يحتفي العالم غدا بـ “يوم الصحة العالمي” في ظل التداعيات الخطيرة التي تشهدها أغلب دول العالم جراء تفشي وباء كورونا “كوفيد 19” الذي وصفته الأمم المتحدة بأكبر تحد يواجه البشرية منذ الحرب العالمية الثانية.
وتأتي المناسبة هذا العام تحت شعار “دعم كادر التمريض والقبالة” بهدف تسليط الضوء على الدور الحاسم الذي يضطلع به هذا الكادر في الحفاظ على الصحة في العامة من خلال رعايتهم للمرضى والمصابين لاسيما في أوقات تفشي الأوبئة والنزاعات.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنها بصدد إصدار سلسلة من التوصيات التي تهدف لتعزيز وتمكين القوى العاملة في التمريض والقبالة بما يساهم في تحقيق الغايات الوطنية والعالمية المتعلقة بالتغطية الصحية الشاملة وصحة الأم والوليد والأمراض المعدية والأمراض غير السارية، بما في ذلك الصحة النفسية، والتأهب، والاستجابة للطوارئ، وسلامة المرضى، وتقديم الرعاية المتكاملة لهم.
ويستنفر العالم اليوم جميع طاقاته وكوادره الطبية والصحية من أجل التصدي لوباء كورونا الذي بات يهدد بكارثة إنسانية بعد وصول عدد المصابين به إلى أكثر من مليون و270 ألف مصاب في كافة الدول حتى وقت تحرير هذا التقرير.
ومنذ الأيام الأولى لانتشار الوباء انطلقت في العالم حملة شكر وتقدير للأطباء والممرضين الذين يقفون في الخطوط الأمامية لمحاربة هذا العدو الخفي، ويمثلون جنودا مجهولين يعرضون حياتهم للخطر ويعملون ساعات طويلة ومتواصلة لإنقاذ حياة المرضى، حتى تغيرت معالم وجوههم من الإرهاق وحفرت عليها علامات ارتداء الكمامات والأقنعة الواقية لساعات طويلة.
وفي هذا السياق، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” عبر حساباته التواصلية على شبكة الانترنت حملة #شكراً_خط_دفاعنا_الأول، تقديراً لجهود الفرق والكوادر الطبية كافة وكل العاملين في القطاع الصحي في الدولة، من أطباء وممرضين ومسعفين وإداريين وفنيين.
ونشر سموه عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» فيديو لعدد من الكوادر الطبية في الدولة، التي تقوم بواجبها في مكافحة وباء فيروس كورونا، واصفاً إياهم بالأبطال وخط الدفاع الأول، نظير جهودهم التي يقومون بها في سبيل الحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين في الدولة.
ودعا سموه فئات المجتمع الإماراتي كافة، إلى توجيه عبارات ورسائل شكر للفرق والكوادر الطبية في الدولة.
ومن جانبه ثمّن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الجهود الكبيرة التي تقوم بها كوادرنا الطبية، وقال سموه في حسابه على «توتير»: «خالص الشكر والتقدير للكوادر الطبية من أصغر موظف إلى أكبرهم.. الذين وقفوا في خط الدفاع الأول وفي الصفوف الأمامية، نحن مدينون لهم وعملهم هذا لا يمكن أن ننساه».
بدورها تفاعلت جميع مكونات المجتمع الإماراتي مع حملة الشكر التي وجهتها القيادة الرشيدة في الدولة لجهود العاملين بالقطاع الصحي، وعبرت عن تقديرها الكبير للدور الحيوي الذي يقومون به في خدمة مجتمعاتهم، وما يبذلونه من جهد خارق خلال هذه الظروف العصيبة التي يعيشها العالم حالياً.
ولعبت أزمة تفشي وباء كورونا /كوفيد- 19/ دورا كبيرا في إعادة تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي يقوم به قطاع الصحة في كل البلدان، والأهمية البالغة لتطويره لمواجهة الأزمات، خاصة ان الوقائع أثبتت أن الدول التي نجحت في امتلاك منظومة صحية قوية كانت الأقدر على مواجهة هذا الوباء والحد من تداعياته.
وفي الإمارات، اظهر التعامل الناجح للقطاع الصحي مع أزمة وباء كورونا درجة الجاهزية العالية الذي يتمتع بها هذا القطاع والذي نال منذ تأسيس الدولة في عام 1971 عناية فائقة من صانع القرار انطلاقاً من الاهتمام الكبير بتطوير الخدمات المقدمة لمواطني الدولة وكل من يقيم فيها.
وشهد قطاع الخدمات الصحية في الإمارات منذ ذلك التاريخ قفزات نوعية وإنجازات كبيرة، تتناسب مع التحديات الصحية المتجددة، وتواكب الأنظمة العالمية بشهادة الخبراء الدوليين، ومنظمة الصحة العالمية.
وتحتل دولة الإمارات المركز الأول عالمياً، في عدد المنشآت الصحية المعتمدة ومنها المستشفيات التي يحوز أكثر من 85 في المائة منها على الاعتماد الدولي وفقا لتقارير اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية /JCI/.
وتتصدر الإمارات وفقا لمنظمة الصحة العالمية، إقليم الشرق الأوسط في 19 مؤشراً ومعياراً يتعلق بالتعامل مع مخاطر الصحة العامة، حيث حققت الدولة أعلى نسب في تقييم القدرات الأساسية للدول الأعضاء من خلال التقييم الخارجي المشترك.
ويعد القطاع الصحي أكثر القطاعات نمواً في الإمارات، حيث يتوقع أن تصل نسبة النمو في الاستثمار بالقطاع الصحي إلى أكثر من /300 بالمئة/ خلال السنوات العشر المقبلة، كما يتوقع أن يرتفع إجمالي عدد أسرّة المستشفيات على امتداد الدولة ليصل إلى 14 ألف سرير بحلول نهاية عام 2020، مقارنة بنحو 8000 سرير في عام 2010.
وتتطلع الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 إلى تطبيق نظام صحي يستند إلى أعلى المعايير العالمية كما تتطلع إلى ترسيخ الجانب الوقائي، وتخفيض معدل أمراض السرطان، والأمراض المتعلقة بنمط الحياة كالسكري والقلب، لتحقيق حياة صحية وعمر مديد.
وتسعى الأجندة الوطنية إلى تقليل مستوى انتشار التدخين، وتطوير جاهزية النظام الصحي للتعامل مع الأوبئة والمخاطر الصحّية، لتكون دولة الإمارات الأفضل في جودة الرعاية الصحية بحلول 2021.
وام