أكد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن القضيةَ الفلسطينية كانت ولا زالت، من أهم القضايا المركزية في السياسةِ الخارجيةِ الإماراتية، وأن هذا الموقفَ امتدادٌ طبيعيٌ للمواقف التاريخية الخالدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب اللهُ ثراه، والذي تشهدُ صفحات التاريخ على مآثرهِ تجاه الاشقاء الفلسطينيين، ودفاعهِ ودعمهِ المتواصل ماديا ومعنويا للأشقاءِ الفلسطينيين من أجل نيلِ حقوقهم المشروعة، وعلى ذات الدربِ يسير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” في تقديمِ كلِّ الدعم والتأييد لثوابت القضية الفلسطينية وفق ما قرره ويقرره الفلسطينيون أنفسهم، وبما يخدمُ تنفيذ قرارات الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي تنفيذا أمينا على أرضِ الواقع.

وثمن معالي رئيس المجلس الوطني الاتحادي – في كلمة له خلال أعمال المؤتمر الثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد اليوم في العاصمة الأردنية عمان حول ” دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة “قضية العرب والمسلمين” – الاستجابة السريعة لعقد ِهذا الاجتماع الطارئ من قبل ممثلي إرادة الشعوب العربية، مؤكدا إن دلَّ ذلك على شيء فإنما يدلُ على مكانةَ القضيةِ الفلسطينية في قلبِ ووجدان كل عربي منذ بدأت تلك القضيةُ وحتى الآن، وعلى إدراكِ البرلمانيين العرب كصوتٍ للشعوب ِالعربية لأهميةِ التمسكِ بالعروبة كهويةٍ وتاريخ ٍوحضارةٍ، وبأنَّ البرلماناتِ العربية ستظل دوما مُعينا وزادا لحكوماتهِا وشعوبهِا في الدفاعِ عن قيّم الحقِ والعدلِ والخير.

ضم وفد المجلس سعادة كل من : أحمد عبدالله محمد الشحي، وعبيد خلفان عبيد السلامي، وناصر محمد حميد اليماحي، وناعمة عبدالرحمن المنصوري، والدكتور عمر عبدالرحمن الأمين العام للمجلس.

وقال معالي صقر غباش في كلمته : إنني لست في حاجة ٍلكي أُوكدَ أمامكم ما تعلمونه علمَ اليقينِ من أن دولةَ الامارات العربية المتحدة تعتبرُ نفسَها شريكا للأشقاءِ الفلسطينيين في توفير كل أوجه الدعم عمليا وفعليا، كما أن ترحيبَ دولة الإمارات بأنْ يقيم على أرضها الكثيرُ من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق منذ سنواتٍ طويلة، يتمتعون بكل سُبل الأمن والأمان، ويعملون في مؤسساتِ الدولة العامة، كما يعملون في منشآت القطاع الخاص، دليلٌ على مكانة هذا الشعب وقضيته في نفوس كل أبناء الإمارات، وهذا كلُه واجبٌ علينا نسعدُ بالقيامِ به حبا وتقديرا لهذا الشعب العظيم، وتوافقا مع سياسة الإمارات الداعمة لكل حقوق أمتنا العربية والإسلامية.

وأضاف معالي رئيس المجلس : ومن هذا المنطلقِ الذي نؤكدُ فيه على مواقفنا الداعمة للحقوق الفلسطينية المشروعة، فإننا نقفُ دوما، مع ضرورةِ الحل الدائم والعادل والشامل للقضية الفلسطينية، والذي يقومَ على ثلاثِ ركائز أساسية ومترابطة متمثلة ًفي الآتي : مركزية حل الدولتين بما يضمنُ إقامةَ دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادةٍ كاملة على ترابِها الوطني وعاصمتُها القدس الشرقية، وقرارات مجلس الأمن الداعية إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة، ومبادرة السلام العربية التي تمَّ إقرارُها والتمسكُ بها كخيارٍ استراتيجي للسلامِ منذ قمةِ بيروت في عام 2002.

وقال معاليه : وبناءً على تلك الركائز مُجتمعةً، فإننا نؤيدُ الحوارَ والتفاوضَ المباشرَ الفلسطيني – الإسرائيلي ودون أنْ يعنىَ ذلك الحوار والتفاوض، تحت أيةِ صورةٍ من الصور، التخلي عن الثوابت العربية لحل القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني الكامل في دولةٍ ذات سيادة كاملةٍ وعاصمتُها القدس الشرقية.

وأضاف معالي رئيس المجلس : وأودُ أن أشيرَ هنا إلى أنَّه لكي يكون الحوارُ مُقنعاٌ، ولكي يكون التفاوضُ مُثمراً، فإنه لابد أن يكونُ كلُ ذلك مُستنداً على توافق أشقائنا الفلسطينيين فيما بينهم، وتوحيد صفوفهم ونبذ خلافاتهم، لانَّ تحقيقَ السلام، وإنهاءَ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية الفلسطينية المحتلة، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، كل ذلك يُمثل أسمى الأهداف التي يجبُ أن نسعى إليها، تحقيقا لحق الشعب الفلسطيني المناضل في دولة له ذات سيادة كاملة على كل إقليم في تلك الدولة، كما أنَّ تحقيقَ هذا الهدف سينعكس إيجابا على الامن والاستقرار في كل ربوع منطقة الشرق الأوسط، وسيقوض دعاةَ الارهاب والتطرف، وسيؤدي الى التوجه نحو المستقبل برؤى أكثر طموحا في التنمية والتقدم، لكل شعوب المنطقة.

وأكد معالي صقر غباش رئيس المجلس أنَّ التاريخ يسجلَ، الآن، مواقف البرلمانيين بالقول وبالفعل، وأن الشعوب تنتظر من ممثليها الكثير تحقيقا لهدف يجمعها جميعا، وهو أن ترى الدولةَ الفلسطينية، وعاصمتُها القدس الشرقية، دولة مكتملة السيادة والسلطات على إقليمها، حاضنةً لكل أبناءِ وبنات الشعب الفلسطيني، وشريكا قويا وفاعلا في أمته العربية والإسلامية.

وكان معالي رئيس المجلس قد توجه في بداية كلمته بالشكرِ والامتنان ِلمعالي المهندس عاطف الطراونة رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب الأردني على توجيه الدعوةِ لعقدِ هذه الدورة الطارئةِ لبحث تداعيات التطورات الأخيرةِ في القضيةِ الفلسطينية معربا عن خالص تقديره لمعاليه ولمجلس النواب الأردني بأعضائه وامانته العامة على حسنِ الاستقبال، وكرم الضيافة، والتميز في الإعداد والتحضير لإنجاح أعمال دورتنِا الطارئة، وأكد أن القضية الفلسطينية ستظل كذلك في قلبِ وعقل ووجدان كل عربي حتى يعودَ الحقُ كاملاً غير منقوص ٍلأصحابه، وحتى يتمكنَ هذا الاتحاد البرلماني العربي من أن يعقدَ مثل هذه الجلسة على أرض دولة فلسطين وهي كاملة السيادة تمارسُ كافة سلطاتها على إقليمها، وتحقق ُلشعبها كل الأمن والخير.

وكان معالي المهندس عاطف الطراونه، قد افتتح المؤتمر في كملة استعرض فيها الأسباب التي دعت إلى عقد هذا المؤتمر الطارئ.

وام