أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، أن المستقبل للأمم التي تمكن أجيالها الشابة بالعلوم المتقدمة وتسلحها بالأدوات والمعارف والمهارات التي تجعلها قادرة على التكيف مع التغييرات العالمية المتسارعة في المجالات التنموية والمعرفية كافة.
جاء ذلك خلال تكريم سموه البروفيسورة لورديس فيغا من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، بميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي في دورتها الثالثة، والعالم الدكتور رشيد اليزمي بميدالية الإنجازات مدى الحياة التي تمنح لعلماء عرب بارزين من أصحاب الإسهامات الكبيرة والإنجازات المهمة خلال مسيرتهم العملية، بحضورسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
واستقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ضمن فعاليات تكريم الفائزين بالميدالية في قصر سموه بزعبيل أعضاء مجلس علماء الإمارات، وأعضاء مجمع محمد بن راشد للعلماء، ومجموعة من مدراء الجامعات والكليات والمؤسسات الأكاديمية، إلى جانب أعضاء مجلس علماء الشباب، ونخبة من العلماء والباحثين، وأشاد سموّه بدور العلماء ومساهمتهم في رفد المجتمع العلمي بالعلوم والمعارف الجديدة وتوظيف خبراتهم في إعداد أجيال من العلماء يقودون مستقبل البحث في الدولة.
وقال صاحب السمو إن دولة الإمارات بنت منهجيتها على توظيف المعارف والعلوم المتقدمة في تصميم خططتها واستراتيجياتها المستقبلية وإيجاد حلول لتحدياته واستكشاف الفرص الكفيلة بتعزيز مسيرة الدولة واستعدادها للخمسين عاماً المقبلة.
وأضاف سموه: “نعول على الدور المحوري للعلماء وأصحاب العقول والأفكار الاستثنائية في إثراء هذه المنهجية من خلال إسهاماتهم في بناء قدرات أبنائنا وتمكينهم بالعلوم.. دولتنا منفتحة على المعرفة وتحتفي بأصحاب الإنجازات العلمية وتقدر دورهم الريادي في تقديم حلول مبتكرة لتحديات المستقبل وخدمة المجتمع، لتكون الإمارات مختبرا للعلوم المتقدمة وحاضنة للعلماء وبيئة محفزة للبحث العلمي.
وهنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الفائزين بالميدالية لدورهما في تعزيز الحضارة الإنسانية وإسهاماتهما في توظيف المعارف التي اكتسباها لخير الناس، مؤكداً سموه أهمية بذل المزيد من الجهد واستكشاف الفرص الجديدة التي توفرها العلوم بما يسهم في دعم مسيرة الدولة واستعدادها للخمسين عاماً المقبلة وصولاً إلى مئوية الإمارات 2071.
وتهدف ميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي التي تمثل أرفع تكريم علمي يمنح للعلماء والباحثين، إلى الاحتفاء بالكفاءات العلمية في الدولة وتشجيعها، وإتاحة المجال للعلماء لإظهار قدراتهم من خلال الاستفادة من الإمكانات والفرص التي توفرها التكنولوجيا الحديثة في تطوير القطاعات الحيوية والارتقاء بالعلوم المتقدمة لإيجاد وتصميم حلول مبتكرة للتحديات الحالية والمستقبلية وتوظيفها لخدمة البشرية بما يسهم في دعم جهود تحويل دولة الإمارات إلى حاضنة للبحث العلمي في جميع التخصصات ومختلف مجالات الحياة والعمل.
وحصلت البروفيسورة لورديس فيغا على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة إشبيلية في إسبانيا بالتعاون مع قسم الهندسة الكيميائية بجامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مديرة إدارة مركز البحوث والتطوير لثاني أكسيد الكربون والهيدروجين وأستاذة الهندسة الكيميائية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي.
وتركز فيغا على البحوث الأساسية والتطبيقية التي تهتم في العمليات والمنتجات المستدامة والتي تشمل الأعمال الحديثة مثل مواد التبريد الجديدة ومعالجة المياه وإزالة الملوثات واحتجاز ثاني أكسيد الكربون واستخداماته، ولديها أكثر من 200 ورقة علمية و5 براءات اختراع وقد جمعت أكثر من 50 مليون دولار من المنح لبحوثها وتعمل في هيئة تحرير 5 دوريات علمية و5 لجان مؤتمرات دولية.
وتشغل فيغا مناصب أكاديمية في الولايات المتحدة الأمريكية “جامعة جنوب كاليفورنيا، وجامعة كورنيل” وإسبانيا “جامعة إشبيلية، وجامعة روفيرا آي فيرجيلي، والمجلس القومي للبحوث في إسبانيا، وفي الإمارات العربية المتحدة.
أما الدكتور رشيد اليزمي فهو مهندس وعالم مغربي يحمل الجنسية الفرنسية، وقد ولد في المغرب بمدينة فاس، وهو متخصص في مجال علم المواد وهو من خريجي معهد غرونوبل للتكنولوجيا حيث قام بدراسة الكيمياء الكهربائية وعلم المواد وحصل على الدكتوراه حول دمج الليثيوم بالغرافيت.
وفي عام 1998 أصبح اليزمي مديرا للأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي في غرونوبل، وقد تقاعد من منصبه في المركز مؤخرا، ليصبح من رواد الأعمال، وقد مكّنت أعماله المرتبطة بتطوير مصعد الغرافيت من جعل بطاريات أيون الليثيوم قابلة للشحن.
وقد ساهم اليزمي في اختراع بطارية الليثيوم التي استطاعت تصغير حجم بطاريات الهواتف وأجهزة إلكترونية أخرى، ويعد أول من اكتشف القطب السالب لبطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن والذي يتم استخدامه في معظم الأجهزة المحمولة اليوم، وقد اخترع شريحة قادرة على إعادة شحن بطاريات الهواتف الذكية والمركبات الكهربائية في عشر دقائق فقط.
ويعتبر إنشاء أنود الجرافيت الليثيوم الأكثر استخداماً في بطاريات الليثيوم أيون التجارية اليوم أعظم إنجازات اليزمي وذلك وفقًا للأكاديمية الوطنية للهندسة /NAE/ وله أكثر من 150 براءة اختراع تتعلق بتكنولوجيا البطاريات وأكثر من 250 إصداراً علمياً وورقة بحث ساهمت في نشر المعرفة وإثراء الحضارة الإنسانية.
وانقسمت مراحل التقييم لميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي خلال الدورة الثالثة على 3 مراحل، تمثلت الأولى بفتح باب الترشح وإتاحة الفرصة أمام العلماء للمشاركة في الجائزة فيما تم في المرحلة الثانية تقييم المرشحين من قبل اختصاصيين دوليين لقياس مستوى تأثير الباحث والعالم دولياً، وتضمنت المرحلة الثالثة المقابلات النهائية مع مجلس علماء الإمارات وقد أجرى فريق من المجلس مقابلات شخصية مع المرشحين لاختيار الفائزين.
وتعتبر ميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي إحدى مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، التي أطلقها عام 2017، تكريماً للعلماء والباحثين والمتخصصين من أصحاب الإنجازات الاستثنائية الفريدة وتعزيزاً لمكانتهم في المجتمع، ودورهم في تهيئة بيئة تحفز على الإبداع والبحث العلمي وتأهيل جيل جديد من العلماء والباحثين الإماراتيين.
وسجلت ميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي في دورتيها الأولى والثانية الكثير من الترشيحات من المجتمع العلمي وتنوعت مجالات الأبحاث العلمية المقدمة لتشمل الطب والهندسة، وعلم الأحياء والجينات وعلوم الأرض والطب النفسي وعلم المواد والفيزياء وعلوم الروبوت وعلم الأعصاب وتقنيات المياه والمواد النانوية وغيرها.
وام