يعد مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تفرض على مرضاها اتباع أسلوب حياة منظم للمحافظة على صحتهم، وعدم التعرض لمضاعفات خطيرة، كما يؤثر مرض السكري على العديد من أجهزة الجسم بشكل كبير خاصة الجهاز المناعي، والذي يمثل خط الدفاع الأول للجسم في هذه الفترة التي يواجه فيها العالم فيروس كورونا.
وفي حديث لـ”العربية.نت” مع الدكتور عبدالخالق حامد، استشاري أمراض السكري والجهاز الهضمي والكبد بالقصر العيني، حول الإرشادات التي يجب على مرضى السكري اتباعها لتجنب الإصابة بفيروس كورونا وتعزيز المناعة لديهم، أوضح الدكتور عبدالخالق أن من يعانون من ضعف في الجهاز المناعي هم الأكثر إصابة بالفيروس.
وأضاف: “لذلك يجب على مرضى السكري أن يكونوا حذرين في هذه الأزمة التي يمر بها العالم، كما يعد مرضى السكري من الفئات التي تصنف بأنها تعاني من اضطراب في المناعة، وذلك لاضطراب مستوى السكر في الدم، مما يساهم في اضطرابات في الجهاز المناعي”.
وأشار استشاري أمراض السكري إلى ضرورة عدم اختلاط مرضى السكري والأمراض المزمنة في هذه الفترة أو التواجد في الأماكن المزدحمة، ومواظبة تناول الأدوية الخاصة بالسكري التي تختلف حسب كل حالة في الأوقات المحددة ومتابعته بشكل يومي.
كما يجب عليهم اتباع نظام غذائي متكامل يحتوي على مادة البروتين التي تساعد بشكل أساسي في تقوية المناعة والأطعمة الغنية بالألياف الغذائية، مثل الموجودة في الحبوب الكاملة والخضراوات، وتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الخضراوات والفاكهة الملونة وذلك لدورها في تقوية المناعة.
كما يجب أن يمتنع مريض السكري عن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون واستبدالها بالخضراوات والفواكه الغنية بالفيتامينات.
وأكد الدكتور عبدالخالق على ضرورة استخدام السوائل الطبيعية التي تعمل على تعزيز صحة الجهاز المناعي والوقاية من فيروس كورونا، لذلك ينصح بالإكثار من تناول السوائل الطبيعية مثل الزنجبيل والينسون دون إضافة سكر إليهم، والحرص على الحصول على المغذيات الدقيقة المتمثلة في بعض الفيتامينات مثل فيتامين “A” وفيتامين “C” وفيتامين “B” وفيتامين “D” وفيتامين “H”، وكذلك عنصر الزنك والسلينيوم والحديد حيث تعمل هذه الفيتامينات على تحسين مناعة الجسم مما يساهم في زيادة مقاومة الجسم للعدوى والتعافي بشكل أسرع عند الإصابة.
ويعمل فيتامين “A” على التركيب البنائي لخلايا الجلد والجهاز التنفسي والأمعاء، وهذا يشكل خط الدفاع الأول للجسم ويمكن الحصول عليه من الأسماك الزيتية مثل التونة والبيض والجزر.
أما فيتامين “B” فهو يساهم في استجابة الجسم الأولية بمجرد التعارف على العامل المرضي من خلال تأثيره على إنتاج ونشاط الخلايا الطبيعية القاتلة التي تعمل على جعل الخلايا المصابة تنفجر.
ويمكن الحصول على فيتامين “B6” من خلال الحبوب الكاملة والبقوليات والخضراوات ذات الأوراق الخضراء والمكسرات والأسماك واللحوم.
أما بالنسبة لفيتامين “C” وفيتامين “H”، فعندما يحارب الجسم العدوى يعاني مما يسمى الإجهاد التأكسدي الذي يؤدي إلى إنتاج الشوارد الحرة التي يمكن أن تخترق جدران الخلايا، وتحدث التهاب الأنسجة، وتعمل الفيتامينات على حماية الخلايا من الإجهاد التأكسدي، ويمكن الحصول علي هذه الفيتامينات من خلال البرتقال والليمون والجوافة والطماطم وكذلك المكسرات والخضراوات الورقية.
وفيتامين “D” يمكن أن يحصل عليه الجسم من خلال التعرض للشمس، كما يمكن للجسم الحصول على هذا الفيتامين من بعض المصادر الغذائية مثل البيض والأسماك.
أما عنصر الزنك والسيلينيوم فيعملان على تعزيز الخلايا المناعية ويمكن الحصول عليهما من خلال اللحوم والدواجن والقشريات البحرية والمكسرات، والسيلينيوم من الحبوب واللحوم الكاملة.
كما شدد الدكتور عبد الخالق على أهمية ممارسة الرياضة لمرضى السكري، وذلك لدورها في تنشيط السكر في الدم والدورة الدموية مما يساعد في تعزيز الجهاز المناعي.
وشدد على أهمية الحصول على عدد ساعات نوم كافية، خاصة في ساعات الليل، وذلك ليفرز الجسم هرمون الكورتيزون وهو يعمل على تقوية المناعة.
وأشار إلى أهمية الابتعاد قدر المستطاع عن الضغوط النفسية والعصبية لأنها تتسبب في اضطراب مستوى السكر في الدم.
العربية.نت