استقطبت جائزة «الياسمين للشعر العربي لغير الناطقين باللغة العربية» التي تقيمها الكاتبة والناشرة الإماراتية الدكتورة مريم الشناصي، منذ 4 سنوات، مشاركات لافتة في دورتها للعام الحالي 2020، ومع انتهاء لجنة التحكيم من مهامها، قال الشاعر الإماراتي عيضة بن مسعود، أحد أعضاء لجنة التحكيم، إن القصائد جميلة، وفوجئ بالشعراء الهنود المشاركين وبأن كتابتهم لا تقل عن الشعراء العرب، وهذا ما سبّب له الحيرة في اختيار القصائد الفائزة، لأنها متقاربة فنياً.
وتأتي الجائزة في إطار فعالية أكبر هي المهرجان السنوي للغة العربية الذي تقيمه الشناصي منذ ست سنوات، وحول أهمية هذا التواصل الثقافي الحضاري بين الشعوب، وأسباب تخصيص هذه الجائزة للهنود قالت لـ«الاتحاد»: «لأنني وجدت فيهم رغبة عارمة، وعشقاً كبيراً للغة العربية والأدب العربي، وهذا ليس وليد اللحظة، بل ظاهرة تاريخية ممتدة لأكثر من ألف سنة حسب الوثائق. لغتنا العربية حاضرة في ولايات الهند، ومنتشرة في الجامعات، مثل جامعة أليغر، مدراس، وولاية كيرلا الساحلية خصوصاً. أما عن الجائزة، فرغم أن الشعر من أصعب أنواع الفنون، وجدنا أن هناك اجتهادات لغوية كثيرة، وتمكّناً لافتاً من القواعد والمفردات والنحو والبحور الشعرية، وواضح أنهم يمتلكون الرغبة والإرادة في تطوير مهاراتهم اللغوية، وهذا ملاحظ مع مهرجان اللغة العربية وجائزة الشعر العربي اللذين تقدمهما وترعاهما دار الياسمين الإماراتية، التي أخذت على عاتقها نشر الأدب العربي ومساعدة عشاق اللغة العربية من غير الناطقين بها».
بينما رأى الشاعر الإماراتي الدكتور طلال الجنيبي، الخبير الدولي بالإدارة السلوكية، عضو لجنة التحكيم، أن هذه الجائزة تعد جسراً حضارياً بين الثقافات المتقاطعة التي تجمع بينها قواسم مشتركة تصب في اتجاه تعميق وتوطيد قيم التسامح والتواصل والتكامل ما بين الثقافات والشعوب والحضارات والبشر عموماً.
وتابع: «استندت في تحكيم القصائد إلى جودة النص واستكماله لعناصر المعنى والمبنى دون النظر للاسم والانتماء». وأضاف: «هي تجارب واعدة ننتظر من بعضها الكثير».
الاتحاد