إذا كنت تلجأ إلى تناول الطعام عندما تحزن أو تتوتر فأنت لست الوحيد، العديد من الأشخاص يتناولن الطعام لتفريغ مشاعرهم وليس لدواعي ومتطلبات جسمانية.
وعلى اختلاف المشاعر التي يمر بها الإنسان سواء كان غضب أو فرح.. حزن أو عصبية.. خوف أو ارتباك فإن سلوك استخدام الطعام لهذا الغرض والعمل على أخذه كقاعدة في الحياة غير مقبول لما يترتب عليه من آثار سلبية على صحة الشخص.
ما هو الأكل العاطفي؟
هو استخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع ما نشعر به و ليس لإشباع الرغبة الرئيسية بتناول الطعام بسبب الجوع الفيزيلوجي كتناول الحلويات بكميات كبيرة في أوقات الإمتحانات أو تناول البسكويت المملح في أوقات الفراغ أو الممل، مما يؤثر على وزن الشخص ويعرضه للسمنة و الأمراض المزمنة كالسكري و ارتفاع ضغط الدم.
ما هي أسباب الجوع العاطفي؟
1. ربط تناول الطعام بالمشاعر (السلبية و الإجابية).
2. عادات مكتسبة من مرحلة الطفولة مثل تعويد الطفل على مكافأته عند أي إنجاز يقوم به بالحلويات فسيقوم باستخدام نفس الطريقة للإحتفال والمكافأه في المستقبل و أيضا يتم إسكات الطفل بعد نوبات البكاء بالبسكويت فسوف تكبر معه الطريقة للشعور بالراحة.
3. زيادة ارتفاع هرمون الكورتزول (هرمون الإجهاد) حيث تزيد الرغبة بأكل الطعام وخاصة العالي بالكاربوهيدرات والسعرات الحرارية والقليل بالقيمة الغذائية مما يؤدي إلى تكدس الدهون في منطقة البطن.
4. الحميات القاسية المعتمدة على الحرمان مما يؤدي إلى الأكل بشراهة.
هل هناك حل لهذه المشكلة؟
الحرص على المحافظة على الوجبات الرئيسية الثلاثة و التأكد من احتوائها لجميع العناصرالغذائية من (نشويات-بروتينات-خضروات-فواكه-منتجات الألبان-الدهون الصحية)
1. شرب كميات كافية من الماء و خاصة عند الشعور بالجوع و الانتظار 10 دقائق فإذا استمر الجوع فإنه جوع حقيقي.
2. أخذ ساعات كافية من النوم لتأثير قلة النوم على هرمونات الجسم و الحالة المزاجية للشخص.
3. تقبل العواطف والمشاعر السلبية بطريقة عقلانية ومنطقية وعدم الاعتماد على الطعام للتغلب عليها.
4. التعرف على المحفزات والإحتفاظ بمفكرة لتدوين الحالة التي تدفعه للجوء للأكل العاطفي و عدد المرات التي تحصل فيها في مدة معينة (أسبوع-شهر) لتعديل السلوك.
5. عدم توفير أو شراء الأطعمة المرغوبة في وقت الأكل العاطفي و تعويضها بتوفير البدائل الصحية.
6. ممارسة الرياضة لأنها تزيد إفراز هرمونات السعادة وتخفف التوتر.
7. تقليل الكافيين فالكميات الكبيرة منه تزيد التوتر والقلق.
8. التعلم على التفريق ما بين الجوع الحقيقي و الجوع العاطفي بالخطوات التالية:
الجوع الحقيقي يأتي بشكل تدريجي و لا تكون الرغبة بالأكل ملحة جداً إلا في حالة الإمتناع عن الأكل لوقت طويل عكس الجوع العاطفي فإنه يأتي بشكل مفاجئ و تكون الرغبة بالأكل ملحة جدا.
في حالة الجوع الحقيقي فإن أي شيء قد يفي بالغرض لإسكات الجوع بما في ذلك الخضروات، و في حالة الجوع العاطفي فإن التركيز و الرغبة بتناول أطعمة معينة كالسكريات و الدهون.
وفي الجوع الحقيقي يكون الشعور بالشبع واضح والمقدرة على التوقف عن الأكل أكثر تحكما منها في حالة الجوع العاطفي حيث أن الإنسان لا يكترث بالشبع أو الإستمتاع بالطعام و يتبعها شعور بالندم و التخمة.
في بعض الحالات قد تكون الحالة في مراحل متقدمة من الإضطراب الذي لا يمكن السيطرة عليه بالطرق المذكورة سلفا، فيجب استشارة اختصاصي نفسي و الذي يستطيع معرفة الأسباب وتقديم الحلول لهذا النوع من السلوك.
البيان