محمد البادع
كم أنت آسر سيدي، كم أنت متشرب بحب الوطن، كم هي سجاياك في روعة محياك، لا تعرف سوى أن تعطي وتمنح، في كل حالاتك، تقدم المثل والقدوة، تهدي أبناء شعبك ابتسامات وبشراً وسروراً.
هكذا كان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، حين شرف بحضوره ختام بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو، وقلّد لاعبنا الكبير والفذ فيصل الكتبي الذهب والحزام الأسود، وفي هذا المشهد بالذات، احتضن سموه كل الوطن في شخص فيصل.. احتضن كل المجيدين وكل الناجحين، وكل من يعلون راية الوطن في الميادين.
تأتي الروعة من البساطة والعفوية، ومن ابتسامة تحاكي إشراقة الشمس، وهكذا هو حال «أمير الوفاء» وقدوة الوطن، سمو الشيخ محمد بن زايد، فالموقف كان فوق طاقة فيصل، لكن سمو الشيخ محمد هدأ من روعه، وإن لم يمنع دموع قائد المنتخب من أن تلامس شغاف قلوبنا جميعاً.
الآن، اكتملت الصورة، الآن عرفنا أكثر، لماذا الجوجيتسو، لماذا اختارها سموه مشروعاً للوطن دون غيرها، لماذا وهبها كل هذا الدعم وكل هذه الرعاية، لتحلق عالمياً في أرفع وأعلى منزلة؟ لأنها تستحق، ولأنها ليست رياضة بقدر ما هي حالة إنسانية وتمثل السبيل لبناء جيل، يعرف قيمة الوطن، ويعرف كيف يسعد الوطن.
بالأمس، لم يشاهد العالم فقط ختام البطولة، لكنه شاهد أيضاً «المعادلة السحرية»، لتألقها على أرض أبوظبي، عرف أن من يروي شجرتها هو الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد بنفسه، ومن أجل ذلك هي مؤهلة أكثر للذهاب بعيداً في أفق المجد الذي تستحقه.
خمسة أيام انقضت، أضاءت خلالها البطولة سماء أبوظبي، ليس فقط بالفعاليات، وإنما أيضاً بالعروض المصاحبة التي رافقت الحدث في صالة «أرينا»، وأعتقد أن استقبال ساحة الحدث لأكثر من 17 ألفاً من الجماهير، تعني كم أن تلك الرياضة حصلت على مساحة لم تحصل عليها رياضة أخرى غيرها.
ومع المنافسات، والعروض المصاحبة، كان العالم على أرض أبوظبي، فتواجد الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، ورئيس الاتحاد الدولي والأمين العام للاتحاد الأوروبي، ورؤساء اتحادات آسيوية وأوروبية، ومنذ اليوم الأول لقدومهم إلى أبوظبي، أقروا أيضاً بأن من فعل كل ذلك وصنع هذه الأمجاد هو سمو الشيخ محمد بن زايد، وحين ألقى عبدالمنعم الهاشمي كلمته في افتتاح البطولة، أوجز حين قال «إن كل ما ترونه حولكم من صنيعة يد محمد بن زايد».
تستحق أبوظبي التهنئة بما حققته، وتستحق التحية على إطلالتها الدائمة في أروع منظر من كل الأحداث، والحمد لله أن هيأ لنا قادة، لا يريدون سوى إسعادنا، ولا يسعون إلا لنهضتنا.
والآن، وبعد هذا النجاح، وبعد أن ارتقينا تلك الدرجة على سلم التنظيم الرائع، أعلم أن لاتحاد الجوجيتسو برئاسة الهاشمي خططاً كثيرة، مستثمراً الدعم السخي والسامي، متطلعاً للانطلاق إلى آفاق أرحب، وأدرك أن من يعمل بهذا النهج وبتلك الاستراتيجية، لابد وأن يحالفه النجاح.
كلمة أخيرة:
محمد بن زايد في المعادلة، البرهان واحد، إنه المجد.
الاتحاد