أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة ستنشر خطتها للسلام في الشرق الأوسط مساء اليوم الثلاثاء. وقال ترامب إن البيت الأبيض سينشر خطة السلام التي طال انتظارها في الساعة 12:00 بتوقيت واشنطن (17:00 بتوقيت جرينيتش)- التاسعة بتوقيت الإمارات-.
وأضاف «خطة السلام بين فلسطين وإسرائيل قد تكون لديها فرصة للنجاح»، مشيراً إلى «أنها منطقية جداً للجميع». وتابع «خطة السلام يجب أن تعجب الفلسطينيين لأنها جيدة بالنسبة لهم».
وأدلى الرئيس الأميركي بتصريحاته قبل لحظات من عقده لقاء في البيت الأبيض مع رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومن ثم مع منافس نتنياهو الرئيسي في الانتخابات، بيني غانتس، لإطلاعهما على تفاصيل خطة السلام الأميركية.
من جانبها، أعلنت القيادة والقوى الفلسطينية رفضها القاطع لخطة ترامب للسلام شأنها شأن أي خطة سلام أخرى تنتهك الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة عن سلسلة فعاليات تبدأ، اليوم الثلاثاء، يوم إعلان الخطة المشؤومة يوم غضب شعبي وجماهيري واسع، وتستمر الفعاليات 3 أيام، في تعبير عن الرفض الشعبي للخطة، وتنظم في المناطق الفلسطينية والأغوار ومناطق «C»، مسيرات غضب تعم الميادين العامة والساحات ومداخل القرى والبلدات والمدن في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل فلسطين المحتلة عام 1948، تحمل رسالة موحدة، بأن خطة السلام لن تمر، الشعب الفلسطيني مقايضة حقوقه الوطنية بالتمويل الأميركي المشروط سياسياً، حل القضية الفلسطينية عبر الجانب السلام الاقتصادي.
واعتبرت قوى رام الله والبيرة، أن «الولايات المتحدة بهذا الإعلان تضع مصالحها في المنطقة برمتها في دائرة الاستهداف، وهي تتحمل كامل المسؤولية حيال أي ردود فعل حيال هذا الموقف المشين لإدارتها». وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية، عصام أبو بكر، هناك العديد من الفعاليات ستقام في العديد من الدول العربية والإسلامية، مسيرات ستنظم أمام السفارات الأميركية، ترافقها حركة سياسية ودبلوماسية وإعلامية مكثفة في دول الشتات وفي أروقة الأمم المتحدة، للتأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، رافضة لصفقة القرن لأنها تتجاوز الحقوق الوطنية الفلسطينية، صفقة القرن منحازة للاحتلال الإسرائيلي، تعمل على تكريس الاحتلال الإسرائيلي بعيداً عن الشرعية والقانون الدولي.
وقال رئيس الوزراء محمد اشتية، نرفض الخطة لأنها تهدف لتصفية القضية الفلسطينية. وأضاف في مستهل جلسة الحكومة الـ40 التي عقدت في مدينة رام الله، أمس الاثنين «نريد من المجتمع الدولي ألا يكون شريكاً في هذه الصفقة، لأنها تتعارض مع أبجديات القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف». وأكد اشتية أن الخطة لا تشكل أساساً لحل الصراع وتقدمها جهة فقدت مصداقيتها في أن تكون نزيهة لعملية سياسية جدية. وأضاف: إننا نرى في الخطة من ناحية التوقيت وما تم تنفيذه منها أدوات لتلبية رغبات دولة الاحتلال وزعامة بنيامين نتنياهو وترسيخ للاحتلال وهي تعصف بأسس الحل العربي التي أقرتها القمم العربية، خاصة مبادرة السلام العربية وأسس الحل التي وضعتها أوروبا. وقال إن الخطة هي أساس للتفاوض بين نتنياهو وغانتس وليس أساساً للحل بين إسرائيل وفلسطين، مضيفاً أن القدس أرض محتلة وهي العاصمة لفلسطين والحاضر والماضي والمستقبل والهوية والدين لأهل فلسطين. وأشار إلى أن الصفقة خطة لحماية دونالد ترامب من العزل وحماية نتنياهو من السجن وليست خطة سلام للشرق الأوسط، بل خطة سلامة الذات لأصحابها، مشيراً إلى أن خطة ترامب تعطي السيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية، وأن الخطة لا تعطي الأرض لأهلها ولا تعترف بحدود 1967. وأكد اشتية أن الرئيس محمود عباس سيدعو القيادة الفلسطينية للاجتماع لمناقشة كيفية وشكل ومحتوى الرد على صفقة القرن، وسيقول الشعب الفلسطيني كلمته ضدها.
ودعت، أمس، حركة «فتح» إلى اجتماع فصائلي شامل في قطاع غزة، لإقرار برنامج فعاليات مشترك تنديداً بخطة ترامب للسلام ومخططات تصفية القضية الفلسطينية، بالتزامن مع محافظات الوطن كافة. وقال عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية، سفيان مطر في تصريح صحفي: «إن جميع الفصائل مدعوة للمشاركة في الاجتماع، بما فيها حركتا حماس والجهاد، للاتفاق على سلسلة فعاليات جماهيرية حاشدة، وتفعيل المقاومة الشعبية، لإيصال رسالة موحدة في رفض ومواجهة مخططات التصفية».
وأضاف مطر: «إن مواجهة التحديات الراهنة، تتطلب تجسيد الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، وتنسيق المواقف، وتحشيد الإمكانات بشكل واسع، داخل وخارج الوطن، لحماية حقوقنا الوطنية، ومواجهة المؤامرة ضد وجودنا في وطننا». وأجمعت الفصائل في قطاع غزة، على ضرورة التوافق على برنامج وطني واستعادة الوحدة الوطنية ووقف المفاوضات والتطبيع وتفعيل حملات دبلوماسية وشعبية وإعادة تفعيل منظمة التحرير والالتفاف حول القيادة الفلسطينية لمواجهة «صفقة القرن» الأميركية والمؤامرة التي تحاك ضد القضية الفلسطينية. وحذر قادة الفصائل الفلسطينية من أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأكبر مؤامرة تتجسد بهذه الصفقة المريبة.
وبدوره، رأى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول، أمس الاثنين، وعشية الإعلان الأميركي المُتوقّع لصفقة القرن، أنّ المطلوب الآن وبشكلٍ عاجل إنهاء الانقسام، وفق الاتفاقات الموقعة، وبناء وحدة تعدّدية حقيقيّة وصياغة استراتيجية وطنية مُشتركة نُغادر من خلالها مُربّع أوسلو وما ترتّب عليه، وعلى أساس ذلك يجب أن نخوض الصراع الشامل مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويبدأ هذا، وفق ما بيّنه الغول، بخطوةٍ أولى من الرئيس محمود عباس، بقرار يدعو فيه لاجتماع لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية- الإطار القيادي المؤقت- وبشكل فوريّ، لإنهاء الانقسام وترتيب الساحة الفلسطينية، ولبحث سُبل التصدّي لمخطط التصفية الأميركي، والخطوات العمليّة لمواجهته.
إلى ذلك ، أكد مسؤولون فلسطينيون أمس الإثنين رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس محاولات عدة قام بها الرئيس الأميركي لمناقشة خطة السلام المرتقبة.وقال المسؤولون إن البيت الأبيض حاول خلال الأشهر الأخيرة إجراء اتصالات غير مباشرة مع الرئيس الفلسطيني، لكنها قوبلت جميعها بالرفض.وأضاف مسؤول فلسطيني فضل عدم الكشف عن اسمه «لن يكون هناك نقاش مع الأميركيين. والرئيس متمسك بحل على أساس دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
قصف في غزة ومستوطنون يقتحمون الأقصى
اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة. ووفر الاحتلال الحماية الكاملة للمقتحمين اليهود أثناء تجولهم في ساحات الأقصى، وحتى خروجهم من باب السلسلة.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة أن 65 مستوطناً و125 طالباً يهوديّاً اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية، ونظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته، بالإضافة لاقتحامه من 5 عناصر من ضباط شرطة الاحتلال. وأدى مستوطنون خلال الاقتحام، طقوساً تلمودية في باحات الأقصى، وتحديداً في الجهة الشرقية منه، وتلقوا أيضاً شروحات عن «الهيكل» المزعوم.
وتواصل شرطة الاحتلال فرض قيودها على دخول المصلين الفلسطينيين الذين يتوافدون من القدس والداخل المحتل للمسجد، وتدقق في هوياتهم، وتحتجز بعضها على بواباته الخارجية.
ميدانيا اندلعت فجر الاثنين، مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، في حي البالوع في مدينة البيرة، في حين شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في صفوف المواطنين في الضفة طالت 17 شاباً. وقد ألقى الشبان زجاجات حارقة على جيبات الاحتلال العسكرية خلال اقتحامها حي البالوع في مدينة البيرة.
وزعم جيش الاحتلال أن مسلحين أطلقوا النار صوب مستوطنة «بيت إيل» شمال رام الله، فيما أغلقت قوات الاحتلال البوابة المقامة على مدخل مخيم الجلزون، وانتشرت قرب المدخل الشمالي لمدينة البيرة. كما اندلعت مواجهات في مخيم العروب شمال الخليل، حيث اعتلت قوات الاحتلال أسطح المنازل وأطلقت قنابل الغاز صوب المواطنين وشنت قوات الاحتلال، حملة مداهمات واعتقالات واسعة تركزت غالبيتها في محافظة جنين.
وفي غزة، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر امس الاثنين، أرضاً زراعية شرق رفح، جنوب قطاع غزة. وأطلقت طائرات الاحتلال صاروخين تجاه الأرض الزراعية في حي الشوكة برفح، دون الإبلاغ عن إصابات. وجاء القصف الإسرائيلي، بعد قليل من إعلان الاحتلال رصد إطلاق قذيفة صاروخية من غزة وسقوطها في منطقة مفتوحة في «غلاف غزة».
الاتحاد