حذر عدد من الخبراء والأطباء في أبوظبي من مخاطر خلط المعقمات؛ مثل: الكلور بالخل أو الفلاش أو الكحول الطبي للتعقيم في المنازل، مؤكدين أن الخلط العشوائي وغير المدروس لبعض المواد يؤدي إلى منتج ضار وسام، كما في خلط الكلور مع الصابون لتعقيم أدوات المطبخ، ما قد يتسبب في فشل كبدي والتهاب، وتسمم في المعدة، محذرين من عدم تعقيم أية أغراض تستخدم في الأكل أو تقديم الطعام بالكلور.
وأكد الدكتور يوسف المشني أخصائي علم الأحياء الدقيقة، (Microbiology) وخبير زائر، أنه كثرت الافتراضات غير الهادفة والخطرة في خلط المواد المطهرة بعضها ببعض بالذات داخل المنازل، على أمل الحصول على محاليل مطهرة أقوى من المحاليل المفردة من غير خلط؛ لاستخدامها في الوقاية من الفيروس المستجد «كورونا»، محذراً في الوقت ذاته من خلط بعض المواد مع بعضها لما ينتج عنه من أبخرة ومحاليل ذات تأثير سام.
وأوضح: إن خلط محلول الخل مع الكلور ينتج عنه غاز الكلورين الناتج عن تفاعل صوديوم هابوكلورايت مع حامض الخليك، وهو غاز سام للإنسان، محذراً من عملية خلط هذه المواد والسوائل.
وأكد أن الأصل في استخدام المطهرات هو عدم الخلط لأكثر من نوع من المطهرات، كون كل مطهر يعد فاعلاً لوحده في التطهير.
وأشار إلى أن الكلور المنزلي يحتوي على مادة هايبوكلورايت الصوديوم Na- Hypochlorite التي إذا تفاعلت مع الماء كونت حامض الهايبوكلورس Hypochlorous Acid؛ المادة المؤكسدة القوية والتي تقتل الجراثيم على مبدأ أكسدة المركبات العضوية في الخلية الجرثومية، وكذلك نتيجة اتحاد الكلور مع المركبات الخلوية؛ لإنتاج مركبات سامة للخلية الجرثومية، ويستخدم الكلور المنزلي بتركيز 1% (عبوة واحدة من محلول الكلور المركز مع 99 عبوة من الماء المقطر أو المفلتر)، بفاعلية عالية في تطهير الأسطح وبلاط الأرضيات والجدران والحمامات والأدوات المنزلية (المطبخ وغيره) وفي غسل الملابس البيضاء.
وقال الدكتور يوسف: إن الكحول الطبي بتركيز لا يقل عن 70% (70 عبوة من الكحول الايثيلي المطلق مع 30 عبوة من الماء المقطر)، يقوم بقتل الجراثيم من خلال سحب الماء من الخلية الجرثومية وتخثيره لبروتينها، كما يستخدم محلول الكحول لتطهير الجلد (الأيدي) والجروح، وكذلك تطهير الأسطح في المنازل.
وقالت الدكتورة سها سامي الباز، أخصائية طب عام بإحدى المستشفيات في أبوظبي، إن فيروس «كورونا» يعيش على الأسطح على حسب نوع السطح، سواء كان خشباً أو بلاستيكياً ويراوح وجوده بين 6 ساعات إلى 12 ساعة على السطح.
وحذرت من مخاطر دمج أو خلط المعقمات، مثل الكلور بالخل أو الفلاش أو الكحول لتعقيم الأسطح، والأضرار السلبية؛ جرّاء دمج تلك المواد الكيمائية؛ بداعي تعقيم الأسطح لقتل الفيروسات، كما حذرت من خلط الكلور مع الصابون، واستخدامه بعد ذلك في تنظيف وتعقيم الأطباق؛ حيث إنه يتسبب في فشل كبدي والتهاب وتسمم في المعدة، منبهة إلى ضرورة عدم تعقيم أي أغراض تستخدم في الأكل أو تقديم الطعام بالكلور. وأضافت: إن استخدام الكلور بنسبة عالية سيؤثر في الجهاز التنفسي والتسبب في إصابات جلدية، مؤكدة ضرورة الانتباه لأن يكون التركيز من 1 إلى 10 بحيث تتم إضافة 4 معالق من الكلور على لتر واحد من الماء أو كوب صغير من كلور مقابل 10 أكواب من الماء، وأن يتم وضعه في بخاخ ورشه على السطح.
وقال الدكتور محمد عمر، أخصائي طب عام بمستشفى خاص في أبوظبي، إن المعقمات يتم تصنيعها من مواد كيمائية بنسب معينة، وإذا تم دمجها أو خلطها يؤدي إلى خطورة قد تتسبب في إصابة الفرد عند استخدامها بحرق أو حساسية شديدة في اليد.
وحذر الأفراد من خطورة دمج تلك المواد خلال التعقيم وضرورة استخدام المعقم الواحد في الأغراض المخصصة له، مشيراً إلى أن دمج معقم الكلور مع الخل أو الفلاش أو الكحول ينتج عنه غاز سام يضر بصحة الأفراد.
الخليج