محمد الحمادي
لغة الإرهاب لن توقف الأقلام الحرة ولا أصحاب الضمير الحي في هذه الأمة التي وإن خُدع بعضها وضل الطريق ليكون مع الإرهاب، إلا أن الأغلبية العظمى تعرف الحق وتتمسك به وتسير عليه..
قرصنة داعش على موقع جريدة «الاتحاد» بالأمس، كانت رسالة ساذجة اعتقد من كتبها أنها ستنال من إيماننا بديننا وتمسكنا بعقيدتنا التي تأمرنا بنبذ الإرهاب والتصدي للإرهابيين.
رسالة صحيفة «الاتحاد» رسالة سلام ومحبة وسبيلها إلى ذلك المهنية الصحفية والموضوعية وهي رسالة واضحة وضوح الشمس.. ومنذ ظهر الإرهاب في عالمنا و«الاتحاد» ككثير من الصحف في العالم التي تحترم قراءها، تعمل على توعية الناس بالأخطار المحدقة بهم وتكشف حقيقة الإرهاب والإرهابيين والمتطرفين، ونشرت «الاتحاد» مئات المقالات وآلاف الموضوعات من أجل حماية أجيالنا من أنياب الإرهاب الكاذب والمخادع الذي يلعب ويتلاعب باسم الدين ويحرق الأخضر واليابس باسم الجهاد الإسلامي، والجهاد منهم براء، وهم أبعد ما يكونون عن أرض الجهاد التي لا يعرفون طريقها.
قد لا يعرف داعش لماذا نقوم بذلك والاجابة في كلمتين وهي أننا “نحن المسلمون الحقيقيون” من يحمي هذا الدين من العابثين والمتلاعبين بتعاليمه واللاوين لعنق نصوصه الصريحة.. واقول لداعش كما قالت لهم تلك السيدة السورية العجوز “ارجعوا الى الله.. ارجعوا الى الله”.
ندرك أن كلمة الحق تؤلم الظالمين، كما أنها تكشفهم وتعريهم وندرك أن المعركة مع الإرهاب طويلة وشاقة، وندرك أن الإرهابيين لا يتورعون عن أي شيء ورسالتهم التي أرسلوها لـ «الاتحاد» تكشف مدى سذاجتهم، كما تكشف مدى تدني أخلاقهم، بل وتضعهم تحت طائلة المحاسبة القانونية وتحت تطبيق الحدود الشرعية.. فقد كانت رسالتهم مليئة بالتهديد والشتم والقذف والألفاظ البذيئة التي يربأ أي إنسان بنفسه عن استخدامها.
لقد قدم هذا التنظيم الإرهابي لصحيفتنا العريقة، خدمة لم يكن يدركها فقد كشف لنا أننا نسير على الطريق الصحيح في محاربة هذه الفئة الضالة وهذا ما يدعونا للاستمرار، فلن تجعلنا هذه الأفعال الإرهابية نتراجع عن مبادئنا.. والأمر الآخر كشف لنا مدى حب قرائنا في الإمارات وخارج الإمارات لهذه الصحيفة، وما تفاعلهم معنا طوال ليلة البارحة إلا دليل على ذلك.
لذا لابد أن أشكر كل من اتصل بنا بالأمس للاطمئنان على الصحيفة وطاقمها ونطمئن الجميع أن كل شيء على ما يرام.. أما الموقع الالكتروني فنطمئن الجميع على أن الإرهاب الداعشي لم يتمكن منه، فبجهود فريق العمل التقني في «الاتحاد» وبالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة تمت حماية الموقع، فقراصنة الإرهاب لم يتمكنوا إلا من إصابة رابط الموقع وسيعود الموقع إلى حالته الطبيعية خلال ساعات، وربما قبل نشر هذا المقال يكون الموقع قد عاد إلى البث من جديد.
الاتحاد