أعلن مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل “أبريل من كل عام”، شهراً لمنع الإساءة للأطفال تجسيداً للنهج الدولي، حيث تعبّر العديد من الدول “شهر أبريل شهراً وطنياً لمنع الإساءة للأطفال”.
وتأتي هذه المبادرة بالتنسيق والترحيب من قبل الجمعية الدولية لمنع الإساءة للأطفال وإهمالهم، وقال اللواء ناصر لخريباني النعيمي، الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رئيس اللجنة العليا لحماية الطفل بوزارة الداخلية، إن المركز سيطلق خلال شهر أبريل الجاري حملة توعوية بعنوان “معاً لمنع الإساءة للأطفال”، تتضمن مجموعة من الفعاليات والأنشطة وتستمر على مدار العام.
وذكر أن الحملة، ومن خلال برامجها، ستحثّ مؤسسات وأفراد المجتمع على المستوى الوطني للمشاركة في العمل على جعل دولة الإمارات العربية المتحدة مكاناً أفضل وأكثر أماناً للأطفال والعائلات، موضحاً أنها تعكس الالتزام المؤسسي بتحقيق (رؤية الإمارات 2021) عبر توفير جودة حياة عالية في بيئة معطاءة مستدامة، مشيراً إلى أن مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل يؤمن بأهمية الدور الذي يلعبه المجتمع ككل في الوقاية من الإساءة للأطفال بأنواعها كافة.
ولفت لخريباني إلى أن مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل، يولي اهتماماً بالغاً للتوعية المجتمعية وتوعية أولياء الأمور على وجه الخصوص، وتزويدهم بكل ما يحتاجون إليه من معرفة ومهارات ومصادر لمكافحة مختلف أشكال الإساءة للأطفال، أو استغلالهم سواء داخل الأسرة أو المجتمع، مشيراً إلى أن الدراسات تؤكد أن وعي أولياء الأمور بمشكلة الإساءة للأطفال ومدى جديتها وتأثيرها على الطفل والمجتمع، يساعد في الحد من خطورة هذه المشكلة وتفاقمها وتحقيق الهدف المنشود وهو حماية الأطفال من الإساءة.

وأضاف: “من هنا، تأتي المبادرة التي يطلقها مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل لجميع شرائح المجتمع، ومن خلال الإعلان عن جعل شهر أبريل شهراً لحماية الأطفال من الإساءة كنهج للوقاية وتوعية المجتمع، وحض أطيافه كافة على المساهمة والقيام بدور فعال لتحقيق كل سبل الحماية للأطفال.

من جانبه أكد المقدم فيصل محمد الشمري، مدير مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل، أهمية مشاركة المجتمع وتجاوبه مع أهداف وفعاليات هذه الحملة، لافتاً إلى أن التركيز على بناء وتعزيز عوامل الحماية خلال جميع أشكال التواصل مع الأطفال والعائلات، هو أفضل ما يمكن لمجتمعنا القيام به لمنع الإساءة للأطفال وتنميتهم بالطريقة المثلى.

من جانبها ذكرت نورة المهري منسقة الحملة أن دور العنصر النسائي مهم في دعم هذه الحملة فهي ليست فقط الأم ام البنت بل هي نصف المجتمع و«روح المكان» حيث إن الأم يسهل عليها التواصل مع أطفالها بشفافية ودون حواجز أو خوف.

وكان مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل شارك أخيرا في المعرض الدولي للأمن الوطني ودرء المخاطر «آيسنار أبوظبي 2014» وبدأ مبكراً التجهيز لحملته التي ستسهم في تعزيز الوعي المجتمعي بمسألة حماية الطفل من المخاطر ومنع الإساءة اليه.

وتعتبر تقارير عالمية أن الإساءة للأطفال مشكلة جدية وخطرة، حيث تشير التقارير العالمية إلى وفاة خمسة أطفال يومياً تقريباً بسبب الإساءة أياً كان نوعها، وتعدّ الإساءة غير الأخلاقية واحدة من أكبر المخاطر التي يواجهها الأطفال عالمياً، وتلفت الإحصائيات إلى أن واحدة من كل ثلاث فتيات، وواحداً من كل خمسة أولاد يتعرضون لشكل من أشكال الاعتداء الجنسي قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة، وأن 90% من الضحايا يعرفون الشخص المعتدي، و68% من الضحايا يتم الاعتداء عليهم من قبل شخص من العائلة.

كما بينت الإحصائيات العالمية أن معظم الضحايا من الأطفال يتعرضون للإساءة أو الإهمال في عمر 18 شهراً أو أقل، وتتقارب نسبة الضحايا بين الجنسين، حيث تصل نسبة الضحايا من الذكور (48.5%) والإناث (51.2%)، وفي الولايات المتحدة الأميركية يتم تسجيل ما يقارب 3.6 مليون قضية إساءة للأطفال سنوياً تشمل 6 ملايين طفل تقريباً.

وتظهر الدراسات والبحوث ذات الصلة أن الأطفال الذين يتعرضون للإهمال أو الإساءة تكون احتمالية جنوحهم وارتكابهم لسلوكيات إجرامية كراشدين أكثر بـ«11» مرة من غيرهم، كما أن عدداً كبيراً من هؤلاء الأطفال سيعانون لاحقاً من اضطرابات نفسية.

جدير بالذكر أن الجمعية الدولية لمنع الإساءة للأطفال وإهمالهم تأسست في عام 1977، وتضم في عضويتها أكثر من 200 جهة تمثل 100 دولة، وتهدف إلى تعزيز الإمكانات التي تمكّن الأطفال حول العالم من النمو السليم جسدياً وعقلياً واجتماعياً وبطريقة طبيعية، مع التركيز على تعزيز حماية الأطفال من جميع أشكال القسوة والاستغلال. (أبوظبي – الاتحاد)