تبدو العاصمة الليبية طرابلس، وقد تحولت لمحمية تركية، إنّ من اليسير الانتباه إلى أشخاص بأزياء عسكرية يعلوها شعار الجيش التركي، وسيارات عليها صورة علم تركيا، فيما لا يزال تدفّق المرتزقة من شمالي سوريا مستمراً.

يتوزّع المرتزقة بعد وصولهم إلى طرابلس على كتائب حكومة الوفاق، الخاضعة لإشراف مباشر من الضباط الأتراك، والدفع بهم لمحاور القتال، رغم الهدنة المعلنة منذ نحو ثلاثة أسابيع. تعوّد سكان طرابلس وألفت أعينهم مشاهد الجنود الأتراك، وهم يتنقلون حول المؤسسات الحكومية، فيما يعيشون رعباً حقيقياً، لا سيّما عند توقيفهم في الممرات التي يديرها الجنود الأتراك أو المرتزقة.

تستهدف تركيا وضع عناصر قيادية من ميليشيات تابعة في شمالي سوريا على رأس عدد من ميليشيات السراج، الأمر الذي أثار غضب أمراء حرب محليين، وأدى لوقوع اشتباكات، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ستة من المرتزقة، في محور صلاح الدين وحده.

وقالت مصادر من داخل طرابلس لـ «البيان»، إنّ المرتزقة يتعاملون مع مسلحي الميليشيات من الليبيين ومن المرتزقة الأفارقة، بنظرة فوقية، ما زاد في حالة الاحتقان. وأضافت المصادر، أنّ أعداداً من المرتزقة احتلت مساكن نزح عنها سكانها بسبب المعارك، لا سيّما في الهضبة وصلاح الدين، وأنّ منهم من تعمّد إطلاق النار على أصحاب تلك المساكن، عندما عادوا لتفقدها بعد سريان الهدنة، وذلك بهدف بث الرعب في نفوسهم، ومنعهم من دخول منازلهم. ووفق المصادر، فإن المرتزقة يرتدون ملابس عسكرية، تحمل شعارات الجيش التركي، ويستقلون آليات باتت بدورها تحمل علم تركيا.

ونقلت صحيفة بريطانية،عن مصدر سوري قوله، إن القوات التركية تلجأ إلى الأكاذيب، من أجل إبقاء السوريين الذين يقاتلون في ليبيا هادئين ومتحمسين، بادعاء أنّ هناك جنوداً روساً، ويجب عليهم قتالهم، بحجة أنهم دمروا مدنهم في سوريا، مضيفاً: «هذه كذبة، وليبيا ليست سوريا، لكن هؤلاء المرتزقة يؤمنون بما تخبرهم به تركيا».

وأكدت الصحيفة أنّ تركيا تواصل إرسال المرتزقة السوريين إلى طرابلس، حيث يعبر المسلحون الحدود إلى تركيا، ويتم احتجازهم لفترة قصيرة في نقاط عسكرية بالقرب من غازي عنتاب، أو في أنقرة، وبعدها إرسالهم إلى إسطنبول عبر طائرة عسكرية تركية، حيث يتم نقلهم إلى الطائرات التجارية الليبية للسفر إلى طرابلس.

ويرجح مراقبون أن يصل عدد المرتزقة المنقولين من شمالي سوريا إلى طرابلس، إلى نحو 10 آلاف مرتزق، الأمر الذي ينذر بتحويل العاصمة الليبية لثكنة كبرى للمرتزقة، تحت إشراف مباشر من الضباط الأتراك.

البيان