اتفقت شركتا «أبل» و«غوغل» على تنفيذ مشروع مشترك، يفتح نظامَيْ تشغيل «أندرويد» من «غوغل»، و«آي أو إس» من «أبل»، على بعضهما بعضاً، للعمل بصفة موحدة لتنفيذ مهمة واحدة، هي تطوير نظام يعمل بتقنية «بلوتوث» الموجودة في الهواتف المحمولة، لتتبع وكشف المصابين بفيروس «كورونا» ومخالطيهم لحظياً، وتنبيه الأصحاء إلى وجودهم، كوسيلة لتعزيز التباعد الاجتماعي، وتوفير بيئة آمنة لمليارات الأشخاص الذين لم يصابوا بَعْدُ، لكنهم محتجزون بالمنازل، وتتعين إعادتهم للعمل في أسرع وقت.

وصدر أول بيان مشترك بصيغة واحدة، نشر في توقيت متزامن على المدونة الرسمية لـ«غوغل»، وغرفة الأخبار في الموقع الرسمي لـ«أبل»، حيث أعلنت فيه الشركتان عن تفاصيل النظام الجديد، مشيرتين إلى أنه حان وقت تنفيذه على الفور، كجزء من مكافحة «كورونا» على مستوى العالم.

«تتبع الاتصال»

وأطلقت الشركتان على النظام الجديد اسم «تقنية تتبع الاتصال»، موضحتين أن النظام يسجل أولاً أرقام هواتف من أثبت التشخيص أنهم مصابون بالفيروس في قاعدة بيانات مركزية، وباستخدام البيانات التاريخية الخاصة بهذا الهاتف، يتم تحديد جميع الهواتف التي كانت بالقرب منه، لإنشاء دوائر الاختلاط الخاصة بصاحب الهاتف، خلال 14 يوماً سابقاً، مع إعطاء وزن لكل هاتف، بناء على مدة بقائه بالقرب من هاتف المصاب، والمسافة بين الاثنين، وعدد مرات التلاقي بينهما.

وأضافتا أنه يتم بث وتنزيل هذه البيانات على الهواتف المحمولة للأشخاص الموجودين في نطاق عمل قاعدة البيانات المركزية، والتي يفترض أن تكون تابعة للسلطات الصحية المحلية في مقاطعة أو حي أو مدينة أو قرية أو دولة كاملة، أو حتى على مستوى العالم، بحسب الحاجة والموارد المتاحة. وبينت الشركتان أنه عند مرور أي شخص، ومعه هاتفه المحمول في أي مكان، سيتم طوال الوقت وبصورة افتراضية، إنشاء اتصالات في اتجاهين بينه وبين جميع الهواتف المحيطة به، لمسافة معينة من جميع الاتجاهات، يفترض أن تكون في حدود تسعة أمتار على الأكثر.

الاتصالات المتبادلة

وبحسب بيان «غوغل» و«أبل»، فإن الاتصالات المتبادلة بين الهواتف، تشمل نقل بيانات بأرقام كل هاتف إلى الآخر، ليقوم كل هاتف بعمليات مضاهاة سريعة، مع البيانات التي تلقاها من قاعدة البيانات المركزية للسلطات الصحية، على النطاق المحلي الذي يوجد فيه، وإذا أثبتت عملية المضاهاة التي قام بها هاتف الشخص الموجود في المكان، أن الدائرة المحيطة بهاتفه يوجد بها هاتف برقم خاص بمصاب سابق، أو رقم هاتف شخص أصيب أو خالط شخصاً مصاباً سابقاً، خلال الـ14 يوماً السابقة، يقوم الهاتف بإصدار تنبيه بوجود مصاب أو شخص مخالط لشخص سابق مصاب بالعدوى، داخل دائرة التسعة أمتار، ويحدد اتجاه وجود الشخص، ليقوم صاحب الهاتف بالخروج والابتعاد للمسافة الآمنة. وتابعت الشركتان أنه إذا تعذر على الشخص متابعة التنبيه الذي صدر، أو قام الشخص بتجاهل التنبيه، أو لم يكن قد قام بتفعيل وتنشيط هذه الخاصية من الأصل، وبالتالي لم يخرج من دائرة الاتصال مع مصاب سابق أو مخالط سابق، وتجاوز الأمر الحدود الآمنة، فإنه يتم تسجيله على أنه مخالط سابق، مع توثيق بيانات الاختلاط من حيث المسافة والوقت.

وأكدتا أنه يفترض أن تتكرر هذه العملية طوال الوقت، مع مئات الملايين ممن يحملون الهواتف المحمولة، ويتم تحديث قواعد البيانات الصحية المركزية بهذه البيانات بصفة دورية متجددة، على فترات يقترح لها أن تكون بين ست و15 دقيقة.

متابعة وتنبيه

وفقاً لهذا السيناريو، فإنه ستتم متابعة وتنبيه ملايين الأشخاص، بطريقة فعالة وسريعة، حول عمليات الاختلاط والاقتراب من مخالطين أو مصابين سابقين، ومن ثم الانتباه لتفادي الاختلاط بهم، ومع اتساق نطاق التباعد وتفادي المخالطة، تقل احتمالات انتقال الفيروس إلى أشخاص جدد، فيخف معدل انتشاره، لتتكرر الدورة من جديد، حتى يتم إضعاف دورة انتشار الفيروس، من حيث السرعة، ونطاق الانتشار، ومن ثم محاصرته في نطاق بؤر صغيرة متفرقة، يمكن للسلطات الصحية التعامل معها بكفاءة وتركيز أكبر.

وبالنسبة للخصوصية، أكدت الشركتان أن هذا الأمر يحتل أولوية قصوى في النظام المزمع إنشاؤه، حيث سيتم العمل بخوارزميات متقدمة، ستقوم بتشفير وتغيير جميع الأرقام التي يتم تداولها في النظام، لتصبح في صورة «مفاتيح ومعرفات» مشفرة ومتغيرة، منزوعة الهوية، ومنزوع منها أيضاً أي بيانات دالة على الموقع.

تطبيق مستقل

أفادت شركتا «أبل» و«غوغل»، بأنهما ستطلقان حلاً شاملاً، يتضمن واجهات برمجة التطبيقات «إيه بي آي»، لإعداد تطبيق مستقل يعمل على الهواتف، وتقنية على مستوى نظام التشغيل نفسه، للمساعدة في تمكين تتبع جهات الاتصال، مشيرتين إلى أنهما ستصدران، الشهر المقبل، واجهات برمجة التطبيقات التي تمكن من التشغيل المشترك بين أجهزة «أندرويد» و«آي أو إس»، باستخدام تطبيقات من سلطات الصحة العامة، حيث ستكون هذه التطبيقات الرسمية متاحة للمستخدمين حول العالم للتنزيل، عبر متاجر التطبيقات الخاصة بهم.

 

الإمارات اليوم