد موقع تويتر، حيث فضل 72 % أفلام الروايات، لتأتي نسبة الأفلام الخيالية مقتربه جداً من حاجز 28 %، في حين أن 63 % من مستخدمي موقع الفيس بوك، مالوا ناحية الأفلام المقتبسة من الروايات، بينما اختار 37 % منهم الأفلام الخيالية.
«البيان» تواصلت مع المخرجة سامية عياش، للتعليق حول هذه النتائج، إذ أشارت إلى أن النتيجة تعكس رغبة الجمهور في متابعة ومشاهدة الأفلام المقتبسة عن كتب أو روايات، وما تمتلكه هذه الأفلام من قدرة على تحفيز الجمهور للذهاب إلى صالات السينما، وأكدت أن الكثير من الجمهور، يندفع ناحية هذه الأفلام، بهدف التعرف أكثر إلى الرواية، إلى جانب معاينة أداء الممثلين، وطرق تنفيذ العمل برمته، سواء من ناحية إخراجية، أو الديكورات، أو السياق العام للأحداث، وبينت أن عدم إقبال البعض على الأفلام الخيالية، يأتي نتيجة اعتبارات مسبقة، بمعرفتهم بأن القصة خيالية، وبالتالي، فإن الأحداث تكون أبعد عن الواقع.
أما المخرجة زهرة مفيد، فأكدت أن النتائج طبيعية.
وقالت: «اهتمام السينما بالرواية، بدأ منذ عقود طوال، وعلى مدار التاريخ، أثبتت الرواية أنها رافد حقيقي لصناع الأفلام، والذين يجدون فيها عناصر مؤثرة وحقيقية قادرة على التأثير في نفس المشاهد، وبلا شك، فإن ذلك يزيد من قوة الفيلم نفسه، ولنا في تاريخ السينما أمثلة عديدة على أفلام اقتبست من روايات، قد يكون أشهرها: «البؤساء» و«هوبيت» و(Murder in the Orient Express)، و«دافنيشي كود»، وغيرها الكثير، وهي أفلام حققت انتشاراً ونجاحاً لافتين على شباك التذاكر العالمي».
وأضافت: «ورغم ما يحمله تحويل الرواية إلى عمل سينمائي من تأثير، إلا أن ذلك يعتمد على صانع الفيلم نفسه، لأن الموضوع يحتاج إلى دراية كاملة بعناصر الرواية، ومعرفة طبيعة التفاصيل التي يجب التركيز عليها، وذلك حتى لا يفقد الفيلم أو الرواية بريقهما».
البيان