احتفاء بالسينما الإماراتية والخليجية والعربية، انطلقت مساء أمس، الدورة الثانية من مهرجان «العين السينمائي»، بحضور معالي الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون آل نهيان.
وتستمر فعاليات المهرجان الذي يعقد تحت رعاية معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، حتى 25 من يناير الجاري، بقلعة الجاهلي بمدينة العين، وسط حضور نخبة من صناع السينما من مختلف أنحاء الوطن العربي.
«ستموت في العشرين»
وشهد الافتتاح، عرض فيلم «ستموت في العشرين»، الذي أحيا السينما السودانية، ووصل بها إلى منصات العالمية، والفيلم «الاستثنائي» مقتبس عن رواية «النوم عند قدمي الجبل» للكاتب السوداني حمور زيادة، وهو للمخرج أمجد أبو العلا، واشترك معه في كتابته الإماراتي يوسف إبراهيم، ويعتبر الفيلم هو الروائي السابع في تاريخ السينما السودانية، وعرض في العديد من المهرجانات العالمية والعربية، حاصداً العديد من الجوائز، كان آخرها جائزة «أسد المستقبل» من مهرجان فينيسيا السينمائي، وتدور قصته حول أسرة سودانية ترزق بمولود ويذهب الأبوان إلى أحد الشيوخ لمباركة الطفل، فيخبرهم الشيخ بأن هذا الطفل سيموت بعد بلوغه سن العشرين، وهكذا يعيش الطفل حياته كلها تحت سطوة هذه النبوءة، ويتابع المشاهد حياته منذ هذه اللحظة وحتى بلوغه العشرين.
وتحت شعار «سينما المستقبل»، ضمت دورة هذا العام، 56 فيلماً بين الأفلام الطويلة والقصيرة، وسينما العالم، ضمن 5 مسابقات «الصقر الخليجي الطويل»، وتتنافس فيها 5 أفلام، و«الصقر الإماراتي والخليجي القصير»، وتضم 21 فيلماً، و«أفلام المقيمين»، وتشهد عرض 10 أفلام، و«الصقر للطلبة»، وتضم 16 فيلماً، إلى جانب برنامج «سينما العالم»، وعددها 4 أفلام.
وبدأت فعاليات الدورة الثانية، بسير صناع الفن السابع على سجادة «العين السينمائي» الحمراء، ومنهم كل من الإماراتيين منصور الفيلي، وفاضل المهيري، وناصر الظاهري، وعلي الجابري، وخالد علي، وياسر النيادي، ومن الخليج طارق العلي، وخالد الراجح، وأحمد الملا، وفريد رمضان، وعمار الكوهجي، وعبير عبد الله، ومحمد شاهين، ومن العرب أحمد بدير وعماد النويري وبشرى.
تكريم المبدعين
وشهد حفل الافتتاح، احتفالية بالمنجز الإبداعي، حيث تم تكريم الفنان البحريني الراحل علي الغرير، لمسيرته الفنية الطويلة، واستلم الجائزة بالنيابة عنه رفيقه في التمثيل الفنان خليل الرميثي، كما تم تكريم كل من الفنانين الإماراتي ضاعن جمعة واستلم نجله التكريم بالنيابة عنه، والممثلة الإماراتية مريم سلطان، والممثل المصري أحمد بدير، والممثل الكويتي طارق العلي.
كما تكريم أعضاء لجنة التحكيم مسابقتي «الصقر الخليجي الطويل»، والتي تضم 5 أفلام، و«الخليجي القصير» التي تتنافس فيها 9 أفلام، ويترأسها المخرج والمنتج فاضل المهيري، والمخرج خالد علي، والكاتب والناقد السينمائي عماد النويري، أما أعضاء لجنة تحكيم مسابقة «الصقر الإماراتي القصير»، وتضم 12 فيلماً، فتترأسها الناقدة والمديرة الفنية لمهرجان الإسكندرية السينمائي ميرفت عمر، والمنتج والسيناريست فريد رمضان، والمنتج الأميركي ليو ونغ، بينما مسابقتا «الصقر للطلبة» والتي يتنافس عليها 16 فيلماً، و«الصقر لأفلام المقيمين» وتضم 10 أفلام، فتترأسها الفنانة المصرية بشرى، وأعضاؤها المخرج البحريني عمار الكوهجي والمخرج والممثل الإماراتي ياسر النيادي.
فن وثقافة وتاريخ
وبمناسبة افتتاح الدورة الثانية، قال عامر سالمين المري، المدير العام للمهرجان: «نرحب بكم في «العين السينمائي» بدورته الثانية، في هذه الأجواء الشتوية التي عادة ما تضفي جمالاً آخر على كل معالمنا السياحية، إذ لا تزال مدينة العين واجهة تراثية وتاريخية، تستقطب الزوار من كل مكان في العالم، ولعل هذه الدورة الاستثنائية تجسد المنافسات القوية التي حلقت في سماء «دار الزين»، التي يلتقي على أرضها اليوم الفن والثقافة والتاريخ، بحضور مشاهير ونجوم الفن السابع.
وتابع: «استطعنا خلال فترة زمنية وجيزة أن نتحدى ظروفاً كثيرة، استعداداً للدورة الثانية، باعتبارها «دورة التحدي» بروح مغايرة لنسهم في صناعة سينما المستقبل، وإحداث حراك فني حقيقي من خلال مواصلة التعاون مع المهرجانات الخليجية والعربية لدعم سينما الشباب، واكتشاف المواهب التي تمتلك القدرة على المنافسة في عالم السينما والإنتاجات الفنية.
إبداعات لا تُنسى
عامر المري قال: سعدنا بتكريم مجموعة من الفنانين الإماراتيين والخليجيين والعرب، الذين قدموا عبر مسيرتهم الفنية إنجازات كبيرة، تأثر بهم أجيال، بفضل إبداعاتهم وعطاءاتهم التي لا تنسى، ونأمل أن تكون دورة المهرجان في ثوبها الجديد تعبيراً حقيقياً عن حجم التبادل الفني بين الشعوب والحضارات على أرض التسامح والتعايش والحوار الإنساني.
الاتحاد