عام بعد آخر، يثبت مهرجان أضواء الشارقة الذي أسدل ستائره مساء السبت الماضي، أنه تظاهرة نوعية متمّيزة لإبراز ثقافة وحضارة الإمارة الباسمة وروعة معالمها المعمارية، لتأتي دورة هذا العام بالتزامن مع احتفاليته العاشرة على التوالي، تتويجاً لنجاح السنوات السابقة، مضفية المزيد من عناصر السحر والإبهار، عبر لوحات آسرة من الجمال، تتدفق فوقها شلالات النور والضياء، وفق محتوى فني هادف يروي فصولاً من تألق الإمارات ومنجزاتها الحضارية، إضافة إلى خصوصية تراثها وثقافتها الإنسانية والمجتمعية.

أساليب ابتكارية
وعن ما أضافه المهرجان إلى خريطة الشارقة السياحية، قال خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة: «منذ انطلاقته قبل عشرة أعوام، حقق هذا الحدث المتفّرد على مستوى المنطقة، قفزات ناجحة على المستويين الشعبي والسياحي، واستطاع أن يبرز أجمل المعالم السياحية التي تتمتع بها شارقة الإمارات، وفق أساليب فنية وابتكارية، عاكساً الإرث الحضاري والثقافي العميق للإمارة، إلى جانب إبراز وجهها كأيقونة معمارية فريدة الهندسة والطراز، ليصبح بذلك حدثاً عالمياً استثنائياً مرتقباً كل عام».
وتابع: «عبر عدة عروض فنّية تصور مواضيع ذات مضمون هادف وتستثمر أحدث التقنيات البصرية والصوتية وفق قوالب من المؤثرات الضوئية، يعكس مهرجان الأضواء مدى التنوع الثقافي للإمارة وصفحات من تاريخها وتراثها الحضاري الثري، ناقلاً للعالم وجهاً منفتحاً على مختلف ثقافات الشعوب».

دورة استثنائية
ويشير المدفع إلى برنامج الدورة الحالية، قائلاً: «إنها دورة استثنائية من حيث مضمونها، كونها احتفت بمرور 10 سنوات من الإبداع والريادة والألق والتميز، فالعروض المبهرة لعام 2020 لم تقل روعة وتميزاً عن عروض وتصاميم الدورات السابقة التي حققت نجاحاً لافتاً، وعلى صعيد حجم الإقبال والمشاركة، شهدنا ارتفاعاً في حجم القادمين بشكل ملحوظ سواء من داخل الدولة أو من خارجها».
وينوه المدفع بأن المهرجان وعلى مدار عقد من الزمن ساهم في إضافة الكثير من الزخم على روافد السياحة في الإمارة، كما سلط الضوء على تنوعها الثقافي وموروثها الحضاري إلى جانب مختلف مقوماتها السياحية والبنى التحتية التي تتمتع بها.

طابع إسلامي وأندلسي
ويضيف المدفع: «لعل الخصوصية التي يمتاز بها مهرجان أضواء الشارقة عن غيره في باقي الدول، هو حرص الإمارة الدائم ونهجها في إحداث التنوّع في التجارب السياحية وتفعيل القطاع الثقافي، لتتبوأ الشارقة مكانة مهمة على خريطة السياحة العالمية، لما توليه من أهمية بالغة ودعم مستمر للارتقاء بأوجه السياحة والثقافة والفنون، ولما تزخر به أيضاً من عمق حضاري ومعالم عمرانية ذات طابع إسلامي وأندلسي الملامح والتفاصيل، حيث تتألق الإمارة بصروحها الثقافية وبزخارف وتفاصيل غاية في الخصوصية والإبداع، الأمر الذي يثري تجربة الزوار ويجعل أضواء الشارقة حدثاً استثنائياً مميزاً في الشكل والمضمون».

«الاتحاد» على منصة تتويج المهرجان
فازت صحيفة «الاتحاد» للعام الثالث على التوالي، ضمن مهرجان أضواء الشارقة العاشر، بجائزتي «أفضل تغطية صحفية» للزميلة أزهار البياتي والتي تفوز بالجائزة للعام الثاني على التوالي، كما فازت «الاتحاد» بجائزة «أفضل صورة صحفية» للزميل حسام الباز، وذلك بعد منافسة شرسة مع المؤسسات الصحفية المختلفة بالدولة.

محتوى متجدد
عن الخطط المستقبلية لملامح الدورة القادمة، يقول خالد المدفع: إن عملية التطوير والابتكار المستمر في عروض مهرجان أضواء الشارقة، هو أمر مطلوب يفرض علينا تقديم كل ما هو جديد كل عام، ليستمر الحدث في زخمه القوي كأحد أهم الفعاليات النوعية المرتقبة والفريدة على مستوى المنطقة والعالم، فنحن نحرص سنوياً على إضافة المزيد من الأفكار والمواضيع والأعمال الفنية الجديدة لتعزيز تجربة الزوار وتقديم محتوى متجدد ومبتكر ذي رسالة هادفة، وقد شرعنا بالفعل في التحضير لدورة العام المقبل التي ستقدم مفاجآت ضخمة من حيث الفكرة والهدف والإخراج الضوئي، باستخدام أحدث الابتكارات والتقنيات في عالم المؤثرات الضوئية والصوتية.

الاتحاد