قتل أربعة عراقيين بينهما اثنان من أفراد الشرطة، أمس، وأصيب العشرات في العاصمة بغداد ومدن أخرى خلال اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بعد أن تجددت التظاهرات المناوئة للحكومة في أعقاب هدوء استمر بضعة أسابيع.
مصادر أمنية وطبية قالت إن اثنين من المحتجين لقيا حتفهما في المستشفى متأثرين بالجروح التي أصيبا بها بعد أن أطلقت الشرطة الذخيرة الحية في ساحة الطيران في بغداد. وأشاروا إلى أن أحدهما أصيب بطلقة رصاص في الرأس بينما أصابت الآخر قنبلة غاز مسيل للدموع.
شهود من وكالة رويترز قالوا إن محتجين ألقوا القنابل الحارقة والحجارة على الشرطة التي ردت بقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في ساحة الطيران ببغداد أثناء الليل. وقالت محتجة في بغداد رفضت الإفصاح عن اسمها «يجب أن يوقفوا (قوات الأمن) إطلاق الرصاص والتصويب علينا. من هم ومن نحن؟ الطرفان عراقيان. لذلك (أسألهم) لماذا تقتلون إخوتكم؟».
وفي مدينة البصرة، قالت مصادر أمنية إن سيارة مدنية دهست شرطيين وقتلتهما أثناء الاحتجاجات. وأضافوا أن السائق كان يحاول تفادي مكان الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن عندما صدم اثنين من أفراد الأمن.
وفي أماكن أخرى جنوبي العراق أشعل مئات المحتجين النار في إطارات السيارات وأغلقوا طرقاً رئيسية في مدن عدة، بينها الناصرية وكربلاء والعمارة.
فتح الطرق
وقالت الشرطة في بغداد إن قواتها نجحت في إعادة فتح جميع الطرق التي أغلقتها «المجاميع العنفية». وقال شاهد من «رويترز» إن حركة المرور اضطربت على طريق سريع يربط بين بغداد والمدن الجنوبية، فيما ذكر مسؤولو نفط أن الإنتاج في الموانئ الجنوبية لم يتأثر.
ودعا نشطاء ومتظاهرون إلى احتجاجات حاشدة أمس، للضغط على الحكومة العراقية لاختيار رئيس وزراء مؤقت جديد ليحل محل رئيس الوزراء المؤقت الحالي عادل عبد المهدي الذي استقال من منصبه في نوفمبر الماضي.
مهلة
وحدد المتظاهرون يوم أمس، مهلة لاختيار رئيس وزراء انتقالي جديد، حسبما نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية عن عدد من النشطاء. وفي وقت سابق من يوم أمس، اعتقلت قوات الأمن العراقية عدداً من المتظاهرين الذين كانوا يحاولون إغلاق الطرق والطرق السريعة داخل بغداد وحولها، ووصفت قوات الأمن العراقية، المتظاهرين بأنهم «خارجون على القانون»، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الداخلية العراقية.
ودعا رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، في بيان الأحد، لاحترام إرادة المحتجين في العراق. وحث الصدر، الذي يقود أكبر كتلة سياسية في البرلمان، المتظاهرين على الحفاظ على الاحتجاجات سلمية لتجنب إلحاق الأذى بأمن الشعب العراقي. كما دعا السياسيين العراقيين إلى تسريع العملية وتقديم مرشح «غير مثير للجدل» لمنصب رئيس الوزراء المؤقت لتشكيل الحكومة. وقال الصدر في البيان «توقفوا عن المماطلة والقتال على الغنائم لأن العراق وشعبه في خطر».
البيان