أعادت مصر، امس الخميس، فتح هرم “زوسر” في سقارة جنوب العاصمة القاهرة أمام الجمهور بعد ترميمه.
وهذا الهرم عمره 4700 عام ويعد أقدم صرح لا يزال واقفا في مصر.
ترأس حفل افتتاح الهرم رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بحضور وزير السياحة والآثار وعدد من سفراء الدول الأجانب.
وقال مدبولي، في مؤتمر صحفي أمام الهرم، “تقوم الدولة حاليا بمشروعات بناء ضخمة في جميع الأنحاء، والاهتمام بهذا الهرم وغيره من الآثار والحفاظ عليها يأتي في مقدمة أولوياتنا ليس لأنه إرث حضاري مصري فقط لكنه أيضا تراث عالمي نحرص على الحفاظ عليه من أجل الإنسانية”.
وأضاف “أشعر بالفخر بشكل شخصي اليوم ليس لأني مهندس معماري في المقام الأول أو لأننا استطعنا الحفاظ على إرث أجدادنا فحسب لكن لأن هذا المشروع يأتي في إطار عملنا الدؤوب اليوم لبناء مصر الحديثة حتى نترك لأحفادنا ما يفخرون به في المستقبل”.
وقال وزير السياحة والآثار خالد العناني، في مؤتمر صحفي عند سفح الهرم المدرج الشهير، “إننا نعيد اليوم فتح أقدم هرم لا يزال واقفا في مصر”.
وبدأ مشروع ترميم هرم “زوسر” عام 2006 ولكنه توقف عام 2011. واستؤنف العمل عام 2013، بحسب أيمن جمال الدين المسؤول عن المشروع في وزارة الآثار.
وبلغت الكلفة الإجمالية لأعمال الترميم 104 ملايين جنيه مصري (قرابة 6,7 مليون دولار)، وفق الحكومة المصرية.
ويقع هرم “زوسر” على بعد 20 كيلومتراً جنوب القاهرة في “ممفيس” أول عاصمة مصرية.
شيد الهرم من قبل المهندس “إيمحتب” في عهد الملك زوسر (2667-2648 قبل الميلاد) من الأسرة الثالثة ويبلغ ارتفاع الهرم اليوم نحو 60 مترا ويتكون من ست مصاطب بنيت على مراحل.
يعتبر الهرم أول بناء حجري متكامل في العالم، وهو عبارة عن بناء مصمت أسفله مجموعة من الممرات تؤدي إلى بئر الدفن الرئيسية التي يبلغ عمقها 28 مترا وعرضها سبعة أمتار. وهو مندرج في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وهو أول هرم مدرج في العصر الفرعوني وكذلك أول مقبرة أسرية. و”زوسر” هو أول فرعون أدخل فكرة المقبرة العائلية في تلك الحقبة.
وكانت السلطات المصرية كشفت في أبريل 2019 في منطقة سقارة عن مقبرة مزينة برسومات ملونة وكتابات بارزة.
وتعد المواقع الأثرية الفرعونية إحدى نقاط الجذب السياحية لمصر.

الاتحاد