بدأت بلدية دبي تنفيذ مشروع مدينة علاء الدين الجديد، المكون من ثلاثة أبراج في مرسى السفن وسط خور دبي، يتميز بالحرص التام على استخدام الأراضي عبر تنفيذه في الماء، ويتضمن مكاتب تجارية وفندقا بواقع ثلاثة ابراج تمتد على مسافة 450 مترا.

وقال المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي لـ”البيان” ان المشروع يقع ضمن ميناء السفن التجارية التقليدية (البوم) في خور دبي بمنطقة “الرقة” خارج منطقة دبي القديمة، ويتضمن ثلاثة أبراج بارتفاعات مختلفة، ومباني لمواقف السيارات.

وأشار الى ان المشروع يهدف إلى تطوير أبراج ذات أشكال أيقونة متميزة تحاكي أساطير الماضي وتضفي لمسة جمالية وطابعا سياحيا مميزا للمدينة ، خصوصاً في هذا الموقع المتميز من خور دبي مع الحفاظ على فعاليات الميناء التراثية ، مؤكدا ان المشروع يقع خارج منطقة الحماية لتسجيل الخور في التراث العالمي.

وأضاف: ” تطوير مثل هذا المشروع وفي هذه المنطقة سيكون له أثر حضاري وتاريخي عالمي وفخر للأجيال القادمة ويساهم في تقدم الامارة وبقائها دائما (الرقم 1) بموجب رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالإضافة إلى العوائد الاقتصادية الايجابية غير المباشرة على المدى الطويل، عن طريق زيادة السياحة في الإمارة ، خصوصاً أن دبي مقبلة على نهضة عصرية لتفعيل استقبال وضيافة المعرض العالمي “اكسبو 2020″، ومن المتوقع أن يعزز المشروع استعمالات الأراضي بشكل أفضل في هذه المنطقة المتميزة من واجهة الخور وهذا بدوره يعتبر جزءا من أهداف البلدية في مجال تطوير الاستغلال الأفضل لاستعمالات الأراضي في الامارة”.

وصف المشروع

وأوضح لوتاه ان تحديات تصميم المشروع تكمن في طبيعة وخصائص الموقع ومجاوراته وطريقة الوصول والدخول إلى مبانيه، وتم مواجهة التحدي بابتكار جسور مكيفة الهواء بأرضية متحركة توصل بين الأبراج والمداخل ومواقف السيارات، وخاصية الفكرة هي لتفادي الدخول من أرصفة الميناء المزدحمة بحركة تحميل وتفريغ البضائع، ولتمكين الزوار من الاستمتاع بالسير فوق ميناء السفن التقليدية، ومشاهدة الميناء التقليدي الذي يمثل معلمة تراثية وسياحية وصورة واقعية عن تاريخ الامارة التجاري، وبعد الوصول والدخول إلى الأبراج المقترحة سيستمتع الزوار بالإطلال على واجهة الخور ونواة الآفاق العمرانية للمدينة القديمة والحديثة عبر الخور اذ يمكن مشاهدة مناظر النسيج العمراني على ضفاف الخور والى امتداد البحر، وبنفس الوقت مشاهدة الجانب الحديث من الامارة وناطحات السحاب وبرج خليفة على امتداد شارع الشيخ زايد.

وأشار إلى أن الشكل والمضمون المعماري للمشروع اخذا بعين الاعتبار العلاقة التاريخية والتراثية لإبحار سفن البوم في الخور واستوحيا منها فكرة تطويره، مبينا ان التجارة بواسطة استعمال سفن البوم يعود تاريخه إلى ما قبل القرن الحادي عشر الميلادي حيث كانت هذه السفن تبحر إلى سواحل شرق أفريقيا والهند والصين وقد يكون لها حكايات تتعلق بأساطير السندباد البحري وعلاء الدين المشهورة عالمياً، وعليه فإن رمزية مضمون الشكل المعماري لمباني المشروع مستوحى من هذه الأساطير القديمة التراثية والتي تتضمن حكايات عن مبان وقصور غريبة الشكل بقبابها، أو تلك المعلقة في الهواء والغيوم، وإن شكل الجسر الرابط بين الأبنية يرمز إلى شكل الأحياء البحرية الغريبة الأسطورية كالتنين والثعابين وغيرها.

450 متراً من الجسور

وتقع أبراج المشروع الثلاثة على مسافة على امتداد حوالي 450 متراً من الجسور تؤدي إلى مواقف السيارات المقترحة (بسعة 900 موقف) وتتم حركة الزوار ومستخدمي المباني بواسطة أرضية متحركة على امتداد هذه الجسور، ويتماشى ارتفاع الأبراج مع ارتفاعات المباني المطلة على الخور في منطقة الرقة، ويبلغ ارتفاع الأبراج الثلاثة 34 و25 و26 طابقا وتتضمن مكاتب تجارية وفندقا.

وذكر ان المساحة الإجمالية التقديرية للمشروع تبلغ حوالي 110,000 متر مربع ومن ضمنها حوالي 10,000 متر مربع جسور للحركة، أما المساحة الإجمالية التي يمكن تأجيرها فتبلغ حوالي 66,000 متر مربع، وسيتم تطوير كل من الأبراج الثلاثة على قاعدة نهايات أرصفة الميناء البالغة مساحة كل منها حوالي 1،200 متر مربع، أما مواقف السيارات فسيتم بناؤها على جوانب منطقة الميناء ويتم ربطها بجسور مع الأبراج، والمداخل الرئيسية ومداخل مواقف السيارات سيكون من خلال شارع بني ياس في حين تكون مداخل الخدمات والخروج الاضطراري عن طريق نهايات أرصفة الميناء.

كما اشار الى ان ارتفاع المبنى المقترح لغرض الفندق يعادل 34 طابقاً ويضم بمساحة طابقية إجمالية تقريبية بحوالي 54،550 مترا مربعا، وهو من أفضل المواقع لتطوير فندق لكونه يقع على أبواب مركز المدينة القديمة وبالقرب من مطار دبي الدولي ومطل مباشرة على خور دبي، أما المبنيان الآخران فسيكونان بارتفاعات تعادل 25 و26 طابقاً وبمساحة طابقية إجمالية تقريبية تقدر بحوالي 26،000 متر مربع و28،000 متر مربع، وهي مواقع مفضلة لمكاتب تجارية خاصة مرموقة نظراً لموقعها الاستراتيجي وطبيعة الموقع المتميز.

وسيتم توفير 900 موقف للسيارات ضمن مبنيين للمواقف، يقع احد مباني المواقف على طرف الميناء مجاور لمبنى غرفة التجارة، ويضم ستة طوابق من ضمنها طابقان تحت الأرض وبمساحة طابقية إجمالية تعادل 25،000 متر مربع تقريباً وبسعة كلية تعادل 600 موقف تقريباً ومتصلة بالمدخل الرئيسي المؤدي للفندق والأبراج الأخرى، أما المبنى الثاني للمواقف فيقع في مدخل رصيف الميناء القريب من جسر آل مكتوم ويضم أربعة طوابق بمساحة طابقية إجمالية تعادل 10،000 متر مربع تقريباً وبسعة 300 موقف تقريباً ومتصل بجسر يؤدي إلى أبراج المكاتب. تعزيز المكانة التاريخية لخور دبي

أكد لوتاه على جهود البلدية في تعزيز المكانة التاريخية المرموقة التي يحتلها خور دبي باعتباره عصب الحياة التجارية، وشريانا رئيسيا للحركة الاقتصادية في الامارة ، ويحتوي على عناصر تراثية وحضارية ، مشيرا إلى انه انطلاقا من الأهمية الاستراتيجية التي تكتسبها مثل هذه الممرات الطبيعية المائية في العالم نظرا للكثافة السكانية حولها والتي يصاحبها اعمال التنمية العمرانية والسياحية والصناعية، والتي تشكل تهديدا كبيرا للمصادر الطبيعية والتنوع البيولوجي فيها، فقد برزت اهمية دراسة البيئة الساحلية للوصول الى ادارة وتنمية ساحلية سليمة.

وقال: ” فيما يخص الجانب العمراني التطويري وخلق التوازن بين الماضي والحاضر فإن الجهود التطويرية التي تبذلها بلدية دبي تعنى بتطوير البنية التحتية وعمران المدينة على جانبي الخور في كل من بر دبي وديره بصورة تتماشى مع الوجه الجديد المتميز للامارة مع الأخذ بعين الاعتبار النسيج العمراني ، فإن خور دبي يعد جزءا لا يتجزأ من استراتيجية التنمية التي لم تغفلها البلدية، بل وضعتها على رأس الاولويات وحشدت لها كافة الجهود والطاقات”.

– البيان