في جريمة فاقت كل التصورات في وحشيتها أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً داخل قفص حديدي في مشهد صدم العالم وحمل الأردن على التلويح برد مزلزل معلنا العمل لتنفيذ حكم الإعدام بحق العراقية ساجدة الريشاوي فجر اليوم.

وبث التنظيم الإرهابي شريط فيديو علي الإنترنت امس يظهر عملية إحراق الكساسبة حيا في مشهد تقشعر له الأبدان داعيا في في الشريط نفسه إلى قتل كل الطيارين المشاركين في حملات القصف الجوي على مواقع التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، موردا أسماء قال إنها لطيارين أردنيين مع عبارة «مطلوب للقتل».

وتضمن الشريط الذي نشر على منتديات الإرهابيين على شبكة الإنترنت مشاهد مروعة للرجل الذي البس لباسا برتقاليا وقدم على انه الطيار، وهو محتجز في قفص كبير اسود، قبل أن يقدم رجل ملثم بلباس عسكري قال إنه «أمير احد القواطع التي قصفها التحالف الصليبي»، على غمس مشعل في مادة سائلة هي وقود على الأرجح، قبل أن يضرم النار فيها. وتنتقل النار بسرعة نحو القفص ليشتعل الرجل في ثوان، يتخبط أولا، ثم يسقط أرضا على ركبتيه، قبل ان يهوى متفحما وسط كتلة من اللهيب. وفي لقطات لاحقة، يمكن رؤية جرافة ضخمة ترمي كمية من الحجارة والتراب على القفص، فتنطفئ النار ويتحطم، ولا يشاهد أي اثر لجثة الرجل. وتم التقاط المشاهد وسط ركام انتشر بينه عدد من المسلحين الملثمين بلباس عسكري واحد.

كما التقطت صور للطيار معاذ الكساسبة باللباس البرتقالي إياه وهو يجول بين الركام، قبل صور الحرق.

وينتهي الشريط بنشر صور وأسماء يقول إنها لطيارين أردنيين، مع عناوين سكنهم، بحسب ما يدعي، وتحديد هذه العناوين على صور عبر الأقمار الصناعية. وفوق كل صورة كتبت عبارة «مطلوب للقتل»، قبل بث لائحة طويلة من الأسماء والرتب العسكرية التي لا يمكن التحقق من صحتها.

وقال أحد أفراد عائلة الطيار الأردني إن قائد القوات المسلحة الأردنية أبلغ العائلة بأن الطيار قتل.

واعلن الأردن أن الطيار الكساسبة «استشهد» منذ الشهر الماضي. وبث التلفزيون الرسمي الأردني خبرا عاجلا اعلن فيه «استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة منذ الثالث من الشهر الماضي، إنا لله وإنا إليه راجعون».

ووضع التلفزيون شريطا اسود في زاوية الشاشة مع صورة للطيار القتيل، فيما يبث أغاني وطنية وبرامج تتعلق بالجيش وتضحياته. وفي ديوان عشيرة الكساسبة غرب عمان ساد الحزن والبكاء في المكان قبل أن يهم والد الطيار، الذي رفض التصريح للصحفيين، وعائلته بمغادرة المكان.

وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية العقيد ممدوح العامري في بيان تلاه على التلفزيون الرسمي، إن «القوات المسلحة تؤكد أن دم الشهيد الطاهر لن يذهب هدرا وان قصاصها من طواغيت الأرض الذين اغتالوا الشهيد معاذ الكساسبة ومن يشد على أياديهم سيكون انتقاما بحجم مصيبة الأردنيين جميعا».

وأضاف العامري أن الأردن بذل «جهودا مضنية لتخليص الطيار من قوى الشر والظلام، غير أن هذه العصابة المجرمة أبت إلا أن تضع نهاية مأساوية لحياته، نهاية ترفضها كل الأديان والشرائع السماوية».

وأشار الى ان «طيارنا الباسل اغتيل يوم 3 يناير، اي قبل شهر من اليوم ليختاره الله شهيدا إلى جواره في عليين».

من جهتها أكدت الحكومة الأردنية أن رد الأردنيين سيكون «حازما ومزلزلا وقويا».

وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني للتلفزيون الأردني الرسمي «إن من كان يشكك بان رد الأردن سيكون حازما ومزلزلا وقويا فلسوف يأتيهم البرهان وسيعلمون أن غضب الأردنيين سيزلزل صفوفهم».

وأضاف أن «من كان يشكك بوحشية تنظيم داعش الإرهابي فهذا هو البرهان ومن كان يعتقد انهم يمثلون الاسلام السمح فهذا هو البرهان، ومن كان يشكك بوحدة الأردنيين في وجه هذا الشر فسنريهم البرهان».

إلى ذلك، أفاد مصدر امني اردني مسؤول لوكالة فرانس برس ان حكم الإعدام سينفذ بالانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي كان تنظيم داعش طالب بإطلاقها مقابل رهينة ياباني. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه «تنفيذ حكم الإعدام سيتم فجر اليوم الأربعاء بالانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي المحكومة على خلفية تفجيرات عمان عام 2005».

– الاتحاد